تكثر في مجتمعاتنا ظاهرة وجود "الرجل المغازلجي" أو "صاحب العيون الزايغة" الذي يتلصص بعيونه على النساء العابرات، في محاولة للاستمالتهن أو ربما بناء علاقة معهن، وتعدد الأسباب التي تدفع بعض الرجال المتزوجين إلى مثل هذا السلوك، التي تعود بعضها إلى الجفاف العاطفي بين الزوجين أو رغبة الرجل في التجديد وخوض مغامرات جديدة.. ولكن كيف تتصرف المرأة إذا اكتشفت أن زوجها صاحب عيون زايغة؟
تقول أفراح محمد- متزوجة-: " يشعر بعض الرجال بالملل من الحياة الزوجية، وبأنها أصبحت روتينية ورتيبة، ربما بسبب انشغال الزوجات بالهموم اليومية مثل الإهتمام بشؤون البيت وتربية الأطفال، فتتراجع مكانة الزوج من دون قصد من الزوجة إلى مرتبة تالية في اهتماماتها. وقد يدفع الملل بعض الأزواج إلى البحث عن الإثارة التي لم يعودوا يجدونها في زوجاتهم في أحضان امرأة أخرى".
وتوضح مريم منصور- متزوجة- الأسباب التي تدفع الرجال للنظر إلى غير محارمهم، وتقول: "يلجأ بعض الرجال إلى النظر لغير زوجاتهم من منطلق تضخم الذات والأنا الذكورية وليس شيء سواها. هذا النوع من الرجال يتخذ من الخيانة الزوجية وسيلة يؤكد بها تفوق الأنا الذكورية، ليثبت لنفسه أنه مازال يتمتع بالجاذبية الجنسية، وأنه مازال قادراً على اجتذاب امرأة أخرى.
ظاهرة مجتمعية
ترى سلمى صلاح احمد – عزباء، أن الرجل المغازلجي هي ظاهرة واضحة في المجتمعات العربي، وتقسم الرجال إلى نوعين، وتقول: " ثمة نوع لايمكن أن يرتاح ويرضى بما هو مقسوم له ولايرضى أن يغير من نفسه شيئا وهذا شخص لايمكن التعامل مع ، ونوع لم يجد الراحة أو الشي الذي يحتاجه ضمن الأسرة التي ارتبط بها ويبحث باستمرار عن هدفه. ولو أني اجتمعت بمثل هذا الرجل واستطعت أن امنحه هذا الشئ الذي يحتاجه واستطعت ان اغير من شخصيته والا يصبح خائن بيوم من الايام ساقبل به ولكن بعد ان اتأكد من هذا التغير، ومن ناحيه اخرى الزوجه الناضجه والذكيه تستطيع ان تبني حياه اسريه مستقره وتلبي كل احتياجات أسرتها الاساسيه مما يجعل الحياة أكثر استقرار وأمان .
أما تغريد ترى أن الرجل المغازلجي هو مؤشر على بداية دمار العلاقة الأسرية، لأن سلوكيات الأب سوف تنعكس على أخلاقيات الابناء، كما سيؤدي هذا السلوك حتماً للمشكلات الزوجية التي سوف تنعكس على محيط الأسرة بأكملها، وبالتالي فان الاطفال الموجودين داخل هذه الأسرة سيلاحظون التأثيرات النفسيه التي تسيطر على الطرف المتضرر عدا عن الحاله العصبيه التي ستظهر على الزوجه والزوج الذي يعاني من الخيانه والاهمال الذي سينشأ نتيجه هذا الظرف الطارئ لكل احتياجات الاسره اليوميه ، مما يسبب غياب التوجيه التربوي والعنايه الصحيه والتأخير الدراسي".
اكتشفي خيانة زوجك!
من جانبه يوضح سعد محمد، مدرب استشاري بالتنمية البشرية والاجتماعية، ان هنا بعض من الإشارات الدالة التي تستطيع الزوجة من خلالها الكشف فيما إذا كان زوجها يخفي عليها أمراً ما. لذلك يترتب على الزوجة مراقبة زوجها وملاحظة تصرفاته، و في أغلب الحالات يكون الشئ مرتبط بعلاقة عاطفية مع امرأة أخرى.
ومن الإشارات الداله على خيانة الزوج، يقول الهاشمي: " تجنّب الزوج التواصل الطويل بالعينين مع زوجته خاصة عندما تسأله أسئلة على سبيل المثال: ماذا بك ؟ هل أنت بخير ؟ أشعر أنك متغيّر !. أيضاً التلعثم الزائد عن المعتاد في الحديث خاصة قبل مغادرة المنزل وفور العودة إليه، والتقلّص الشديد في الأحاديث العفوية مع زوجته، وتقلص "الفضفضة" هو دليل على أنه "يفضفض" ما لديه في مكانٍ آخر خارج المنزل".
التأكد من خيانة الزوج لاتقتصر على الدلائل القوية فحسب .. بل يعني اليقين التام من حصول فعل الخيانة مع امرأة محددة. في هذه الحالة ينصح المدرب الاستشاري الزوجة بفهم طبيعة الخيانة أولاً، فربما كان السبب الأساسي هو عدم الإشباع الجنسي، هذا لا يشبه الملل الجنسي على سبيل المثال. وربما يكون السبب عاطفياً بحتاً كأن تكون زوجته تعامله بشكلٍ جاف. معرفة السبب هامة جداً وعلى أساسها تقرر الزوجة التفاهم مع زوجها على تلافي المسببات أو الانفصال.
خيانة بالدليل
ترى المحامية كوثر إبراهيم، ان الخيانة الزوجية قد ترتبط بأسباب تختلف من رجل إلى آخر والبعض الآخر يرتكبون الخيانة بدون سبب، وفي حال تأكدت المرأة ان زوجها يخونها، عليها ان تأتي بالشهود والبراهين التي تثبت جرم الخيانة، ولا يوجد قانون يعاقب الرجل على الخيانة، إلا إذا ارتبط سلوك الخيانة بجرم معين، كهتك العرض على سبيل المثال.
وتتحدث كوثر عن الجهات الإصلاحية في الدولة التي تعمل على الإصلاح والتسوية بين الزوجين، وتقول: " في كل مراكز الشرطة في الدولة يوجد مكتب التوجيه والإصلاح، المعني بتسوية الخلافات الزوجية والإصلاح الأسري، والذي من خلاله يعملون على حل الخلافات الزوجية بطريقة ودية بعيداً عن فتح بلاغ شرطي، كما يوجد جهة مختصة تسمى بالخدمة الاجتماعية التي تعني بشؤون الأسرة وتعمل على الإصلاح بينهم، وفي حال عدم الإصلاح، يحول الزوجين إلى الشرطة ويسجل بها بلاغ رسمي، بعدها يحولون إلى نيابة خاصة، تسمى بنيابة الأسرة والأحداث، ويحاولون أيضا الإصلاح بين الزوجين، وبعدها تتحول إلى قضية في النيابة، ويتم تحويل القضية إلى محكمة الأسرة والأحداث، وهي محكمة مختصة بقضايا الأسرة ولا تنظر في قضايا أخرى، وتكون جلساتها سرية، وفي البداية يحاولون أيضا الإصلاح، وفي حال عدم الإصلاح الزوج يأخذ العقوبة، في حال وجود جريمة مصحوبة، لكن معظم هذه القضايا يحصل إصلاح بين الزوجين".
تحقيق رنا إبراهيم
