الصدمة العاطفية... أعراضها وطرق علاجها

يمكن لأي شخص أن يصاب بالصدمة، ويمكن للمحترفين الذين يتعاملون بالصدمة، أو الأشخاص الآخرين القريبين من شخص أصيب بصدمه سابقة، أن يطوروا أعراض "بديلة" أو "ثانوية" للصدمة. وتطور الأعراض ليس إشارة ضعف أبداً. ويجب أن تؤخذ الأعراض بجدية ويجب اتخاذ خطوات للشفاء، بالضبط مثل خطوات العلاج من مرض جسدي، وكما مع الحالة الصحية، تتفاوت درجة ومدى العلاج الضروري للشفاء من الصدمة العاطفية من شخص لأخر. يحدد الأخصائي النفسي، عبدالله الأسمر، أعراض الصدمة العاطفية وطرق علاجها.

 

 

 

أعراض الصدمة العاطفية

 

ثمة تأثيرات شائعة أو حالات تحدث بعد الإصابة بصدمة عاطفية مؤلمة، وأحياناً يمكن أن تتأخر هذه الردود لشهور أو سنوات بعد الحدث، وفي أغلب الأحيان لا يربط المصابون أعراضهم بالصدمة، أما الأعراض التالية فقد تنتج من صدمات أكثر شيوعاً، خصوصاً إذا كان هناك تجارب مؤلمة في وقت سابق من الحياة.

 

أولاً: أعراض جسديه:

تتمثل في اضطرابات في الأكل والنوم بصورة غير اعتيادية. وعجز جنسي وانخفاض بالطاقة الجسم، وألم مزمن غير مفسر.

 

ثانياً: أعراض نفسية:

تتمثل بالكآبة والبكاء التلقائي والشعور باليأس، والإحساس بالقلق ونوبات من الذعر، وعدم الشعور بالخوف. عدا عن السلوك الإلزامي والاستحواذي، والشعور بعدم السيطرة، والطيش، والغضب والاستياء. والتخدر العاطفي والانسحاب من العلاقات والحياة الروتينية.

 

ثالثا: أعراض إدراكية:

وتتمثل في تراجع أداء الذاكرة، خصوصاً حول الصدمة، وصعوبة في اتخاذ القرارات، ونقص القدرة على التَركيز، والشعور بالتشويش.

 

ترتبط الأعراض الإضافية التالية للصدمة العاطفية عموماً بحدث مؤلم، مثل كارثة طبيعية، كالتعرض للحرب، والاغتصاب، والهجوم، وجرائم العنف، وحوادث السيارات أو اصطدام الطائرة، أو الاعتداء على الأطفال. ويمكن أن تحدث أعراض حادة أيضاً كرد فعل متأخر بالنسبة لحدث مؤلم.

 

 

خوض تجربة الصدمة مرة أخرى

 

 

إن خوض تجربة الصدمة مرة أخرى، تؤدي إلى أعراض أخرى مضاعفة، وهي كالتالي:

 

• أفكار تداخليه.

• ارتجاع لصور الحدث أو كوابيس.

• استرجاع العواطف أو الصور المتعلقة بالحدث المؤلم.

• الخدر والتجنب العاطفي.

• النسيان.

• تجنب حالات تشبه الحدث الأولي.

• الانفصال.

• الكآبة.

• الشعور بالذنب.

• ردود أفعال حزينة.

• إحساس ضعيف بالوقت.

الإثارة المتزايدة

• الشعور باليقظة، وسرعة الرد، والإحساس بأنه دائما "على أهبة الاستعداد".

• رد فعل عصبي، غالبا مفاجئ سببه الغضب.

• قلق عامّ.

• الأرق.

• استحواذ فكرة الموت على العقل.

 

 

ما التأثيرات المحتملة للصدمة العاطفية؟

 

حتى عندما تسبب الصدمة العاطفية غير المعرفة صعوبات دائمة في حياة الفرد، فإن الطريق الوحيدة لتحديد حدوث صدمة عاطفية أو نفسية، ربما في وقت مبكر من الحياة قبل تطور اللغة أو الوعي، هو بالنظر على المشكلات التي تحدث، ويمكن أن تسب هذه الأفكار اضطرابات في تركيب ووظيفة العقل. ومن ضمن التأثيرات الشخصية والسلوكية الشائعة للصدمة العاطفية:

 

• استخدام العقاقير والمخدرات.

