أثر ألعاب الفيديو على الأبناء

إن تربية الأطفال مهمة صعبة جداً، وتتطلب رعاية وتضحية وكثيراً من الحب والاهتمام، وحتى أكثر الآباء اهتماماً برعاية أطفالهم يجدوا صعوبة في مراقبة ما يقوم به الطفل من تصرفات، كما أن من الصعب جداً أن تحمي طفلك بعيداً عن الإغراءات التي تحيط به من اللعب بألعاب الفيديو أو مشاهدتها من حوله، سواء في المدرسة، ومع الأصدقاء وفي اللقاءات الاجتماعية. فما تأثير ألعاب الفيديو على الأطفال؟

 

تذمرت "أم فارس" من سلوك ابنها البالغ من العمر تسع سنوات من خوفه الشديد وعدم رغبته في النوم في غرفته، والإصرار على النوم في غرفه والديه، وتقول: "كنت لا استطيع أن أرى ابني بهذه الحالة واجبره على النوم في غرفته برغم من وجود إخوته معه في نفس الغرفة، حيث أصبح يصطحب إخوته معه ليناموا معنا في الغرفة، وكنت أجد أن هذا الأمر مزعج حيث بدأ يؤثر على إخوته سلباً في بث مخاوفه إليهم. بعدها بدأت افكر عن السبب واتابع جدول إبني اليومي، حيث كان يذهب للمدرسة ويعود للمنزل ليكمل واجباته ثم يمضي وقته وهو يلعب بألعابه الالكترونية إلي أن ينام. فهو لا يذهب إلي أي مكان قد يتعرض فيه إلي موقف أو مشكله. وهنا أدركت أن الألعاب الإلكترونية هي السبب، لاسيما ألعاب العنف التي تولد الخوف والقلق لدى الأطفال، وتسبب لهم العزلة عن الأصدقاء، لأنهم يكتفون بالصديق الالكتروني وعملت على استبدال ألعاب الفيديو بالعاب أخرى جماعية في المنزل أولاَ، واختيار ألعاب الفيديو المناسبة لمرحلته العمرية، ولله الحمد استطعت تجاوز هذا الخوف بعد رحلة عناء استمرت لقرابة خمسة شهور".

 

أما منى محمد، أم لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات، تقول: " طفلي يعشق شخصية سبايدر مان وبات مان، وقبل حوالي العامين بدأ يستخدم الألعاب الإلكترونية عبر "الآيباد" وبدأت الاحظ ان ابني اصبح أكثر عزلة وغير مندمج مع أقرانه، إلا أن لاحظت سلوكه المخيف عندما اصبح يقلد الشخصيات عبر لبس رداء سبايدر مان ومحاولة القفز من الطاولة إلى الأرض، وهنا شعرت بالرعب، خوفاً من أن يقلد هذه الشخصيات ويتطور الأمور لديه من خلال القفز من الشرفة أو النافذة، وعملت عندها على مراقبته، وبالتدريج حاولت سد وقت فراغة بدورة في الكاراتية".

 

أثر ألعاب الفيديو

يقول الاخصائي الإجتماعي، محمد مراد: إذا ابتعد طفلك بعيدا عن اللعب مع أصحابه سيصنف بأنه غير طبيعي ومختلف عن غيره، وهذا سوف يسبب له ضرراً أكثر من النفع، لذلك اسمحوا لطفلكم أن يلعب بألعاب الفيديو ولكن ساعدوه على اختيار اللعبة التي تناسب عمره، وحاولوا أن تنظروا إلي ما هو ايجابي في العاب الفيديو دون أن تحرموا طفلكم أو تجعلوه يشعر بأنه مختلف عن أقرانه".

 

ويقدم نصائح للوالدين في مراقبة ألعاب الطفل:

  • لا تسمح لطفلك أن يلعب بالعاب الفيديو في غرفة نومه.
  • حاول تشجيع طفلك على المشاركة في أنشطه أخرى مثل الرياضة، أو الفنون والأنشطة الاجتماعية.
  • اكتشف مواهب طفلك وعززها.
  • تأكد من فحص جهاز ألعاب الفيديو قبل أن يبدأ طفلك في لعبها، لضمان أن يكون محتواها مناسبا لعمره.
  • العب وشاهد مع طفلك، وإذا ظهرت مشاهد عنيفة ناقشها مع طفلك وأشرح له ضررها وعواقبها.
  • قيم ألعاب الفيديو تقييما دقيقا، ولا تعتمد كلية على ما هو مكتوب في التقديرات.
  • تأكد أنك أنت أفضل من يقرر إذا كان ذلك مناسبا لطفلك أم لا.
  • شجع طفلك علي اللعب مع الآخرين، حتى لا يلعب وحده، وهذا بدوره يطور مهارات طفلك الاجتماعية.
  • حاول دائماً أن تؤجر ألعاب الفيديو بدلا من شرائها حتى لا يكرر طفلك اللعب كثيرا.
  • حدد الوقت الذي تخصصه لطفلك للعب بألعاب الفيديو ومقدار المال الذي ينفقه على هذه الألعاب.
  •  

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button