خلاصة تجارب أوائل الإماراتيات في مهن مختلفة

هن ثلاثة أسماء لامعه في مهن مختلفة امتهنتها المرأة الإماراتية لأول مره، فأصبحن هن قدوه للنساء الأخريات، فتجاربهن خير برهان على أن المرأة الإماراتية، قادرة على أن تخوض أصعب المهن والوظائف، ليضعن بصمة مشرفة في سجل التاريخ، عنوانهن " نحن الإماراتيات تخطينا الحواجز".

 

 

جميلة الزعابي أول مسعفة

"وفاة زوجي بحادث طائرة شكلت تحولاً في حياتي"

هي جميلة الزعابي، أو كما يطلق عليها " أم الإسعاف" أول إماراتية تلتحق بمجال الإسعافات الأولية في عام 1995، فقد كانت هي المرأة الوحيدة في خدمات الإسعافات الأولية في إمارة دبي حتى العام 2004 التحقت بهذا المجال لترضي رغبات أفراد عائلتها وليس لتتحدى العوائق الاجتماعية، وأصبحت ممرضة لتحقق حلم والدها. انتهى بها المطاف لأن تصبح أول مسعفة إماراتية. حول بداية التحاقها بمجال الإسعافات الأولية، تقول: "والدتي أمية لم تقرأ ولا تكتب، أول ما قررت العمل في هذا المجال، قالت لي والدتي أنتِ الرجل وأم الرجل وزوجة الرجل، ثقي بنفسك وامشي مرفوعة الرأس".

 

أما طبيعة عملها في الإسعاف، تقول: " من الشائع أن مهنة الإسعافات الأولية يقال لها مهنة الإصابات والمخاطر، ولكن الحمد لله لم أواجه أي إصابات، لان عملي يعتمد على مبادئ أكاديمية، ولدي الخبرة والتدريب الكافي الذي يقيني احتمال الإصابات، إذ تعتمد طبيعة عملي على التقنية لا على السرعة، وعلى حسن التصرف لا على القوة البدنية والعضلات، ومن الأشياء الصعبة التي واجهتها وما كان يقال لي، أنتِ امرأة فكيف تعملين بهذا المهنة التي تعتمد على حمل الأجساد الثقيلة، لكن عضلات المرأة أقوى كما واعتمد على حسن التصرف مع المصابين". وفيما يتعلق بالعقبات التي تقف أمامها وأمام المرأة الإماراتية، تعلق جميلة: "بالتأكيد واجهنا عقبات وعثرات بسيطة استطعنا تجاوزها، فطبيعة مجتمع الإمارات الذي يعتبر مغلق، استطعنا تخطيها، نحن كسرنا حاجز الخجل وحاجز أنا لا أقدر، نحن رجعنا لأصولنا نحن عرب، لان المرأة العربية دائماً تكون واثقة بنفسها، ولو رجعنا لتاريخ الإمارات لدينا أم دبي وهي، الشيخة حصة بنت المر، التي كان يتوافد لها الناس من أقصى الأرض ومغربها من أجل تعليمهم الأصول والعادات العربية، ومن هنا نحن خرجنا على تربية وأخلاق عربية أصيلة، نقدر نتخطى ونقف مع الرجل، في المقابل الرجل يحترم وجود المرأة كأم وكأخت.

 

لدى جميلة سر كبير يقف تميزها وقوة إرادتها، تقول: "زوجي توفى في حادث طيارة وهو كان طيار، وأنا كنت في تلك الأثناء في مجال التمريض، هذا اعتبره أول تحول في حياتي، إذ كنت أقول لهم لو كنت أنا موجودة لاستطعت عمل شيء، لكن هذه مشيئة الله، وكنت واثقة من قدراتي، ولكن قدر الله ما شاء فعل. لكن هذا الشيء إعطاني دافع للعطاء، والقوة لمواصلة هذا العمل ومساعدة الناس، كل مريض أراه أنه محتاج لي وأتخيله أبي أو أخي أو والدتي أو ابني، لذلك اشعر بالفخر بما أنجزته وما سوف أقدمه، وأجمل شعور هو حين أضع رأسي على المخدة لأشعر بالراحة النفسية الكبيرة".

