استمرار الشقاق بين الزوجين: هل هي عادة صحية؟

استمرار المناكفة والشقاق بين الزوجين مع تعمد إثارة المشكلات والوقوف عند كل صغيرة وكبيرة، من أكثر الظواهر الاجتماعية التي تهدد كيان الأسرة وتنعكس سلبياً على نفسية ومستقبل الأبناء الذين يعيشون في أجواء مليئة بالمشاحنات اليومية.. فما تأثير استمرار الشقاق بين الزوجين؟ ولماذا تستمر الحياة الزوجية في حال تعذر دوام العشرة دون اللجوء إلى حل الانفصال؟

 

ترفض حسناء القاضي- متزوجة- فكرة العيش مع رجل متذمر يختلق المشكلات والنكد، وتقول: "اتعجب من النساء اللاتي يصبرن على المشكلات المتكرره، فالحياة الزوجية عبارة عن وفاق وكلمة طبية، وهذا لا يعني أن العلاقة الزوجية خالية من المشاحنات. ولكن احترام كلا الطرفين مع وجود الود هو إحدى أهم قواعد وأسس الحياة الزوجية". وتشير حسناء إلى أن الطلاق هو الحل المناسب في مثل هذه الحاله من أجل حفظ كرامة كلا الطرفين.

 

وتشاركها الرأي، حياة عبداللطيف- متزوجة- التي ترى أن استمرار المشكلات الزوجية هي الطريق الأقرب للانفصال، وتقول: " النكد والتوتر هما الموت الاكلينيكي للحياة الزوجية، فهي تؤثر على صحة الإنسان وتخلق له مشكلات نفسية كثيره، لذلك لا أتقبل فكرة العيش مع رجل مناكف كثير الشقاق".

 

دليل الحب!

ترى إيناس محمود- عازبة- أن استمرار الحياة الزوجية مع وجود الشقاق والمشكلات الدائمة، دليل على الحب، وتقول موضحه: "بعض الأزواج ومع مرور السنوات تتوالد لديهم مشاعر المعزه والتعود على الطرف الآخر، فيكون غير قادر على مفارقته أو العيش بدونه. ومع وجود وقت الفراغ لاسيما عند كبار السن، يلجأ معظمهم إلى شغل وقت فراغهم بالتدقيق على كل صغيرة وكبيرة، والعمل على إثارة المشكلات".

 

وتروي أم ماهر يعقوب- أرملة- تجربتها، وتقول: "عشت مع زوجي قرابة 46 عاماً، ولم تكن حياتنا محفوفة بالحب والوئام، على العكس كلما تقدمنا بالعمر كلما زادت درجة النكد والمشكلات، لاسيما عندما تقاعد زوجي عن العمل. ولكني صبرت عليه بدافع الحب والعشره والأبناء. وعندما توفي قبل ثلاثة أعوام، افتقدت تلك المناكفات والمشكلات التي كانت تدور بيننا بشكل شبه يومي". وتشير أم ماهر إلى أن المشكلات الزوجية كانت تعتبرها روتين يومي وكانت تتقبلها بابتسامه ورضا، كما أنها كانت تتجنب الرد على زوجها أو حتى مقاطعته بالحديث. وتقول: "رغم كثرت المشكلات إلا أنني احترم زوجي كثيراً حتى في غضبه وعصبيته كان يحترمني ويحفظ كرامتي، لذلك صبرت عليه بدافع الحب والاحترام".

 

بين الصلح والإنفصال

ما أثر عدم ثبوت الضرر واستمرار الشقاق بين الزوجين وتعذر الصلح بينهما؟ تجيب عن السؤال المستشارة القانونية، فاطمة عبود يسر المهري، وتقول: "عملاً بأحكام المواد من 117 إلى 120 من قانون الأحوال الشخصية فإن لكل من الزوجين طلب التطليق للضرر الذي يتعذر معه دوام العشرة بينهما؛ ولكن في حال إذا لم يثبت الضرر واستمر الشقاق بين الزوجين وتعذر الصلح على يد لجنة التوجيه الأسري والقاضي ،عين القاضي حكمين من أهليهما حيث يكلف كلا من الزوجين تسمية حكم من أهله قدر الإمكان، وفي حالة ما إذا تقاعس أحد الزوجين عن تسمية حكمه، أو تخلف الحكم عن الحضور، فللمحكمة الحق في تعيين حكمين ممن تتوسم فيهما الخبرة والقدرة على الإصلاح ، وتعلن المحكمة كلا من الحكمين والخصوم بحكم تعيين الحكمين وعليها تحليف كل من الحكمين اليمين بأن يقوم بمهمته بعدل وأمانة. ومن المقرر في قضاء المحكمة الاتحادية العليا " فإن الحكمين مؤتمنان في مهمتهما ومصدقان في أقوالهما التي ضمناها تقريرهما لأن طريقهما طريق الحكم لا طريق الإشهاد، وأن قرارهما ملزم للقاضي ولو لم يوافق رأيه كما أنه ملزم للزوجين رضياه أم كرها، أما إذا ثبت الضرر فتقضي المحكمة في الدعوى دون حاجة لتعيين الحكمين".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button