أسباب الديون والمشاكل الزوجية

يعتبر الوضع الاقتصادي للأسر من أهم المعوقات التي تعكر صفو الحياة الزوجية، وتهدد معظم العلاقات التي لا تجد مفر أمامها سوى الهروب أو إتخاذ قرار الطلاق في لحظة غضب، وهنا يأتي دور الزوجة في مشاركة الزوج حمل المصروف المنزلي والإقتصاد في الصرف في محاولة للتخفيف من هذا الثقل.

 

الهروب بسبب الديون

هي قصة طرقت مؤخراً مركز حماية الطفل في دبي، لأم (م، ن) لديها أربعة أطفال كانت تصفهم بالمخربين حيث إن الأول يضرب أقرانه في المدرسة والثاني كسر زجاج الفصل وهو يتشاقى مع زملائه. والسبب هو رحيل الأب تاركاً أطفاله وزوجته دون رعاية أو مسؤولية والسبب عدم قدرته على الصرف على أسرته بسبب الديون.

 

تقول الأم: "نحن نعيش ظروف مالية صعبه جدا ونسكن بيت بالإيجار لا نستطيع السداد في الوقت المناسب، وأنا أعيش مشكلات زوجيه مستمرة مع زوجي وأقوم بضرب أبنائي بطريقه قاسية جداً والسبب في ذلك زوجي، حيث لم يصبح لدي القدرة على التحمل والصبر، لأن زوجي يتهمني دائماً بالتقصير في تربية الأبناء والاهتمام بنفسي وبه، وكيف أستطيع الاهتمام بكافة هذه الشؤون إذ أن الدخل المادي لا يكفى للاحتياجات الأساسية، كما أصبح الأولاد يتصرفون بسلوكيات غير لائقة". تم متعابعة حالة الأبناء في مركز حماية الطفل، وعقد جلسات تعديل سلوك معهم، أما الأم فخضعت لعدة جلسات إرشادية حول فنيات التعامل مع الزوج وحول كيفية تربية الأبناء. وتم استدعاء الأب واستجوابه الذي وضح أن الأسباب المادية هي السبب الأول في هروبه من المنزل.

 

ومنها تم دراسة حالته وايحالها للجهات المختصة، وتقديم الإرشادات حول فنيات التعامل مع الزوجة والأبناء وبعدها لم شمل الأسرة تحت سقف واحد وإعادة البسمة للحياة الأسرية بعد أن أوشكت على الانهيار، وبعد أن أوشك مصير الأبناء التشرد والانحراف السلوكي الذي لا نعلم أين سيجرهم في المستقبل.

 

 

فن صرف الميزانية

كيف نحدد الاستهلاك الأمثل؟ في ظل اختلاف عدد أفراد الأسرة واختلاف المشتريات واختلاف المدخلات أي الرواتب.

تقول الاخصائية الأسرية، ناعمة الشامسي، إن مشكلاتنا تقريباً تقتضي بين أسر تبذر وأسر أخرى تقتر، وحتى نضع النقاط على الحروف عليك عزيزي القاري أن تحدد راتبك وكم تصرف، ومتوسط الصرف الشهري من مصاريف فواتير ومقاضي، وإتباع النصائح التالية:

  1. لا للمظاهر والكشخة على حساب الديون.
  2. يقال أن "بالشكر تدوم النعم"، لذلك على رب الأسرة تحديد مشتريات الأسرة الشهرية مع محاولة جدولة الاحتياجات على حسب الأهمية من مواد تموينية وغيره من المقاضي.
  3. قلل من بعض المواد غير الضرورية أو الكمالية.
  4. غير أسلوبك وطريقتك السابقة المعتادة في الصرف.

 

 

أساليب وطرق صرف الميزانية

ثمة طرق وأساليب متنوعة لصرف ميزانية المنزل، ومن ضمن هذه الطرق: التسوق دفعه واحده، فإذا كنت تتبع هذه الطريقة توقف وحاول أن تتسوق أسبوعياً مثلاً من يوم الأحد إلى الأحد القادم، يعني تشتري أغراض أسبوع فقط، وجرب هذه الطريقة لمدة شهر حتى تحكم على الطريقة الجديدة، وحاول تلافي الأخطاء، فليس العيب في الطريقة والأسلوب بل العيب في التطبيق. واسأل نفسك، هل تقسم مصروفك الشهري على أربعة أسابيع، أم أنك تصرفه على البركة؟ حاول أن تقسم مصروفك الشهري على أربعة أسابيع، وبعد شهر من التجربة لاحظ هل استفدت؟ هل هناك أخطاء وقعت فيها خلال التجربة؟ حاول تتلافى هذه الأخطاء مستقبلا وحدد مصاريفك مع بداية كل شهر وخصوصا المصاريف المتكررة مثل أغراض البيت بنزين السيارة وغيرها من الالتزامات، وحدد كم مره تملئ خزان الوقود في سيارتك خلال الشهر؟ وكم هو مصروف سيارتك في الشهر بالتفصيل؟ وهكذا بقية المصاريف الضرورية.

 

اتفقنا على التسوق الأسبوعي، كيف تتسوق، أسأل نفسك الآن هل تحدد مشترياتك مسبقاً قبل الخروج من البيت؟ أو أنك تتسوق حسب المزاج؟ عليك تحديد مشترياتك أولاً ولا تتجاوزها بأي شكل، فإن أهداف ونتائج هذه الطريقة توفير عليك مبالغ كانت تذهب دون فائدة حسب طريقتك القديمة. وبهذه الطريقة تستطيع تطوير مستواك المالي شهرياً وتحسن أوضاعك المالية. وتتخلص من الأشياء الكمالية التي كانت تستهلك جزء من أموالك ولو كانت بسيطة شعورك بقيمة المال وهذا للأسف ما ينقصنا نحن العرب في المنطقة بحيث لا نعرف قيمة المال. وهناك أهداف ونتائج خاصة تلمسها أنت بعد فترة، التزامك الدقيق بالطريقة ومراجعة الأخطاء ومحاولة تجنبها أساس النجاح فكما قلت لكم سابقاً الخطأ ليس في الطريقة بل في التطبيق.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button