الاستراتيجية الآمنه في التعامل مع الأبناء المراهقين

ترى بعض الأمهات أن نجاحهن في تربية والتعامل مع أطفالهن قبل انخراطهم في المراهقة كفيل لها بأن تنجح في التعامل معهم وقد خرجوا إلى طور المراهقة. ولا يدرين أن هناك صفات مختلفة تماماً تظهر في المراهقة؛ لذلك لابد للأم أن تبدأ بفهم التغيرات التي حدثت في الكيان الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي لأبنائها وقد دخلوا في طور المراهقة حتى تنجح في التعامل معهم.

 

يقول الأخصائي التربوي، ماجد عبدالله: "من الواجب على الأم أن تفهم طبيعة هذه المرحلة، وأن تضيف فهماً واقعياً وفلسفة تربوية؛ لأنها لا تربي أبناءها للاحتفاظ بهم في حضنها، ولا ليظلوا خاضعين لإرادتها، بل يجب أن تربيهم لأنفسهم. كذلك لا تضع في اعتبارها أن الطفولة اعتماد على الأم والمراهقة استقلال عنها، بل إن النمو في تدرجه يلازمه نمو القدرة على الاستقلال لدى الشخص. وأنها مرحلة التغاير والتأكيد على أوجه الاختلاف . وهي مرحلة المقارنة مع الوالدين".

 

لذلك يجب على الأم إتباع مجموعة من النصائح تساعدها على التعامل مع أبنائها المراهقين دون مشكلات، وهي على التالي:

 

السيطرة بالحب

أن تكون الأم متفهمة ومتبصرة بواقع العلاقة الوجدانية بينها وبين أبنائها المراهقين، فلا تستخدم تلك العاطفة إلا لصالح أبنائها، ولا تجعل من حبها وسيلة لمناوأة الأب أو النيل من مكانته في الأسرة.

 

المشورة الصالحة

لكي تستطيع الأم تقديم المشورة لا بد لها أن تكون متزنة وجدانياً ومستنيرة ومعتدلة التفكير والمزاج، وصادقة الحس، وقادرة على الاستحواذ على ثقة أبنائها. كذلك أن تدرك أن طريقة تقديم النصيحة فن ويجب أن تتدرب عليه الأم، فالهدوء والإيضاح وعدم فرض الرأي بشدة وتقديم المشورة بطريقة موضوعية وغير حماسية، ويساعد على تقبل الرأي بغير مقاومة من جانب المراهق، ونبرات الصوت مهمة في تقديم النصيحة وأيضاً اختيار الوقت المناسب لتقديم النصيحة، وإعطاء الأبناء فرصة كافية للتعبير عن خلجاتهم ومشكلاتهم.

 

الإتزان الوجداني

أكثر الأشياء أهمية بالنسبة للتكوين النفسي للأم هو الاتزان الوجداني؛ وذلك بعدم التهور والثورة والهدوء والاتزان العاطفي لديها. فقد اكتشف علماء النفس أن كثيراً من الأمراض النفسية التي تظهر في المراهقة إنما ترجع إلى حالات الصراع الذي نشأ لدى المراهق بسبب ما يراه متناقض وجداني في علاقة الأم والأب، وكذلك الأم "العصبية". ونتيجة لذلك لا تصبح موضع ثقة لأولادها؛ لأن المشاكل بحاجة إلى طول صبر وقدرة على الإنصات وتقبل للوقائع بموضوعية وهدوء وحنان واتزان وجداني.

 

كاتمة الأسرار

على الأم أن تحدد معايير السر وفقا ًلمعايير أبنائها وليس معيارها، وأن تحافظ على أسرارهم لكي لا تفقد ثقتهم، ولا يعني الأم كثيراً أن تفهم التفاصيل بالنسبة لهذا النوع من الأسرار النفسية التي يقصد المراهق من إفشائها لها التخفيف من حدة التوتر النفسي لديه. وأيضاً ألا تبدي علامة على وجهها أو حب استطلاع، بل يجب أن تأخذ الأمر مأخذاً موضوعياً، ولا تبدي أي اهتمام بما تسمع مهما كان مثيرا، وأن تمرن نفسها على حسن الإصغاء. وحبذا لو خصصت لكل واحد من أبنائها وقتاً وتبدأ معه الحديث في أموره، وتطمئنه بأنها ستحافظ على أسراره بعيداً عن الناس.

 

إنفعال المراهقين

يحدد الكاتب ماهر العربي، في كتابه "فن التعامل مع المراهقين" للكاتب ماهر العربي، مشكلة الانفعال الشديد لدى المراهق والتي على الوالدين معرفة أسبابها ليدركوا علاجها؛ وأسبابها كالتالي:

  1. يكون المراهق حساسا جدا ويشك في قدراته وتزداد حساسيته إذا وجهإليه أي نقد حتى إن كان غير مباشر فهو ينفعل بشدة.
  2. غالبا يشعر أن الجميع لا يحبونه لذلك لا يستجيب لهم.
  3. القدوة السيئة: نتيجة لمشاهدته الغضب من أهله في البيت وذلك منذ طفولته ينشأ الابن على ذلك.

 

خطوات لعلاج مشكلات المراهقة

  1. علينا الرفق به وخاصة في توجيه النقد ونتأسى بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند النقد.
  2. أن نشعره بحبنا وثقتنا به وأن نشبع حاجاته الفسيولوجية.
  3. التجاهل: تجاهل بشكل متعمد سلوك نوبات الغضب الذي يمكن احتماله ومن الأنسب في بعض الأحيان أن تبتعد ببساطة وترفض أن تكون مشاهدا أو مشاركا في ثورات المراهق الانفعالية.
  4.  التفريغ العضلي: عندما يكون المراهق عاجزا عن الكلام بسبب غضبه الشديد شجعه على تفريغ غضبه عن طريق نشاطا تجسديه مثل الركض.
  5. علمه مواقع الإدراك (لعب الأدوار) وذلك بأن توسع مدار كمداركه وآفاقه حول المشكلة التي يعانيها وهي مشكلة الغضب وذلك من خلال تفهمه آراء الآخرين مثل: الوالدين والعائلة والأصدقاء. وبإمكانك محاورته بالإجابة عن السؤال: لماذا أنت تغضب؟ ابدأ معه الحوار الهادئ ثم اجعله يجيب عن السؤال التالي: ما موقف الوالدين من غضبك؟ ضع نفسك مكان الوالدين كيف ستتصرف مع ابنك الذي يغضب كثيرا؟.

 

 

تقرير رنا إبراهيم

المزيد
back to top button