الألعاب الالكترونية خطر يهدد العقول والخصوصية‎

أصبحت الألعاب الالكترونية هي واقعاً من نسيج الحياة، تأسر عقول مراهقينا وأطفالنا، ويتهافت عليها الصغار وكذلك الكبار، وبالرغم من تعدد التحذيرات المحلية والعالمية حول مخاطر هذه الألعاب وتأثيرها على صحة وسلامة مستخدميها، لاسيما بعد تروج العديد من الألعاب الالكترونية التي دفعت بعض المراهقين للانتحار وارتكاب بعض السلوكيات الدخيله على المجتمع كالعزلة والعنف والعدوانية عدا عن ضررها على صحة الدماغ، وقدرتها على التسلل إلى خصوصية مستخدميها وتسريب البيانات الخاصة بهم، إلا أن مواكبة التكنولوجيا الحديثة هي واقع لا يمكن تغييره، ولكن ثمة طرق وقائية ورقابية للحد من انتشار الألعاب الالكترونية الخطرة.

 

 

 

رصدرت جمعية الإمارات لحماية الطفل 10 ألعاب خطرة، حذرت من تداولها واستخدامها، وهي؛ روبلكس، صديقي كايلا، جنّية النار، الحوت الأزرق، تحدي الملح والجليد، سحابة الحيوانات الأليفة، الاختناق، تحدي القطع، مريم، وتحدي شارلي. يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية، فيصل الشمري، " ثمة ألعاب إلكترونية خطرة تهدد حياة أطفالنا وشبابنا علمنا على رصدها وأطلقنا العديد من المحاذير من أجل مقاطعتها، لما لها من تأثيرات سلبية خطرة تهدد حياة الأطفال والمراهقين وتدفعهم إلى العنف وممارسة بعض السلوكيات الغريبة وصولاً إلى الانتحار وإيذاء النفس عدا عن انتهاك الخصوصية عبر تسريب المعلومات الخاصة بالطفل المستخدم وتعريضه للابتزاز".

 

 

ويرى الشمري أن ضعف الرقابة والتواصل بين الوالدين والطفل تؤدي إلى وقوف حوادث بسبب الألعاب الالكترونية، كما يدعو إلى تشديد الرقابة على شراء وترويج الألعاب الالكترونية المصنفة ضمن فئات عمرية، داعياً جميع الجهات المعنية بما فيها الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المدني وشركة الإتصالات الوطنية على ضرورية المشاركة في الحد من انتشار هذه الألعاب التي تولد سلوكاً اجرامياً لا اخلاقياً بين الأجيال.

 

 

عقوبة الترويج وإنتهاك الخصوصية

 

كيف يتعامل القانون الإماراتي مع القضايا المتصلة بجرائم الألعاب الالكترونية بما فيها انتهاك الخصوصية، وما هي عقوبة الترويج للألعاب الالكترونية المحظورة في الدولة؟ يجيب المحامي والمستشار القانوني حميد درويش، قائلاً: " إن الهيئات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة قد حظرت تداول بعض الألعاب الالكترونية التي تأثر على فئة الشباب وبالأخص الأطفال منهم، وكذلك منعت إستيراد تلك الألعاب الالكترونية من خارج الدولة، وتم تصنيف تلك الألعاب الالكترونية من قبل مجلس الوطني للإعلام، وقامت هيئة الاتصالات بتنفيذ هذا الأمر، وتم منع ترويج للألعاب الالكتورنية المحظورة في الدولة من خلال شبكة الانترنت وتم فرض عوقبة على من سولت له نفسه في إرتكاب تلك الجريمة، وحتى يكون نطاق التجريم أوسع لم يرد نص خاص في ترويج للألعاب الالكترونية المحظورة في حين أن كل فعل قد يكون نتيجة ترويج تلك الألعاب الالكترونية المحظورة سواء كان الفعل مخلاً بالآداب والشرف والنظام العام أو يحرض مستخدم تلك الألعاب الالكترونية بإرتكاب جريمة أو مخالفة القانون يكون محلاً للمسائلة القانونية".

 

من جهةٍ أخرى، أوضح درويش أن القانون الإماراتي يجرم انتهاك الخصوصية في قضايا جرائم الألعاب الالكترونية وفقاً لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وقرر قانون حقوق الطفل بأنه للطفل الحق في احترام خصوصيته وفقاً للنظام العام والآداب مع مراعاة حقوق ومسؤوليات من يقوم على رعايته طبقاً للقانون، ويحظر نشر أو عرض أو تداول أو حيازة أو إنتاج أية مصنفات مرئية أو مسموعة أو ألعاب موجهة للطفل تخاطب غرائز الطفل الجنسية أو تزين له السلوكيات المخالفة للنظام العام والآداب العامة أو يكون من شأنها التشجيع على الإنحراف في السلوك.

 

 

 

الأثر الاجتماعي

 

 

أكدت المستشارة الأسرية، ناعمة الشامسي، أن مراقبة أولياء الأمور لتصرفات أبناءهم مهمة تتطلب رعاية وتضحية كبيرتين كما أن إبعاد الطفل عن تلك الألعاب سيجعل الطفل يصنف بأنه غير طبيعي ومختلف عن غيره، وهذا سوف يسبب له ضرراً أكثر من النفع. وتنصح أولياء الأمور بالسماح لأطفالهم باستخدام تلك الألعاب، ولكن ضمن شروط ومعايير، منها إطلاعهم على طبيعة الألعاب المقدمه لهم، ومساعدتهم في اختيار اللعبة التي تناسب أعمارهم، ويتحقق ذلك من خلال التالي:

 

- تشجيع الطفل على المشاركة في أنشطة بعيداً عن الشاشة الإلكترونية، مثل الرياضة والأنشطة الاجتماعية.

- عدم السماح للطفل باستخدام الألعاب الإلكترونية في مكان منعزل.

- العمل على اكتشاف مواهب الطفل وصقلها.

- التأكد من فخص جهاز ألعاب الفيديو قبل أن يبدأ الطفل في استخدامها، لضمان أن يكون محتواها مناسبا لعمره.

- قيم ألعاب الفيديو تقييما دقيقا، ولا تعتمد كلية على ما هو مكتوب في التقديرات.

- تشجيع الطفل على اللعب مع الآخرين، حتى لا يلعب وحده، وهذا بدوره يطور مهارات طفلك الاجتماعية.

- تحديد الوقت الذي تخصصه لطفلك للعب بألعاب الفيديو ومقدار المال الذي ينفقه على هذه الألعاب.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button