كيف نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في تفعيل العمل المجتمعي؟

ساهم إنتشار "شبكات التواصل الاجتماعي" في فتح قنوات الاتصال والتواصل بين مختلف الجنسيات والأعراق والأعمار بصورة فندت وبشكل كبير جملة مارشال ماكلوهان الخالدة "العالم صار قرية كونية صغيرة"، لتحل محلها عبارة "العالم بات شاشة مصغرة"، واختصرت الطفرة الحالية التي شهدتها هذه الوسائل بسبب التطور السريع في التقنيات الحديثة مثل الأجهزة الذكية المسافات وسرعت عملية الوصول إلى كافة شرائح المجتمع، وفتحت مساحة أوسع للنقاش والتأثير، لاسيما في قطاعات العمل الخيري والتطوعي والمجتمعي، فكيف أسهمت في تفعيل العمل المجتمعي؟

 

 

تقول الإعلامية الإماراتية رفيعه الهاجسي أول عارضة أزياء إماراتية، وإحدى سفراء التواصل الإجتماعي لأبوظبي للإعلام، أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في تفعيل العطاء والعمل الإنساني في المجتمع، بفضل المميزات التي تتمتع بها هذه الوسائل والتي تصل إلى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وخاصة فئة الشباب، وتقول: " في السابق كانت الرسالة الإعلامية بما تتضمن من محتوى إنساني ومجتمعي تصل إلى شريحة محدودة من أفراد المجتمع، واليوم بفضل إنتشار عصر الثورة الرقمية، أصبحت الرسالة الإعلامية أكثر انتشاراً، ونجد أن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يستخدمون طرق مبتكرة في توصيل الرسائل الانسانية التي تعتمد على الصور المعبره والفيديوهات التوعوية الجاذبة، التي نجحت في تفعيل العمل التطوعي والإنساني".

 

تبنت الإعلامية رفيعة الهاجسي مبادرة إنسانية لصالح مرضى السرطان، تقول موضحه: " شاركت باسبوع "هواوي للموضة العربي" بالتعاون مع مصمم الشعر اللبناني فادي نصر، بتقديم "شجرة الحياة_The Tree of Life " حيث ارتديت أول شجرة مصممة ومحبوكة من الشعر الطبيعي في تاريخ الموضة، وكانت بمثابة تحفة فنية دمجت بين الابداع الفني والجانب الانساني معاً، فهي بطول 53 سنتم وعرض 50 سنتم. وقد ارادها فادي نصر أن تكون تحفة فنية تجسد وتترجم معنى شجرة الزيتون التي تمثل صلابة الحياة، خصوصاً انها مهداة إلى الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان تقديراً لمكافحتهم المرض بشجاعة وقوة في تحمل الصعاب والتفاؤل بغدٍ افضل".

 

تقول الهاجسي، أنها عملت على نشر فكرة هذه الشجرة عبر حساباتها الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل منح أطفال مرضى السرطان التفاؤل والايجابية، مع تضمين الفكرة ببعض العبارات الايجابية والتوعوية لأفراد المجتمع بأهمية مشاركة مرضى السرطان معاناتهم، مشيرة إلى أن هذه الشجرة سوف تدخل في موسوعة غينس للأرقام القياسية.

وتشير الهاجسي إلى أن مواقع التواصل ساهمت بشكل كبير وإيجابي في نشر ثقافة العمل التطوعي، من خلال نشر المبادرات التطوعية أعمالها وفعاليتها وإستقطاب الكثير من الراغبين في التطوع، بالاضافة لتعزيز التعاون بين المبادرات والجمعيات والبرامج التطوعية اي كانت تسميتها.

 

 

الكلمة الايجابية

 

 

أما الإعلامي الإماراتي سعيد المعمري، سفير التواصل الاجتماعي لأبوظبي للإعلام، وأحد أبرز رواد مواقع التواصل في الدولة، يقول: "برز دور رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً في دعم وتفعيل العمل التطوعي والانساني في المنطقة، فأصبحوا يمثلون قدوه حسنة لغيرهم في تشجيع وغرس العمل التطوعي، فأصبح هؤلاء الرواد هم اعلاميين ينقلون بالصوت والصورة والكلمة الايجابية المعبره الداعمة والمشجعه لهذا العمل الايجابي، في المقابل ثمة فئة قليله تسمى نفسها برواد التواصل ولكنهم في الحقيقة يبثون رسائلهم مجرده من الانسانية والإيجابية في المجتمع، وللأسف يوجد متابعين كثر لهم".

 

يضيف المعمري: " نحن كمجتمع خليجي نحترم كل ما هو إيجابي ويشجع على الأخلاق والعمل التطوعي، ومن خلال حساباتي الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أحرص على نقل الصورة الايجابية والرسائل الانسانية والمجتمعية لمتابعيني لإطلاعهم على كل ما هو جديد، وبث روح الإيجابية في نفوسهم، عدا عن تقديم رسائل مجتمعية داعمة ومشجعة للعمل الخيري، كما وأشارك في مختلف المبادرات الخيرية التي تدعمها الدولة، ولدي حضور ومشاركات متنوعة في البرامج التطوعية والخيرية، التي انقلها مباشرة عبر حساباتي الخاصة، بهدف تشجيع متابعيني وغرس روح العمل الخيري في نفوسهم".

 

وختاماً أكد المعمري أن قنوات التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم هي نافذة مهمة يستخدمها رواد هذا المجال لنشر كل أعمالهم ومبادراتهم التطوعية ومسابقاتهم ومستجداتهم عبر هذه القنوات، وأصبحت هناك مجلات إلكترونية ومدونات ايضا تسير جنبا الى جنب مع تلك القنوات، ومما ﻻ شك فيه فعالية هذه القنوات من خلال أنها اصبحت جزء ﻻ يمكن اغفاله أو اهماله.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button