• أنماط سلوك إلزامية.

• سلوك تدمير ذاتي ومندفع.

• أفكار تفاعلية خارج السّيطرة.

• عدم القدرة على الاستمرار بنمط حياة صحي أو اختيار أسلوب حياة أفضل.

• الشعور بعدم الأهمية، والخزي، واليأس.

• الشعور بالضرر الدائم.

• ضياع الاعتقادات الثابتة سابقاً.

التأثير على العلاقات الشخصية

تؤثر الصدمة العاطفية على العلاقات الشخصية بصورة كبيرة، ومن أبرز التأثيرات الشائعة للصدمة العاطفية على العلاقات الشخصية، التالي:

• عدم القدرة على الحفاظ على علاقات وثيقة أو اختيار الأصدقاء، والأصحاب الملائمين.

• مشاكل جنسية.

• عداوة.

• المشاكل مع أفراد العائلة أو أرباب العمل أو زملاء العمل.

• الانسحاب الاجتماعي.

• الشعور بالتهديد بشكل ثابت.

 

 

6 خطوات لعلاج الصدمة العاطفية:

 

1- تجنّب العزلة:

فالمساندة من قبل الأصدقاء والأحباء تعطي سنداً نفسياً لا يستهان به، كما أنها تحمي من الشعور بالوحدة وما يتبعه من تأثيرات سلبية، علاوة على أنها تعطي إحساساً بالأمان، الذي بدوره يخفف من وقع الصدمة.

 

2- الإقرار بالمشاعر:

حدّد ما تشعر به بصراحة، وقرّ به لنفسك، فتقول على سبيل المثال " أشعر بخيبة أمل لفقدان صداقته"، أو " أشعر بالحزن لأنني لم أكتشف حقيقته قبل ذلك"... إن الإقرار بالمشاعر السلبية، يعتبر الخطوة الأولى في علاج الصدمة العاطفية، أما تجاهل هذه المشاعر بهدف نسيانها، فيؤدي إلى دفنها مؤقتاً وليس الخلاص منها.

 

3- مناقشة الموقف:

إن مناقشة أبعاد الصدمة مع أحد والديك أو كليهما، أو أحد أصدقائك أو غيرهم ممن تثق في رأيه، تخرج ما بداخلك من حزن. ولكن لا تضغط على نفسك كثيراً، إذا شعرت أنك تميل إلى الصمت لفترة من الوقت.

 

4- الأمل وسط المحنة:

درب نفسك على توقع الأفضل، وتمسك بالأمل في وسط المحنة، وتذكر المرات السابقة التي كنت تمر فيها بأزمة، وكيف أن الموقف قد مر بسلام. فغالباً ما يرى الإنسان الدنيا سوداء في وقت الأزمة غير أنها في واقع الأمر لا تكون كذلك تماماً.

 

5- ألجأ إلى الله لأنه يحبك:

فالله دائماً يعينك على تخطي الصعاب؛ لأنه يحبك بشكلٍ شخصي ويهتم بحياتك، تحدث معه أن يلهمك سلاماً وتعزية في القلب، تأكد أنه مع كل تجربة يوجد لها مخرج وتعزية.

 

6- لا تترد في الذهاب إلى أخصائي نفسي عند حاجتك إلى ذلك، وعندما تساعد شخصاً يمرّ بأزمة عاطفية، حاول أن تحيطه بالحب والتفهم، ولا تقلل من شأن الأزمة (في محاولتك للتخفيف عنه)، بل دعه يعبر عما يشعر به من أسى وحزن. واستمع كثيراً وتكلم قليلاً، فالذي يمر بأزمة يحتاج لمن يسمعه حتى يخرج ما بداخله من مشاعر سلبية. ولا تتردد في مساندتك مساندة عملية له بقدر استطاعتك.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button