 

سلمى البلوشي، أول قبطان طائرة

"لم أخطط دخول الطيران ورسالة شكر لوالدتي"

هي سلمى البلوشي أول طيارة إماراتية، حلقت في أول رحلة لها من ابوظبي إلى أثينا في عام 2011. وهي أيضاً أول إماراتية برتبة ضابط أول. دخولها في عالم الطيران لم يكن مخطط له، فبعد أن تخرجت سلمى من الثانوية ودرست التمريض، وكانت في السنة الأولى قرأت إعلانا في إحدى الصحف، يفيد بتدريب عدد من الشباب والشابات في مجال الطيران، عندها قدمت الطلب وتلقت الرد بالموافقة، وعندما أخبرت والدتها، لم تصدق أنها ستصبح كابتن طيار، وردت عليها والدتها: " لا اعتقد انك تصلحين لهذه الوظيفة كونك صغيرة في العمر كما وان حجمك صغير"، لكن بعد النجاح الذي حققته أصبحت والدتها تفخر بها.

 

تنتمي سلمي إلى عائلة محافظة، لاسيما وأن فكرة الاختلاط مع الجنس الثاني كانت مرفوضة، تقول: " عندما بدأت الدراسة في أكاديمية الأفق في مدينة العين، كنا نحن فريق الدراسة 12 شخص منهم وبنتين، وكانوا الجميع يدرسون سوياً وكنت أتعمد الابتعاد عنهم والدراسة بمفردي كوني لم أعتاد على الاختلاط، إلا أن بدأ تحصيلي العملي يتراجع، وجاء أحدهم وقال لي " يا سلمي لن تستطيعي النجاح والعمل في مجال الطيران وأنتِ على هذا الحال"، والحمد لله هذه التجربة جعلتني أنتبه لعدة أمور، تلك التي شكلك شخصيتي من جديد، وحققت من بعدها النجاح، هذا النجاح من فضل الله، وفضل والدتي وفضل الشباب الذين كانوا معي، وأقول لهم شكراً جزيلاً". تشير سلمى إلى وسائل النجاح والتميز، وتقول: " التوكل على الله هو أساس النجاح، والثقة بالذات هي من تكملها، وأيضاً دور الأهل، والأهم من ذلك القدرة على الإقناع، وتحديد الهدف هما سر التميز في جميع المهام".

 

مريم الصفار، أول سائقة مترو في الشرق الأوسط

"لا أهتم بكلام الناس وثقتي بذاتي هي سر نجاحي"

مريم الصفار هي أول سائقة مترو في الإمارات والشرق الأوسط، وكانت أول مواطنة تعمل كسائقة للمترو وغدت الآن رئيسة لمجموعة عملها، استطاعت مريم أن تحصل على هذا المنصب عن طريق العمل لساعات إضافية والعمل أحياناً بفترات الدوام المسائية. كما نجحت من كسر حواجز الوظائف التي تعد حكراً على الرجال، حيث أصبحت المرأة الوحيدة المؤهلة للتحكم في مترو دبي، وواحدة من قلة مختارة من المواطنين المؤهلين لهذا العمل، تؤكد مريم على أن المرأة في الإمارات تحررت من الأعمال النمطية واتجهت بجدارة إلى سوق العمل الغير روتيني لتخرج عن إطار الدوام المعتاد. تقول مريم: " عندما قررت العمل في مترو دبي، واجهت معارضة الأهل، ولكني استطعت إقناعهم، وبعدها واجهت مشكلة أخرى وهي نظام العمل في المترو الذي يعتمد على نظام الساعات المتأخرة، وكانوا أهلي يخشون كلام الناس في هذا، ولكن بالإقناع استطعت تجاوز ذلك".

 

من أهم التحديات التي واجهت مريم في عملها هو اختلاف التخصص لأنها خريجة إدارة أعمال من كلية التقنية، وعملها يعتمد على الهندسة، كما أن معظم العاملين ليسوا من جنسية الإمارات ولا من الجنسيات العربية، هذا شكل خوفاً كبيراً لها في البداية، ولكنها استطاعت تجاوزها، قائلة: " كان لدى ثقة وإيمان بذاتي بأني سوف أتعب في البداية ولكن في النهاية سوف أصل لغايتي، لذلك انصح كل فتاة إذا أرادت النجاح والتميز عليها بالثقة في ذاتها، والابتعاد عن كلام الناس". يعتبر مترو دبي أول مترو في العالم بدون سائق، تعمل مريم بوظيفة مضيفة في المترو، بحيث تهتم بشؤون خدمة العملاء وتراقب وتراجع تذاكر الركاب، وتقول: " أعمل على قيادة المترو في حالتين وهي في حالة الطوارئ، وفي حالة قيادة القطار إلى الصيانة".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button