كيف تتصرفين مع الزوج الإتكالي؟

الاتكالية والاعتماد على الزوجة، هي مشكلة تؤرق معظم العلاقات الزوجة وبدأت تظهر بكثرة في الفترة الأخيرة لاسيما مع وجود الزوجة العاملة التي يعتبرها الرجل هي المرأة الحديدية التي يعتمد عليها في كل شؤون المنزل وتربية الأبناء، في حين بعد الأزواج يمارس هذه الاتكالية نتيجة أسباب مرتبطة بطبيعة التنشئة التي ترعرع عليها وغالبا ما يكون الدلال الزائد والاعتماد على الأم فى كل شي مما يولد أبن أتكالى لا يتحمل المسؤولية.

 

تشرح الزوجة (م، ن) مأساتها مع زوجها الاتكالي، التي اكتشفتها منذ لحظة زواجها أي من حوالي ست سنوات، حيث زوجها المهمل الذي لا يهتم بحياته الأسرية وكل اهتماماته تنحصر في حياته الخاصه ومع أصدقائه، فهو لا يحب الجلوس فى المنزل ولا قضاء وقت ممتع مع طفلته ويعتمد على زوجته فى كل شي وخاصه فى المستلزمات المنزليه ولا يلبى لها أي حاجه تطلبها، فقط يلتزم باعطاء الزوجة المصروف وعليها تدبير كل ما يلزم حتى أنها تقوم بشراء مستلزماته الخاصه. تقول الزوجة أنها فى البداية كانت سعيده بذلك، كونها المسؤولة عن المنزل ولكن بتخلى زوجها تدريجياً عن كل ما يخص المنزل، لاسيما بعد ولادتها ورعايتها لطفلتها، وحاليا هي حامل بالطفل الثانى وتجد نفسها مرهقه جسدياً ونفسياً، وتقول الزوجة معبرة: " عندما حاولت التحدث معه ومصارحته بما يضايقنى انزعج وقال أنا لم أقصر في الصرف عليك، وكأن كل ما أريد منه فقط المال متجاهلاً الاهتمام بى كزوجة لدي احتياجات أخرى، لقد سئمت الحياة معه ولو لا الأطفال لطلبت الانفصال عنه، لقد استخدمت كل الطرق معه، ويئست من حياتي الزوجية الممله".

 

أما ابتسام عبدالمطلب – متزوجة- لها تجربة ناجحه مع زوجها الاتكالي، تقول: " تزوجت وأنا سيدة عاملة وكنت اتعاون مع زوجي على مصروف المنزل، وعندما انجبت طفلي الأول وزادت التزاماتنا المادية، عندها شعرت أن زوجي لا يعيرني أي اهتمام أو تقدير لما اقدمه من تعاون وتربية وانشغال في تربية الطفل، فقررت جلب مربية أجنبية لطفلي، وعندها رفض زوجي فكرة المربية لانها سوف تستنفذ من ميزانية الأسرة، فطلبت منه الاختيار بين وجود المربية أو الاستقالة من عملي للتفرغ بتربية الطفل، فتوصلنا إلى حل مرضٍ وهو أنا استمر في العمل وألحق طفلي بحضانة في المقابل، زوجي التزم بمصروف المنزل وأخذ يعاونني في شؤون المنزل".

 

اختاري الوقت المناسب واستمتعي باهتماماته

إذا كان زوجك مهمل ويعتمد عليكِ في معظم أمور الحياة، ويرى أن الحياة الزوجية هي مجرد مصروف يمنح للمرأة وعليكِ كزوجة تحمل مسؤولية تربية الابناء والقيام بجميع شؤون الحياة العامة والمنزل، يقدم الدكتور عبدالله القادر، أخصائي في شؤون الأسرة، عدداً من النصائح في هذا الشأن، وهي كالتالي:

 

  1. لاتبدئي حوارك أبدا مع زوجك أثناء شعوره بالغضب، لأن النتيجة الحتمية ستكون بالتأكيد الشجار والمشكلات، بل ترقبي الوقت الذي يكون فيه مزاج زوجك معتدلاً حتى تتحاوري معه بهدوء، وفكري جيدا فيما تريدين قوله قبل أن تبدئي بالحديث.

 

  1. اجلسي مع زوجك، واشرحي له بوضوح كل ما يضايقك وإحساسك بأنه يهملك وما الذي تريدينه أن يفعله حتى تشعري باهتمامه.

 

  1. إذا كان هناك نشاط ما يسيطر على زوجك، ويمتص جل وقته واهتمامه (كمشاهدة مباريات كرة القدم أو قضاء ساعات طويلة أمام ألعاب الفيديو أو الحديث الطويل في الموبايل)، فحاولي التفاوض معه لتحجيم وقت هذه الأنشطة قدر الإمكان داخل المنزل حتى يتوافر له الوقت الكافي لرعايتك والاهتمام بك بعد عودته من العمل. وبشكل أساسي لا تحاولي أصلا التناقش معه أثناء ممارسته لنشاطه المفضل حتى تضمني انتباهه الكامل لك أثناء حديثك.

 

  1. اتركي لزوجك الفرصه للرد، واستمعي باهتمام لمبرراته أو أعذاره إن وجدت. لا تديري الحوار كله من طرف واحد، ولا تدعي العناد يتملكك بالإصرار على أنك وحدك على صواب وأن زوجك دائما هو المخطيء. حاولي التحلي بالمرونة ومقابلة زوجك في منتصف الطريق من خلال احترام رأيه وتقبل عذره إذا كان منطقيا، لأنك إذا فعلت غير ذلك سيقلل هو الآخر من شأنك ويضرب برأيك عرض الحائط، وبهذا ستزداد المشكلة تعقيدا.

 

  1. كوني صبورة، ولا تتوقعي استجابة فورية من زوجك، لأن الأمر قد يتطلب منه بعض الوقت حتى يعود للاهتمام بك من جديد، ومن حين لآخر ذكريه بلفتة لطيفة بما اتفقتما عليه ، وأشعريه باحتياجك الدائم لحنانه ورعايته واهتمامه، ولا تنسي أيضا أن تسأليه عن أي شيء عليك فعله من أجله أو التوقف عن فعله لإرضائه حتى لا يتهمك بالأنانية وبعدم مراعاة احتياجاته.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button