"الجارة الحشرية" سرطان يهدد الحياة الأسرية

تربينا على مقولة "الجار قبل الدار" ومقولة " قبل أن تبتاع منزلاً استفسر عن الجار"، فهل العلاقة المميزة التي كانت تربط بين الجيران في الماضي مازالت تحتفظ بهويتها الانسانية الاجتماعية الأصيلة؟ وكيف تغيرت علاقتنا بجيرانا في ظل الحياة العصرية ومشاكلها وما يتصل بها من مصالح مادية ومعنوية، لاسيما ظل تعدد الجنسيات؟

 

 

ELLE Arabia تستعرض تجارب الجيران فيما بينهم، وتفصح عن تفاصيل علاقاتهم ببعضهم..

تقول سوسن محسن (طالبة جامعية): " لم أكن في السابق أختلط مع الجيران ولا أهتم ببناء صداقات معهم، ولكن عندما انتقلت للسكن الجامعي، أصبح الجار هو جزء من النسيج الاجتماعي، ولكن بعد عدة تجارب كانت سيئة مع جارتي وهي زميلتي في الجامعة، اقتنعت بمقولة " الباب اللي يجيب منه الريح سده واستريح"، وذلك بعد عدة مواقف وتدخلات أدت إلى وقوعي بأكثر من مشكلة مع إدارة السكن، حيث كانت الجارة تتغيب عن السكن لأيام طويله، وعندما إكتشفت إدارة السكن أخبرتهم (الجارة) بأنها تبات في غرفتي، وعندها تعرضت للمسائلة واضطررت للكذب خوفاً من حرمانها من السكن".

 

أما نبيلة محمد (ربة منزل) تتجنب الإختلاط بالجيران، وتتحدث عن الأسباب، وتقول: "البيوت أسرار والاختلاط حتماً سيولد المشكلات، وأذكر قصة جارتي التي لازمتني لأكثر من 12 عاماً، واعتبرتها كأخت لي في الغربة، ولكنها للأسف لم تحترم العشرة التي بيننا، حيث كانت الجارة تدخن "الشيشة" وعن طريق الصدفة علمت من جارتي الثانية أن ابنتي البكر تتسلل إلى منزلها يومياً من أجل التدخين، وعندها قاطعتها وقررت تغير مقر سكني".

 

وتسرد هاجر ممدوح ( موظفة) قصتها مع جارتها الحشرية، وتقول: " تعودت في موطني "مصر" على الجيران وحسن الجوار، ولكن اكتشفت أن ليس جميع الجيران هم أهل للثقه، وأذكر احدى الجارات التي امنتها على طفلي محمد البالغ من العمر 6 سنوات، حيث طلبت منها استضافته في منزلها لحين العودة من العمل، ولكنها للأسف أخذت تسأل ابني عن حياتنا العائلية وعن طبيعة علاقتي بزوجي وعائلتي، ولحسن الحظ أن طفلي اخبرني بكل التفاصيل فقررت قطع علاقتي بها".

أما حنان السيد، (عازبة) تزعجها تدخلات جارتها في حياتها الشخصية، وتسرد قائلة: " لدي جارة حشرية وهي الصديقة الأقرب لوالدتي، وكلما رأتني تسألني عن سبب عدم زواجي، وتتفوه بكلمات جارحة أمام والدتي، وتقول مثلاً "متى نفرح فيك؟" ، و "امنيتي أن أراك عروساً"، عدا عن ذلك تتدخل بحياتي وبتفاصيل مظهري الخارجي، ووصل بها الأمر بالتدخل في صديقاتي اللاتي يترددون على زيارتي في المنزل، وليس هذا فحسب ولكن أخذت تنصح والدتي بأن صديقاتي لسن صالحات أخلاقياً وعلي الإبتعاد عنهن". تشير حنان أنها صابره على الجارة الحشرية لأن والدتها تعتبرها أخت وصديقة لها، وتحاول قدر الإمكان عدم الإختلاط بها أو حتى الجلوس معها.

 

صباح الخير يا جاري انت فحالك وأنا فحالي

أما رشا خليل ( متزوجة) علاقتها مع جيرانها لا تتعدى إلقاء التحية والسلامة، وتقول: " تزوجت منذ حوالي العام، وعلاقتي بجيراني محدودة جداً، فليس لدي الوقت لإقامة العلاقات الاجتماعية مع الجيران".. وبسؤالها عن السبب، تقول: " لا أحب التداخل مع الغرباء، فالبناية التي أسكنها متعددة الجنسيات، ولكل منزل اسراره الخاصة، تعلمت ذلك من منزل أهلي، وذلك بعد الصراعات والمعاناة التي تعرضوا لها من جيرانهم".

 

وكذلك الأمر بالنسبة لـ هبة خميس (متزوجة)، التي تضع الحواجز بينها وبين جيرانها وترفض الاختراط بهم، وتقول: " كان لدي جارة "ثقيلة الدم" وحشرية لأبعد حدود، وكانت كثيرة التدخل بشؤون حياتي، ودائماً ما تدعي أنها مهتمه بسعادتي الأسرية ومع زوجي على وجه الخصوص، وللأسف كنت معها كالكتاب المفتوح، اخبرها بكل اسراري وتفاصيل حياتي، ولكنها للاسف لم تكن على قدر الأمانة، حيث اكتشفت بأن اسرار منزلي تم نشرها لجيراني وبشكل مجحف ومبهر".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button