الطلاق النفسي موت غير معلن للعلاقة الزوجية

لا تخلو الحياة اليومية من ضغوطات ومشكلات وغالباً ما تنعكس هذه الأحدث على الأسرة، مخلفة نتائج كارثية متمثلة بردود فعل متنوعة من الطرفين لا يمكن التكهن بها، ومن هذه الآثار ما يعرف بالطلاق النفسي.

 

تقول المستشارة الأسرية فاطمة عبدالرزاق: " غالباً لا يصل الزوجين إلى الطلاق المباشر، وذلك لعدة أسباب تحول دون ذلك، منها على سبيل المثال: مستقبل الأولاد، والضوابط الاجتماعية ككلام الناس والخشية من واقع المطلق والمطلقة؛ الأمر الذي يجعلهم في حالة من الطلاق النفسي والذي تستمر في إطاره العلاقة الزوجية بصورته الشكلية أمام الناس فقط، لكنها منقطعة الخيوط بصورة شبة كاملة فيما يتعلق بالحياة الخاصة للزوجين".

 

 

أنواع الطلاق النفسي

الطلاق النفسي نوعان، وهما:

- النوع الأول: حينما يكون هذا الطلاق صادراً عن وعي وإرادة الطرفين في العلاقة الزوجية وبعلمهما الكامل.

- النوع الثاني: أن يكون الطلاق النفسي قائما من أحد الطرفين فقط دون علم أو وعي الشريك، والذي يتمثل بشعور الطرف الأول بعدم الرضا لاستمرار علاقته مع شريكه الأسري لكنه يقاوم هذا الشعور ويكبته خشية الوقوع في براثن الطلاق. وهذا النوع غالبا ما تكون فيه المرأة هي الطرف الواعي لحالة الطلاق النفسي دون علم أو إدراك زوجها.

والطلاق النفسي بنوعيه له نتائج سلبية خطيرة لكنها تكون أشد في النوع الأول، منها: تفاقم الخلافات واستمرارها بصورة شبه روتينية؛ مما سينعكس بشكل أو بآخر على طرف ثالث في تلك المؤسسة الصغيرة وهم الأولاد من الناحيتين النفسية والتربوية.

 

 

10 أسباب للطلاق النفسي

عادة ما يرجع المحللون 10 أسباب للطلاق النفسي، وهي:

1- فارق العمر الكبير بين الزوجين.

2- اختلاف المستوى الثقافي أو الاجتماعي بينهما.

3- بعض حالات عدم الإنجاب.

4- العصبية والخلاقات المتكررة بين الزوجين.

5- تدني المستوى الاقتصادي للعائلة.

6- عدم القدرة على فتح بيت آخر فيضطر للبقاء مع الطرف الحالي.

7- تدني مستوى الوعي للزوجين فلا يتمكنا من حل المشكلات.

8- نظرة المجتمع السلبية للمطلق والمطلقة يجعلهما يعيشان حياة الطلاق السلبي

9- عدم التوافق في الطباع والميول والرغبات والقناعات والطموح.

10- برودة العلاقة العاطفية والمشاعر وتزايد المشاحنات بين الطرفين.

 

 

تأثيرها على الأبناء

للطلاق النفسي آثار سلبية على الأبناء،فأطفال الطلاق النفسي لا يمكنهم أن ينمون بشكل سليم وطبيعي إلا في ظل بيئة أسرية صحية أم تحتضنهم وأب يرعاهم، وهم بطبيعتهم لا يميزون بين الأبوين ولا يفضلون أحدهما على الآخر، فكلاهما مهم وأساسي للحصول على التوازن في حياة الأولاد.

 

كما أن الولد بحاجة ملحة لكل ظروف الحب والحنان والعطف كما يحتاج إلى عناصر الشجاعة والقوة والإقدام. وفي غياب البيت الطبيعي المترع بالحب والتفاهم ينشأ الأطفال نشأة غير سوية، ويصبحون أكثر عرضة للأمراض النفسية كانفصام الشخصية وفقدان الثقة بالذات والعجز عن اتخاذ القرارات المناسبة. وبالتالي فإن أبناء الطلاق النفسي هم من يقفون يومياً على أرض من الألغام المتفجرة ويحترقون بشظاياها يتشربون المشاعر السيئة ويتجرعون مرارة الحياة باستمرار.

 

 

تأثيرها على الزوجين

يتأثر كلا الزوجين بالطلاق النفسي، فتتجلى مظاهرة في حالة الصمت التي تخيم على حياتهم، وضعف الرغبة في التواصل، وغياب لغة الحوار في الحياة الزوجية، وكذلك تبلد المشاعر وجمود العواطف، وغياب البهجة والمرح والمودة والتودد والرومانسية بالطبع.

 

كذلك غياب الاحترام واللين بين الزوجين، ويصبح العناد والعصبية والتذمر والشجار والمنازعات لأتفه الأسباب والإهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات وآلام كل طرف هي المسيطرة على الحياة الزوجية. كما أن منها: الهروب المتكرر من المنزل، أو جلوس كل طرف منفصلا داخل البيت وهو ما يسمى بـ "الانعزال المكاني". ومنها النفور الشديد بين الطرفين، والشعور بالندم على الارتباط به، ومداومة التفكير بالطلاق أو الزواج من امرأة أخرى. ومنها أيضا شيوع السخرية والاستهزاء والاستهتار وكثرة التعليقات السلبية، والتقليل من شأن الآخر وجرح مشاعره بكلمات أو سلوكيات مؤذية، وإلقاء المسؤولية دائما على الطرف الآخر والتحلل من كل التزام تجاهه.

 

8 نصائح لعلاج الطلاق النفسي:

هناك بعض النصائح التي قد تساعد كلا الزوجين، ربما بشكل أو بآخر في علاج المشكلة أو محاصرتها في بداياتها قبل أن تمتد وتستفحل، وهي كالتالي:

1- العمل على تأكيد حالة المصارحة والوضوح والمرونة في الخلافات أو العلاقات الزوجية.

2- إتاحة المجال لكل منهما لقول ما لديه مع ضمان استماع الطرف الآخر.

3- فتح مجال أوسع لكل من الزوجين ليشعر بالاطمئنان داخل العلاقة الزوجية.

4- زيادة انتباه وتقدير كل منهما للآخر.

5- زيادة القدرة على التكيف لحل المشكلات .

6- محاولة تفهم كل طرف لاحتياجات الطرف الآخر.

7- إيجاد شيء من الدبلوماسية في التعامل من كلا الطرفين واللجوء إلى المديح والثناء.

8- إشاعة جو من الألفة والمحبة في المنزل إما بكلمات الغزل أو إيجاد طرق للتواصل من خلال الأعمال المشتركة.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button