تأثير الطلقة الأولى على نفسية الزوجة

اكتئاب وألم ومعاناة نفسية قد تجعل المرأة في دوامه وإعصار هائج من الأفكار والمشاعر السلبية، وربما تصيبها في حالة من عدم الثقة بنفسها وبالمحيطين بها وعلى وجه الخصوص شريك حياتها، كل ذلك يكون نتيجة وقع الطقلة الأولى على نفس الزوجة.

 

معاناة نفسية وخوف من المجهول، هذا هو الواقع الذي تعيشه (غ، ج) التي مازالت تعيش تحت وطأة عبارة "أنتِ طالق" قبل خمس سنوات، وتقول: " مازالت كلمة "أنتِ طالق" تعكر صفو حياتي وتجعلني خائفة من المستقبل، ولا أخفيكم لم يعد لدي ثقة بزوجي، وأشعر بأني أعيش معه في حالة مؤقته، فربما بوقوع أي مشكلة عابره أو سوء فهم، قد يحدث الطلاق الثاني، وعندها بكل تأكيد لن أعود إليه".

 

في لحظة غضب، طلبت أم سعيد الطلاق من زوجها عندما اكتشفت زواجه من أخرى، ولم تتوقع أن يلبي طلبها على الفور، ليطلقها طلقة واحدة، وبعد تدخل الأهل وتحت ضغط الأبناء، عادت الزوجة إلى زوجها الذي باتت تشاركه به امرأة أخرى، وتقول: " حاولت مع زوجي عدة طرق من أجل الاصلاح لكن دون فائدة، وطلبت الطلاق وعندها وجدت أن المتضرر الأكبر هم الأطفال الذين باتوا ينفرون مني، ويتهمونني بالأنانية، وعندها خضعت لرغبتهم وعدت لوالدهم، ولكن في داخلي الكثير من الكسر والألم".

 

عازبات مطلقات!

مشاكل ما بعد الطلاق لا تقتصر على المتزوجين فحسب، ولكن تطال المرأة التي فسخت خطبتها لعدة مرات، هذا ما تواجهه زينة محمد- 29 سنة- التي خاضت تجربتي الخطوبة لمرتين متتابعتين، لكن لم يكتب لها النصيب الزواج، تروي معاناتها النفسية: " بعد ان فشل مشروع زاوجي الاول عانيت كثيراً، لاسيما وأنا أعتبر ذلك الشخص هو الحب الأول في حياتي الذي بنيت عليه أحلامي، لكن القدر لم يكتب لي الزواج، وكررت بعد ذلك الارتباط بشخص آخر وحصلت الخطوبة وتم عقد القران، لكن ايضاً لم يكتب لي الزواج به، من هنا قررت عدم الزواج أو الارتباط لاسيما وأنا مازلت أعاني من كسر وفراغ عاطفي كبير، كما واصبحت أخاف الرجال كثيراً، واعتبرهم غير صادقين، لكن المشكلة التي تواجهني نظرة المجتمع لي كمطلقة، كما وأن بعض صديقاتي المتزوجات بدأن ينفرن مني خوفاً على أزواجهم، من هنا أخذت عهداً على نفسي منذ خمس سنوات أن امحو فكرة الارتباط من حياتي، وأحياناً اشعر بالغيرة من اختى حين أرى أطفالها يلعبون حولها، فإحساس الأمومة جزء مني كأنثى ولكن الرجل نقطة وانتهي من حياتي.

 

 

قتل التفكير بالعمل

يرى دكتور علم النفس، محمد النحاس، أن أفضل شيء بعد الطلاق هو أن تعيش المرأة بشكل طبيعي، والذي بدوره يساعدها على الخروج من الفشل هو العمل، فالعمل هو الحل لنسيان مامضى، وعليه أن لا تكون حساسه وتعلم أن الطلاق يحصل في أفضل العائلات، كما عليها أن تترك القدر للمقدر وهو الله سبحانه وتعالى، والامر المقدر هو الزواج أو الطلاق لانهما تابعان للرزق، وعليها عدم اكترار الاشياء السلبية لانها ستدمر القادم، وبالتالي الافكار السلبية تؤدي إلى الاحباط وتعمل نوع من التوتر والقلق، الذي يرهق الانسان ويمنعه من النوم، وبالتالي يؤدي الى الاكتئاب. ولابد أن تشغل نفسها ووقتها وتتحرر من نظرة الآخرين. ويجب على كلا الزوجين بعد الطلقة الأولى ان لا يبحثا عن عيب بعض وان يتذكروا الامور الايجابية، وان تستمر علاقتهم ويحاولا تصحيح اخطائهما، وعليهما بتقبل الواقع والاخرين والذات، لأن عدم التقبل يؤدي الى تشتيت الذات.

 

 

تحقيق رنا إبرايهم

المزيد
back to top button