إماراتيات في مهنة مشرفة نقل وسلامة!

تخطت المرأة الإماراتية كافة القيود، وأصبحت تبرز في كافة ميادين العمل، بعيداً عن القيود والنظرة الاجتماعية القديمة، لنرى اليوم الإماراتية تخدم وطنها بعملها الدءوب وتضحيتها المرتبطة بالمبادئ الإنسانية، ومن ضمن المجالات التي أبدعت فيها هي مهنة الإشراف على الحافلات المدرسية، والتي طورت فيما بعد إلى مسمى " مشرفة النقل والسلامة" لجذب العناصر المواطنة.

 

فاطمة المنصوري: أردت خدمة الموطن فأصبحت مشرفة

بحثت فاطمة عبد الله المنصوري، على فرصة لترد فيها جميل وطنها الغالي، فوجدت أن مهنة مشرفة النقل والسلامة، هي بوابة للعطاء والتفاني لخدمة وطنها، فاطمة هي أم لثمانية أولاد، وجدة أيضاً، تتحدث عن تجربتها في مجال الإشراف حيث تعمل في مدرسة الباهية الابتدائية للبنين، تقول: " تعرفت على وجود وظيفة مشرفة نفل وسلامة، عبر وسائل الإعلام، وتقدمت للوظيفة وتم قبولي دون أي تعقيدات، ولدى خبرة تزيد عن ثلاث سنوات، في هذا المجال، وسعيدة جداً بطبيعة عملي، وخاصة وأني أحصد الكثير من النجاحات، منها حصول على لقب المشرفة المميزة للعام 2013، عدا عن شهادات التقدير والدروع".

 

تتحدث عن ساعات عملها في الإشراف، وتقول: " أصل المدرسة صباح كل يوم في السادسة صباحاً، حيث تقع المدرسة في منطقة الباهية، أما الطلاب المسؤولة عنهم، في جزيرة ياس، وبعد اصطحابهم للمدرسة، يبدأ عملي الآخر في المدرسة، المتمثل في تنظيم الطلاب في طابور الصباح، وتأمين حركة الطلاب عند السلالم وعند المقصف المدرسي، وعند الخروج من الأبواب منعاً للحوادث، وأيضاً أكون متواجدة مع الطلاب في الرحلات المدرسية". تقول المنصوري أن عملها بالنسبة لها متعه، ورغم ساعات العمل الطويلة والتعب إلا أنها تجد في عملها متعه إنسانية، كون الأطفال بمثابة أولادها، تصف تعاملها مع الطلاب: " أحرص على اتباع أسلوب الثواب و المكافآت مع الجادين المهذبين في الحافلة، ومؤخراً قدمت لخمسة طلاب شهادات تقديرية عدا عن الهدايا، وهذا الشيء بمثابة تشجيع لهم". تشير المنصوري أن من أبرز المخالفات التي يرتكبها الطلاب في الحافلات، هي وقوفهم في الممرات، ومحاولة إزالة اللاصق المخفي الموجود على النوافذ، ويعاقب المخالفين بالإنذارات التي توجه لأولياء أمورهم. تتقاضى المنصوري راتب شهري مقداره 5000 درهماً، تقول:" كل يوم أحمل 50 حقيبة مدرسية، عدا عن واجب المراقبة في الحافلة والعمل الإداري، وأتمنى من مواصلات الإمارات أن تمعن النظر في رواتب المشرفات".

 

سعاد العريبي: طالباتي هن بناتي وأجد المتعة في التعامل معهن

وقت الفراغ والحاجة إلى وجود فرصة دخل مادي شهري ثابت، كان من بين الأسباب التي دفعت سعاد رحال العريبي للعمل في وظيفة مشرفة النقل والسلامة في مدرسة عين جالوت الابتدائية للبنات، تقول: " لدي ثلاثة أطفال، لذلك لا أجد صعوبة في التعامل مع الطالبات، ومسؤوليتي تتمثل في الإشراف على 60 طالبة في الحافلة المدرسية، ومحاولة تفادي حصول مشاكل في الحافلة أو إزعاج، كما اصطحب كل طالبة إلى منزلها عند النزول من الحافلة، واشرف أيضاً على الحافلة بعد نزول جميع الفتيات تحسباً لوجود طالبة نائمة أو نحو ذلك". لدى العريبي خبرة تزيد عن 6 سنوات في مجال الإشراف، تقول: " اكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال، لاسيما التعامل مع الأطفال، والأعمال الإدارية التي أقوم فيها في فترة الدوام الدراسي، وأشكرك مؤسسة الإمارات للمواصلات، على دعمها الدائم للمرأة الإماراتية، وأتمنى إعادة النظر في الراتب الشهري الذي نتقاضاه، ونأمل منهم خيراً". تتعامل العريبي مع الطالبات كبناتها وتجد في عملها تسلية ومتعه ورغم طول ساعات العمل، لكنها تعتبرها ساعات قصيرة وسريعة.

 

هبة الله الحاج: مهنة وطنية وإنسانية بالدرجة الأولى

قررت هبة الله الحاج وهي أم لثلاثة أولاد، وخريجة ثانوية عامة وحاصلة على شهادة ICDL، العمل بوظيفة مشرفة نقل وسلامة في مدرسة عين جالوت الابتدائية للبنات، نظراً لطبيعة العمل ورغبتها في العمل ضمن بيئة نسائية، تقول: " منذ ما يزيد عن العام والثلاثة أشهر وأنا أعمل بهذه الوظيفة، والحمد لله كل الحوافز والتشجيع قدمت لنا، ولكني أتمنى إعادة النظر في الرواتب".

 

منذ أن بدأت الحاج العمل، خضعت لعدد من الدورات حول الأمن والسلامة والإسعافات الأولية، وطرق الحفاظ على سلامة الطالب أثناء تواجده داخل الحافلة وخارجها، كما تعمل الحاج على حفظ الهدوء في الحافلة بعيداً عن الضجيج أو الحركة داخل الحافلة، استفادت الحاج من علمها في عدة أمور أولها اكتساب المهارات الإدارية والتعامل مع الأطفال، من جهة أخرى ترى أن المرأة الإماراتية اليوم دخلت معظم الميادين واستطاعت أن تثبت ذاتها، وأن وظيفة المشرفة لا تقلل من قيمتها على العكس هي مهنة وطنية وإنسانية بالدرجة الأولى.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button