خطوات تهيئة الأطفال لقرار الطلاق‎

يعتبر قرار انفصال الوالدين من أقسى التجارب إيلاماً على الطفل، إذ تجعله يشعر بالضعف والوحدة وفقدان الأمان، أو ما يعرف بالانفعالات النفسية والاجتماعية، وما يصاحبها من شعور بالدونية وارتكاب بعد السلوكيات العدوانية عدا عن التدني في المستوى الدراسي العام، وكلما كان عمر الطفل صغيراً زادت وطأة الحدث عليه، فما هي الطرق العلاجية النفسية والاجتماعية التي تساعد الطفل على تخطي هذه المرحلة؟

 

أكدت المستشارة التربوية، خلود عبدالله، أن ليس كل طفل انفصل عن والديه يعاني من المشكلات النفسية، وبصفه عامه يعتبر الأطفال تحت سن 10 سنوات هم الأكثر عرضة لهذه الانفعالات، وتتنوع صور الانفعالات، ومنها؛ الكذب، العدوان، السرقة ليس بغرض السرقة وإنما من أجل لفت الانتباه، العزلة، الصمت الاختياري، التبول اللا إرادي، اكتئاب بسيط، السلوك العدواني، عدا عن الشعور بالنقص والدونية كونهم يربطون انفصال والدهم بالنقص المادي.

 

ويشار إلى أن 90% من أبناء المطلقات تدني مستوى تحصيلهم الدراسي بشكل واضح، وصدر منهم بعض السلوكيات العدوانية مع زملائهم في المدرسة، كونهم يشعرون بالنقص والفقد والحرمان، كما تظهر عليهم بعض التأثيرات على الجانب الاجتماعي، ومنها؛ سرعة الانفعال والغضب مع العالم المحيط بهم، الإنطواء والانعزال، ضعف المشاركة مع العالم الخارجي، والبعض يكون أقرب للإنحراف في حال كانت الأم غير ملتزمه في المنزل.

 

ثمة أنشطة وبرامج تساعد الأبناء على تجاوز الانفعالات النفسية والاجتماعية، منها؛ مشاركة الإبن بالأنشطة الرياضية التي تساعد بشكل كبير في التنفيس من هذه الانفعالات، بالإضافة إلى العلاج بالرسم وركوب الخيل، والمشاركة في الأعمال المسرحية كالتمثيل الذي يفجر من هذه الطاقات والانفعالات، بالإضافة إلى اليوجا والبستنه التي لها دور كبير في التنفيس الانفعالي.

 

سيكولوجية الطفل

من وجهة نظر سيكولوجية يحدد الدكتور أحمد عبدالخالق، استشاري نفسي، مدى تأثر الطفل بقرار الطلاق، ويقول: "عادة تظهر هذه الإنفعالات في المرحلة العمرية الأولى، قبل سن التحاق الطفل بالمدرسة، وخاصة إذا كان الطفل أكثر ارتباطاً بوالده، وفي مثل هذه الحالة يحتاج الطفل إلى توفير المزيد الرعاية والعطف للتعويض عن عاطفة الأب التي فقدها الطفل".

ويحدد الدكتور أحمد أنواع الاضطرابات النفسية والاجتماعية الناتجة عن ذلك، ويقول: " تختلف أوجه الإضطرابات، الناتجة عن شعور الطفل بفقدان الهوية، والشعور بالنقص، وفقدان الثقة بالذات، وعدم الشعور بالأمن والأمان، والشعور بنقص العاطفة، عدا عن الأمور المادية، كل ذلك يجعل الطفل يصاب ببعض من الاضطرابات كالإنطواء والعزلة والإنغماس في مشكلات الحياة في سن مبكر، وخاصة إذا لم يكن هناك معيل".

 

5 نصائح للأمهات

يقول الدكتور أحمد عبدالخالق كلما كان الطفل متقدماً في العمر وأقل ارتباطاً بوالده، كلما قلت لديه هذه الإضطرابات الإنفعالية، ويقدم نصيحة للأمهات، وهي كالتالي:

 

  1. على الأم تفهم سيكولوجية طفلها، والتعامل معه على مبدأ الحوار ونبذ العقاب، والاستعانه بالمقربين والأخصائيين الاجتماعيين في التعامل والتواصل مع طفلها.
  2. يجب مراقبة ومتابعة سلوكيات الطفل في سن الصغر، والتقليل تدريجياً كلما تقدم الطفل بالسن.
  3. يتطلب من الأم تقديم العاطفة والاهتمام في سبيل تعويضه عن فقدان الأب.
  4. الجانب الترفيهي مهم جداً، الذي من خلاله تستطيع الأم استكشاف ميول الطفل ومواهبة ومحاولة تنميتها والاستثمار بها.
  5. على الأم أن تفصل بين مشاعرها السلبية تجاه طليقها وبين طريقة تعاملها مع طفلها.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button