كيف ندعم مسيرة أطفالنا التعليمية؟

جميع أولياء الأمور يطلبون النجاح والتميز لأبنائهم، ولكن قليل منهم من يعي آلية تحقيق هذه المطالب والأحلام، التي تبدأ بالتواصل الدائم مع الطفل منذ السنوات الأولى ومشاركته جميع نشاطاته الترفيهية والتعليمية، والأهم من هذا تقديم الحافز والتشجيع لجميع الإنجازات والخطوات التي ينجزها مهما كان شأنها.

 

أكدت الدكتورة كارين ماب، الكاتبة المعروفة عالمياُ وخبيرة في مجال التعليم ومحاضرة في جامعة هارفارد، أن مشاركة الوالدين في عملية التعلم في المنزل تقود الطلاب إلى تحقيق علامات أفضل وانتهاج مواقف ومفاهيم أكثر إيجابية إزاء تعلم الأشياء الجديد. وقالت: " من الضروري بالنسبة للوالدين معرفة كيفية التعلم أو فهم كل تفاصيله، حيث يستطيع أي منهم المشاركة بالنشاطات على طريقتهم الخاصة. وعلى الرغم من اختلاف العائلات عن بعضها، إنما تجتمع كلها على رغبتها في تقديم الأفضل لمساعدة أطفالها ليتعلموا بشكل أفضل".

 

 

مشاركة متوازنة

 

وحول أهمية مشاركة الوالدين في عملية تعليم الأبناء، أكد دكتور ريموند هامدن، أخصائي علم النفس الشرعي والسريري أن الوالدان يلعبان دوراً كبيراً وحيوياً في عملية تعليم الطفل، لأن الطفل يجب ان يكون لديه ثقة بنفسه وهذه الثقة تأتي عن طريق الأسرة، لأنها في النهاية أساس حياة الإنسان، ويقول: "الإنسان يتعلم أكثر عندما يكون لديه ثقة أكبر بنفسه، كما أن التعامل الإيجابي مع الطفل يساعده على التفوق والتطور التعليمي، وعلى أولياء الأمور إذا اخطأ طفلهم معاملته بشكل ذكي بعيداً عن الانتقاد السلبي الذي يؤثر على نفسية الطفل. ولابد من الأخذ بعين الاعتبار المستوى العقلي للطفل، فلا نطلب من طفل متوسط في الذكاء أن يصبح الأول على المدرسة، أو القيام بوظيفة تتفوق عن المرحلة العمرية التي يعيشها".

 

وحول إستراتيجية التواصل مع الطفل في سن مبكر، يقول ريموند: " على أولياء الأمور مشاركة أطفالهم مسيرتهم التعليمية والتواصل معهم في أول سنه من عمرهم، حيث يتلقى الطفل من والديه المهارات الأساسية ومنها تعلم الكلام، والمهارات الحياتية، حيث يبدأ الوالدين بالقراءة لطفلهم، ومشاركته في مشاهدة التلفزيون، ومناقشته حول ما يشاهد، بهذه الطريقة يستطيع الطفل التفكير بنطاق أوسع، وتصبح قدراته أكثر إبداعاً وتبني لديه الثقة بالنفس على أنه إنسان مهم في المجتمع، من هنا عندما يذهب الطفل إلى المدرسة، يكون مهيأ نفسياً وعقلياً لتلقي المعلومات لأن لديه خبرة سابقه مع والديه، أكسبته الكثير من المعلومات والمعرفة".

 

 

المراقبة والمشاركة

 

لا يقتصر تواصل أولياء الأمور على مراقبة أطفالهم فحسب إنما الطفل يحتاج إلى مشاركة والديه في مغامراته اليومية، ويشير ريموند: " تبدأ عملية المشاركة والتوعية حول ما هو محظور ومحرم ابتداءً من أول سنه من عمر الطفل وحتى بلوغه15 سنه، كما يتوجب على الوالدين إعطاء الثقة للطفل في هذه المرحلة، وأشير ان مهمة التواصل مع الطفل يجب أن تكون موزعة وبشكل متوازن بين الأم والأب. كما وأحبذ ان تكون المشاركة بشكل يومي، ولكن يجب تجنب الضغط على الطفل، كما ويجب ان نشعر الطفل انه ليس مراقب أو في درس إجباري، أي يجب التعامل مع الطفل بأريحية تامة بعيداً عن الضغط".

إذا فقد الطفل أحد والديه هذا لايعني انه غير متفوق دراسياً، لكن وجود الوالدين في حياته سوف يعزز من قدراته ومهاراته والتي ستقوده في النهاية إلى النجاح. لذلك ينصح الدكتور ريموند، الوالدين الذين لديهم أكثر من طفل، بالمشاركة الجماعية، أي يستطيع الأطفال الجلوس على طاولة واحدة، ومشاركة بعضهم في أمور الدراسة، وبوجه عام الطفل في المراحل المبكرة يحتاج إلى الوالدين بشكل أكبر من ذويه الأكبر منه ، الذي يعتمد على نفسه أكثر.

 

 

من أم لأطفالها

 

مريم طاهر، هي أم لأربعة أطفال في مراحل عمرية مختلفة، قالت إنها تشارك أطفالها في الحياة اليومية في مختلف الأمور لاسيما المذاكرة، ولكنها كانت في السابق تستخدم أسلوب العصبية واللوم ، تقول: " كم أشعر بالندم على الأسلوب الذي الذي كنت أحاسب به ابني عندما كان يرتكب خطأ ما، ولكن بعد تدني المستوى التعليمي لإبني وابتعاده عني، فكرت عن السبب، ولجأت إلى اسلوب الحوار، ومنها تعلمت كيف أعامل إبني بطريقة ايجابية لا تؤذيه".

 

أما نورة الأحمد، وهي أم لثلاثة أطفال، تقول: "إن مشاركة الوالدين لأطفالهم في الحياة اليومية تعتبر عاملاً رئيسياً في بناء الطالب الناجح. لذلك أعمل على تشجيع أطفالي وتشجيعهم ومشاركتهم جميع واجباتهم المدرسية، فمنح الطفل التشجيع والدعم في أي عمل يقدمه أو مجهود يبذله مهم في تعزيز الثقه والتشجيع على النجاح، بالإضافة إلى المشاركة في التجربة التعليمية، وتأتي عن طريق القراءة واكتشاف الأفكار والأنشطة الجدية وتعلمها معاً، وأخيراً الحوار، وهو التحدث عن التعليم، وتبادل أطراف الحديث مع الطفل لمعرفة بماذا يفكر؟".

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button