دور الأسرة في اكتشاف صعوبات التعلم لدى الأبناء

يعتبر الوالدان مصدراً قيماً للأبناء، ويقع على عاتقهم دوراً مهماً في مساندة طفلهم على حل مشكلته، ومشاركته في حلها، وغالباً ما تظهر مشكلات تعلم الأبناء في سنوات الطفولة الأولى ويتم اكتشافها في السنوات الدراسية الأولى، وهنا يبدأ دور المدرسة في إبلاغ الأهل بشكل مستمر بضرورة مشاركتهم في جميع القرارات المتعلقة بالطفل وخاصة في السنوات الاولى من عمره، وذلك بهدف مساعدة الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم لأن يصل الى افضل مستوى يستطيع الوصول اليه، لذا يجب ان تتوحد وتتفاعل جهود كل من المدرسة، ومعلم الصف، ومعلم غرفة المصادر وغيرهم من المهنيين الآخرين مع جهود الأسرة.

 

يقول الدكتور أحمد عبدالصبور، استشاري نفسي، يحتاج الأطفال ذوي صعوبات التعلم إلى أقصى حد ممكن من الدعم الأسري، الذي يؤثر على مستوى الإنجاز الذي يمكن أن يحققوه في تطويرهم الأكاديمي، ويرتبط ذلك الدعم الذي يمكن أن تقدمه الأسرة بشكل كبير بنوعية التعزيز والثناء وتشجيع التقدم الذي يحققوه الأبناء.

 

ويرى أن الإلمام الكامل بمعنى صعوبات التعلم لدى الأسرة والإطلاع في هذا المجال له دور كبير في إمكانية التدخل وتحقيق الفائدة للأبناء، ويعتبر وعي الوالدين منذ وقت مبكر بمشكلات الأبناء الدراسية يسهم في عملية اكتشاف المشكلة منذ البداية وفي مرحلة مبكرة في حياة الطفل، هي أهم مرحلة من المراحل التي يمكن أن يتم فيها تقديم الدعم والرعاية الممكنة للأبناء.

 

والأهم من ذلك أن يشعر الأبناء والأمهات بالتفاؤل تجاه هذا النوع من المشكلات، فالكثير منهم ومنذ اكتشاف المشكلة تسيطر عليه مشاعر القلق والتوتر ويسهم ذلك في تصدير نفس الشعور لدى الطفل مما يزيد المشكلة تعقيداً، حيث تركز الكثير من الأمهات على جوانب الضعف والقصور لدى الأبناء متجاهلين جوانب أخرى يجب التركيز عليها ودعمها وتشجيعها كجوانب القوة التي يتحلى بها الطفل. ويقول الدكتور عبدالصبور أن للمختصين دوراً في هذا الشأن يتمثل في مساعدة أولياء الأمور على التمسك بمشاعر التفاؤل والتركيز على جوانب القوة لدى الأبناء وتوفير الطمأنينة والثقة بالنفس وتعليم ذلك للأبناء.

 

دور الأسرة

للأسرة دور هام في اكتشاف الأطفال ذوي صعوبات التعلم، حيث يظهر ذلك في عمر مبكر، منذ التحاق الإبن بالمدرسة أو ربما قبل ذلك بقليل، ويتضح ذلك من أداء الإبن في المدرسة أو عند تكليفه بمهام دراسية حيث يظهر على الطفل علامات القلق، وتكون نتيجتها درجات متدنية في المدرسة، وعادة ممكن ملاحظة اهمال الطفل لواجباته المدرسية، ويكون كثير الحركة بلا هدف، أو من ذوي الأداء الذي يوصف بالكسل، وتكثر عليه شكاوى المعلمين ولا يستجيب للتعليمات والأوامر التي تطلب منه.

 

ويظهر أيضاً نوعاً من التلعثم، ومشكلات أخرى تتعلق في مهارتي القراءة والكتابة أيضاً، ويعاني الطفل أيضاً من صعوبات في فهم المضمون الذي يقدمه إليه المعلم، أو حتى في الأسرة إلة غير ذلك من الخصال التي يتميز بها الأطفال ذوي صعوبات التعلم.

 

نصائح وإرشادات

  • على الأسرة أن تتخذ بعض الاجراءات من أجل التدخل المبكر عن ملاحظة وجود مشكلة في تعلم الأبناء، وهي كالتالي:
  • توفير فرص التعاون والتواصل بين المنزل والمدرسة والوقوف على أسباب المشكلة وطريقة التدخل.
  • تدريب الطفل على تنظيم وحماية وترتيب مكانة وغرفته والمتابعة اليومية لدروسة وواجباته.
  • إتاحة الفرصة للطفل لمشاركة أطفال أخرين ممن يجيدون التصرف في المواقف المختلفه لاكتساب الخبرات وتعلم السلوك الايجابي.
  • تقديم الدعم والتشجيع وتعزيز الانجاز في المواقف التي يتعرض لها الطفل.
  • تعزيز سلوكيات الثقة بالنفس وتقدير الذات لدى الطفل، ومحاولة التقليل من مشاعر القلق الناتج عن إنخفاض أداء الطالب في المواقف المختلفه.
  • إشعار الإبن بأهمية القراءة وتعزيز قيمة التعلم والتقليد من خلال اتباع التماذج الناجحة.
  • تجنب استخدام اسلوب العقاب والتخويف والتركيز على استخدام اساليب التشجيع وتعزيز الدافعية للتعلم.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button