الغيرة الزوجية المرضية.... أسبابها وأساليب علاجها

جميعنا يشعر بالغيرة فهي شعور طبيعي ولدنا فيه وخلقنا به، ولكن هناك غيرة زائدة عن الحد أو الحدود المسموح بها، حتى أنها قد تتحول إلى غيرة مرضية يجب أن يلجأ ويخضع صاحبها للعلاج النفسي،يقول دكتور علم النفس محمود صادق: "اضطراب الغيرة المرضية من أخطر الاضطرابات الضلالية ويصاحب ذلك الاضطراب الشك في إخلاص الطرف الآخر والشك في شرفه وإخلاصه له، ويصل الحال إلى إتباع تلك الضلالات التي يهيئها له عقله بأنه يشك في نوايا الشريك في التخطيط لقتله أو تسميمه أو إصابته بمرض جنسي أو عجز، ويمكن أن تكون من ضمن أعراض أمراض نفسية أخرى".

 

أسباب الغيرة المرضية


ثمة أسباب كثيرة تقود صاحبه أو صاحبتها إلى الغيرة المرضية، ونجوزها في التالي:

1- يشعر المصاب بتلك الغيرة بالنقص الشديد وعدم الثقة في النفس تصل به للوساوس النفسية.

2- ليس للمريض أهداف وطموح وأمنيات يريد أن يحققها ودائما إنجازاته أقل مما يتمنى فيزداد شعوره بالعجز والفشل.

3- تنشأ الغيرة المرضية بين الرجل والمرأة عند بداية إصابة الرجل بالعجز الجنسي، فيشعر أن الزوجة سوف تخونه ويبدأ في رسم ضلالات تهيأ له تلك الفكرة وتضخمها عنده.


هناك حلان: إما أن على الزوجين إيجاد نوع من التوازن في علاقتهما، وإما أنها معرضة للانهيار إذا لم يتطور الوضع، وفي الواقع، قد يرى الشخص المعرض للغيرة إثباتاً للحب والاتهام اللذين يكنهما للآخر. من جهته، يمكن للغير أن يقيس مقدار حبه لشريكه من خلال غيرته. إن نوعاً من اللعبة يقوم بين الطرفين، وإذا كان الجميع راضياً، فلن تلوح أي مشكلة في الأفق.

لكن الأمر يتحول إلى مشكلة عندما لا يتحمل الشخص المعرض للغيرة الوضع، بأن يرى نفسه مؤنباً بالإعلان عن أفعال لم يقم بها.

"صعبٌ أن نسمع هذا، لكن الغيرة تدفع الآخر ليصبح خائناً، كرد فعل على هذه المراقبة المستمرة التي تحصل معه”.


ثلاث طرق لعلاج الغيرة

 

الطريقة الأولى: من السهل التخلص من الغيرة العصبية إن لم تكن مرسخه بعمق في شخصية الغيور، وينبغي إدراك هذه الغيرة ووجود إرادة حقيقية للتمكن من التخلص منها، ويتطلب الأمر القليل من الوقت لتوافر هذين الشرطين، وقد يحصل بعد إنذار من شريكك أو بسبب إدراكك أن هذه الحلقة المفرغة تحزنك وتقررين أن تتغيري. وكون رسم الغيرة مرتبطاً برسم الإدمان، كإدمان التبغ والكحول، يحتّم التعاطي معها بالطريقة نفسها: الكف عن عادة ما. كل شيء ليس إلا مسألة اعتدال. "ينبغي التخلي عن السلطة (الوهمية) التي تفرضها على الآخر"، التخلي عن التفتيش والتحقيق والأسئلة المتكررة للاطمئنان مجدداً. بعد فترة، ينبغي لك الاختيار: إما تتركين شريكك إذا أصبحت الثقة معدومة قطعياً، أو تنخلين عن غيرتك: "اطمئني، قد يتطور الأمر على نحو تصاعديٍ." ولا تترددي باللجوء إلى اختصاصيٍ، يمكنه أن يساعدك في مسارك، بإعطائك تقنيات كي لا تنهاري. وبإمكانك أن تخضعي للمعالجة بمفردك مع المعالج، أو لكلاكما الاثنين.

الطريقة الثانية: عندما تصبح الغيرة نمط حياة (أي مرضية)، ينبغي أن تكون الحلول "أقوى" بكثير، يبدو أن فرض علاج نفساني واجباً، ومن الأفضل البدء بالعلاج بمفردك مع المعالج. وتقضي المرحلة الأولى، قبل أن تستشيري المعالج بالرضوخ والتسليم بأن لديك مشكلة، وفي المرحلة الثانية، يساعد المعالج المريضة على تحديد الأسباب الأساسية التي كونت شخصيتها، وينبغي التوصل إلى حل عقدة الماضي لفهم رد فعل الحاضر.


المرحلة الثالثة: تقضي بالتخلص من التصرفات التي تفسد الحياة، وهذا طويل الأمد ومعقد على الأرجح، وبإمكان المعالج أن يقدم وسائل ويقترح أدويةً مسكنة كي لا يكون هذا الإدمان سوى ذكرى سيئة.

 

طرق علاج إدمان الغيرة

 

1- العلاج النفسي: يهدف ذلك النوع من العلاج إلى الكف من التوتر والقلق النفسي وإتاحة فرصة للمريض أن يتنفس ويفصح عن عواطفه ومشاعره وما يدور في عقله وذهنه وهو علاج مفيد لعلاج الغيرة المرضية الناتجة لاضطراب في الشخصية.

2- العلاج السلوكي: وفيه يتم تشجع الطرف الآخر باحتواء المريض ومحاولة إظهار الحب والعواطف التي تثبت العكس تماما حتى يمر من تلك الفترة بسلام.

3- العلاج المعرفي: وفي ذلك النوع من العلاج يتم محاولة استبدال الأفكار السلبية السيئة للمريض بأفكار إيجابية تفيد في علاجه ويشارك في ذلك الطرف الآخر.

4- العلاج الدوائي: إذا كانت الغيرة المرضية نتيجة اضطراب غير معروف السبب، فإنه يحتاج لعلاج بمضادات الذهان ومضادات الاكتئاب التي ينصح بها الطبيب.

لا تجلب الغيرة أي شيء إيجابي! بل بالعكس، فهي تقودك إلى دوامة سلبية وتميل إلى تقوية الاحتمالات بحصول شيء ما. ثقي بشريكك وبنفسك أيضاً. كوني فرحة وأدخلي الفرح إلى قلب زوجك. عيشي الحاضر لحظة بلحظة. لا تتوهمي... ومن ثم على كل حال، كل شيء سيعرف في النهاية.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button