تحرش الخدم بالأطفال: من هو المذنب الفعلي؟

وجود أطفالنا بالمنزل هذا لا يعني بأن يكونوا بأمان، قد يتعرض أطفالنا لأقسى أنواع الظلم والإهانة النفسية والبدنية لتلازمهم مدى الحياة، وفي الغالب لانكتشف أمرهم إلا عن طريق الصدفه. السبب يعود إلى ثقة الأهل بالخادمة وغياب الوعي بمخاطرها على الأطفال، وخاصة في حال انشغال الوالدين بمصالهم الخاصة وغيابهم لساعات طويلة خارج المنزل، إيماناً منهما أن أطفالهما بأمان.

 

" تحرش الخدم بالأطفال" مسألة تحتاج إلى توعية أولياء الأمور بالدرجة الأولى وتكاتف الجهات والمؤسسات الإعلامية والإجتماعية والأمنية لحماية أعراض أطفالنا المبكرة قبل أن يسلبها ضعفاء النفوس.

 

تبادل الفعل الفاحش

دخول الخادمة في المجتمع الخليجي له أثر كبير على صحة وسلامة الأسر الإماراتية، يوضح الدكتور يوسف شراب من مركز الدعم واتخاذ القرار في القيادة العامة لشرطة دبي، أهم الدراسات التي اهتمت بقضايا الخدم وتأثيرهم على المجتمع، ويقول: "ثمة دراسات عديدة قامت بها مجموعة من الجهات حول تأثير الخدم على الأسر ومن بينها قضايا التحرش، ومنها دراسة سعودية قامت بها جامعة الملك سعود في العام 1986، تتحدث عن المربيات الأجنبيات في البيوت العربية، ودراسة أخرى قامت بها جمعية رعاية الأحداث في الإمارات، ودراسة أخيرة لمركز الدراسات الإستراتيجية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وكل دراسة تظهر النتائج المختلفة، والظواهر والنتائج المجتمعية المتنوعة".

 

ويضيف: "قد تتحرش الخادمة بالطفل أو المراهق نتيجة تعرضها للتحرش من قبلهم، فبعض الأطفال يكون لديهم حب الاكتشاف ولاسيما حين يمرون بمرحلة المراهقة ويكون لديهم حب التعرف على الأشياء المحرمة، ولا يجدون أمامهم إلا الخادمة التي يعتبرونها احدى ممتلكاتهم. و بصفه عامة الخادمة المتزوجة هي التي يكون لديها استهواء للتحرش بالأطفال الذكور والمراهقين منهم، والعكس صحيح، والتحرش نوعان إما بالرضا أو بالإكراه، وقد تتحرش الخادمة بالطفل أثناء تواجد الأهل في المنزل، أوفي أثناء غيابهم".

 

رسالة إلى أولياء الأمور

وجود الخادمة في منازلنا بات أمراً ضرورياً ولتجاوز كارثة تحرش الخدم بالأطفال، يقدم الدكتور يوسف شراب مجموعة من النصائح لأولياء الأمور:

  1. لابد من وجود ضوابط للتعامل مع الخدم، و كوننا ننتمي إلى مجتمع عربي ومسلم لابد من وجود الرحمة والرأفه في تعاملاتنا معهم، وديننا الحنيف وصانا بأن نطعمهم مما نأكل وأن لا نتعالى عليهم، كما يجب تجنب استخدام اسلوب العقاب الصارم وعدم شتمهم، ويجب أن يدركوا أنهم بشر ولديهم طاقات محدودة، كما أن لديهم حقوق في الراحة وحق في أخذ الأجر كاملاً دون تأخير.

 

  1. على أولياء الأمور توعية أطفالهم ببعض الضوابط، كأن نعرفهم بأن أجسادهم ملكاً لهم، ولايجوز لأحد لمس المناطق المحضورة، وغيرها..

 

  1. قبل إستقدام الخادمة للمنزل، على أولياء الأمور أن يقدموا النصائح والتوجيهات لأطفالهم بأن هناك شخص غريب وعلينا الالتزام بالآداب العامة.

 

  1. عدم ترك الأطفال لفترة طويلة مع الخادمة.

 

  1. مراقبة الخادمة بشكل مستمر وخاصة فيما يتعلق في كيفية تعاملها مع الأطفال.

 

  1. عدم الاعتماد بشكل كامل على الخادمة فيما يتعلق بأمور تربية الأطفال.

 

كيف نتصرف؟

إكتشاف الوالدين أمر تحرش الخادمة بأطفالهم، ليس بأمر هين، لكن عليهم التعامل مع المشكلة بحذر ودهاء، يوضح يوسف، السلوك المثالي في التعامل مع الخادمة، قائلاً: "للتحرش صور عديدة، قد يكون تحرش لفظي أو باللمس أو بالمجامعة الكاملة، فإذا كان التحرش من النوع البسيط عليهم أن يحسنوا الرقابة ولا يتركوا الطفل وحيداً مع الخادمة، وإذا أثبت تحرشها بالطفل، عليهم بإبلاغ السلطات الأمنية لإتخاذ اللازم".

 

مؤشرات الخطر

دكتور علم النفس، محمد النحاس يقدم وصف نفسي دقيق للشخص القائم على التحرش بالأطفال، ويقول: "هو إنسان غير متوازي نفسياً فهو شاذ، يستغل وضع الصغير من أجل اشباع رغباته، وأيضاً هو ضعيف وجبان في نفس الوقت، لأنه يتستر وراء شخص ضعيف".

كما ذكرنا التحرش أنواع، وغالباً حين يكتشف أولياء الأمور كارثة تحرش الخدم بالأطفال، يتبادل في اذهانهم تساؤلات حول نوع التحرش الذي أصاب طفلهم، يقدم النحاس علامات خارجية تظهر على سلوك الطفل الذي تعرض للتحرش، يقول:"إذا ظهرت بعض العادات الجنسية الغريبة، فهو غالباً ما تعرض للتحرش، كأن يضع يده على أعضائه التناسلية، ويهتم بالمواضيع الجنسية إما الكلامية أو السلوكية، الخوف والانزعاج والقلق، والتبول اللاارادي ومص الاصبع، ومشاكل في النوم ورفض النوم وحيداً، وغيرها من السلوك العدوانية".

 

وعي الجده

ماجد محمد، إمارتي يسكن في منزل العائلة وهو متزوج ولديه طفلان، يقول: "تعودنا منذ الطفولة على عدم الإعتماد على الخادمة، فوالدتي حفظها الله كانت تقوم بكل أمور التربية، واليوم مازالت تواصل مشوارها في تربية أحفادها، لدينا خادمتين ولكنهن يقوما بأعمال التنظيف فقط، أما باقي المهام كالإعتناء بالأطفال فهي من مهمة زوجتي، وحتى أثناء خروج زوجتي يبقى طفلاي برفقة والدتي التي تهتم بأمورهم وهذا الأمر يشمل أبن أختى الذي يأتي صباح كل يوم إلينا كون والدته موظفة، وتعني والدتي بالجميع دون كلل أو ملل، وعلى الرغم من تقدمها بالعمر، إلا أنها على علم ودرايه بمخاطر الخدم على الاطفال، ولم نشهد من قبل أي حالة تحرش من قبل الخدم".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button