الشهر الفضيل: كيف يتعايش معه الغير مسلمين؟

تضم دولة الإمارات في كافة إماراتها مزيجًا متنوعًا من الجنسيات والديانات، وبحسب الموسوعة الالكترونية لدولة الإمارات، فإن عدد سكان الدولة المسلمين يبلغ 76% من مجموع السكان، ويشكل المسيحيون 9%، و15% ديانات أخرى، وأن 15% من السكان هم من الهندوس و5% من البوذيين و5% ينتمون إلى أديان أخرى بمن فيهم الفارسية والبهائية والسيخ. وتختلف هذه التقديرات عن أرقام التعداد السكاني لأن التعداد لا يحتسب الزائرين والعمال القادمين للدولة بصورة مؤقتة، كما أن البهائيين والدروز يعدَون كمسلمين.

 

إذاً كيف يتعايش الغير مسلمين مع الشهر الفضيل؟ وهل يشاركون المسلمون احتفالاتهم وطقوسهم الدينية؟ تقول جيسي سامي، لبنانية، مقيمة في الإمارات منذ أكثر من 6 سنوات، تقول: "أمضيت رمضانيين مع صديقتي حيث كنا نسكن سوياً، وهي مسلمة وتصوم، وكنت أشاركها الصيام، ونتشارك في عمل أصناف الأطباق الرمضانية في وجبة الإفطار، كانت أيام جميلة واستمتعت بها، أما الآن تستهويني الأجواء الرمضانية من الخيم والشعائر التي تقام، ولازلت أشارك زملائي وأصدقائي مناسباتهم الدينية، أما بالنسبة للعمل، والذي من المستحيل تناول الطعام أو الشراب فيه وذلك احتراماً، لزملائي المسلمين، ولا أتضايق من ذلك لأن ساعات العمل قليلة، وقلت الطعام والشراب لا تؤثر علي، وفي النهاية شهر رمضان، أنتظره بشوق كالمسلمين تماماً، لأني أجد فيه التغيير والمتعة والتقوى أيضاً.

 

رغم أن ديباك زيد، هندي، من أصحاب الديانة الهندوسية، إلا أنه يصوم ويشارك المسلمين عبادتهم في شهر رمضان، ويقول: " هذا هو ثاني رمضان أقضيه في الإمارات، وتحديداً في بلد مسلم، وأذكر أن رمضان العام الماضي، كانت فكرة الصوم فيع غريبة علي، وخاصة عندما علمت من أصدقائي الذين أسكن معهم في نفس الشقة وجميعهم مسلمين، بأنهم سوف يصومون ويمتنعون عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس، لذلك قررت مشاركتهم عبادتهم ووجدت فيها المتعة والتجديد، لاسيما تجهيزنا سوياً لمائدة الإفطار، وكذلك السحور، وبعد آذان المغرب أحتفل معهم في كل شيء ما عدا الصلاة".

 

يضيف ديباك: " في أول يوم رمضان كان الصيام صعباً علي وأحسست بالتعب وكان يظنني البعض بأنني مسلم وأصوم، وأشعر بالفخر حين أخبر الجميع بأنني أشارك المسلمين عبادتهم، وهي شيء جميل وشهر مسلي ومتجدد، وأجمل ما يعجبني في رمضان، هو أن الجميع متسامح في كل شيء، وكل منهم يرد المساعدة دون مقابل".

 

أهلاً بليالي رمضان

" رمضان بهجة وسرور وتجديد و30 يوماً من التجديد"، هكذا تصف ماريسا أنتريارس، فلبينية، 26 سنة، شهر رمضان في الإمارات، وتقول: " هذا هو ثاني رمضان أقضية في الأمارات، وأعتبر رمضان شهراً مميزاً، ففيه التجديد والتغيير، وهو مختلف عن باقي أشهر السنة، ففيه البهجة والاستعداد لاستقبال العيد، وأكثر ما يعجبني في رمضان هو ساعات العمل المريحة والتي لا تتجاوز 6 ساعات يومياً، كذلك أعشق ليالي رمضان وسهراته، لذلك في مساء كل رمضان أذهب إلى البحر المكتظ بالزائرين، هي فعلاً أجواء جميلة.

 

تحرص ماريسا الإطلاع على الثقافات والديانات الأخرى، وترى في رمضان شهر للكرم وللتسامح، تصف يومها العمل، وتقول: " أحرص على تناول الطعام قبل مغادرة المنزل، وذلك احتراماً لشهر رمضان، وكوني أعمل في مركز تسوق، إلا أنني أعاني إغلاق ركن المطاعم، لذلك أضطر إلى طبخ طعام الغداء في المنزل".

 

زينة الشوارع وأصوات المآذن

من جانبها تقول أماليا بالما، 37 سنة، فلبينية، وهي مقيمة في دولة الإمارات من خمس سنوات، " في رمضان أعمل في فترة الصباح حيث الأجواء المريحة وساعات العمل القليلة، لأعود إلى منزلي أمارس حياتي الطبيعة، وفي المساء أشارك المسلمين احتفالاتهم الرمضانية التي تقام، كالمهرجانات والخيم الرمضانية، وبعض الفعاليات الخاصة، وأعتبر أن رمضان من المواسم المميزة في الدولة، وله بهجة خاصة، لاسيما زينة الشوارع في المدن، وأصوات المآذن، والاستعداد لاستقبال العيد".

 

إفطار جماعي وتسامح إنساني

تعمل ريا جوزيف، هندوسية الديانة هندية الجنسية، في أحدى الجامعات الخاصة في الدولة، ومنها تشارك المسلمين، مناسباتهم، تقول: " في شهر رمضان تقيم الجامعة عدد من الفعاليات والاحتفالات الرمضانية منها الإفطار الجماعي، وهي من الأمور المحببة لي، حيث شاركت فيها لأكثر من مره، وكم هو جميل حين يأكل الجميع في وقت واحد، ويتشاركون الحديث، وأشير أن جمالية شهر رمضان تكمن في تسامح البشرية، وحسن الخلق، والابتسامة، وهذا ما يجعل شهر رمضان استثنائي". تقول ريا أن لديها صديقات مسلمات كثر، وتفطر معهم سوياً، حيث تتلقى عزائم الإفطار إلى منازلهن.

من جانبها تقول جيمينا باسكال، نيوزلندية، " قضيت أكثر من رمضان في الإمارات، ولا أعرف عنه شيء سوى أن المسلمون يمتنعون عن الطعام والشراب لساعات طويلة، ولكني بنفس الوقت أحترم عبادتهم، لذلك أمتنع عن الطعام والشراب، وخاصة أن جميع المطاعم والكوفي شوب تكون مغلقة إلى ما بعد الظهر، لذلك إذا قررت الخروج لا أجد أمامي سوى البحر".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button