آتيكيت التسوق الناجح لشهر رمضان

هو ضيف مبارك وكريم يحل علينا مره واحدة في العام، لتشمل بركاته جميع أمة المسلمين فيتباركوا فيه، ويهللون له يسارعون لاستقباله. فالبعض يباشر القيام بحملات تسويقية تشمل شراء المواد الغذائية وما يتبعها من أواني طبخ وضيافة استعداداً للقيام بموائد الإفطار، من أجل جني الحسنات المضاعفة في شهر الخير، ولكن البعض من يبالغ في الاستعداد متناسياً الحكمة الرئيسية من الصيام، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((من صام إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)). إذا ما هو التخطيط الناجح لاستقبال شهر رمضان؟

 

تتحدث نورة الهاملي عن العادات الرمضانية ومنها العزائم والولائم والتي مازالت متأصلة في المجتمع الإماراتي، "على الرغم من الانفتاح والتطور الذي يشهده المجتمع الإماراتي إلا انه مازال مرتبط بعاداته الأصيلة، فشهر رمضان يعني علاقات عائلية، دائماً نشهد زيارات عائلية تأتينا بشكل مفاجئ، من هذا المنطلق نلجأ إلى طبخ كميات متنوعة وكبيرة من الطعام ولا يمكن أن تقول بأن زيادة نسبة الطبخ وتعدد الأطباق خاصة في مثل هذه الحالات هو إسراف وتبذير، بل احتياطات يتم أخذها مسبقاً حتى لا يفاجأ أحد بزيارة غير متوقعة".

 

أما أمنة الشاعر، ترى أن رمضان هذا العام سيكون مختلفاً عن السنوات السابقة، لاسيما وأنها تعمل في مدينة مدهش بعد الإفطار، وتقول: " أهم شيء أني أعمل في الفترة المسائية، لذلك سوف أكون متفرغة في فترة الإمساك بين العبادة وقراءة القرآن ومساعدة والدتي في أمور المطبخ، أما بالنسبة للاستعدادات الشرائية، نحن في رمضان نتردد إلى السوبر ماركت كل أسبوع من الشهر، وقبل الشهر لا نملأ ثلاجتنا بالمأكولات والمخزونات الغذائية كما يفعل البعض".

 

العروض الترويجية خدعة

يقدم عقيل الشواب- رجل أعمال- خطة تسويقية يتبعها في شراء السلع الاستهلاكية الخاصة لشهر رمضان، ويقول : " من الطبيعي أن يتهيأ المسلم من الناحية النفسية والدينية لاستقبال الشهر الكريم، أما بالنسبة للاستعدادات الشرائية، وبحسب دراستي في مجال إدارة الأعمال، أرى أن العروض الترويجية على بعض السلع لا فائدة منها، وهي تسعى إلى جذب المستهلك بعيداً عن جودة المنتج، وهذا الأمر يشمل السلع الغذائية والملابس والالكترونيات، فعند تخفيض سعر سلعه على المستهلك أن يعلم بأن هناك سلعة ذات موديل وطراز أحدث سوف تنزل السوق، أما المأكولات ذات الأسعار المخفضة، قد تكون تعرضت لسوء التخزين في الميناء أو المطار ولهذا السبب يراد التخلص منها قبل التلف". يفضل الشواب قضاء أيامه الرمضانية في المجالس التي يناقش فيها مواضيع أدبية ودينية تذكرة بماضية الجميل.

 

التخلص من الهوس الشرائي

البعض يصاب بالهوس الشرائي، إذ يتردد على شراء السلع الاستهلاكية بشكل مضاعف، وكأن شهر رمضان خلق للأكل؟ الباحث التنموي، عبد الله العطر، يوضح الأسباب التي تجعل النساء أكثر إسرافاً خلال أيام الشهر المبارك، ويقول "يعتبر الهوس الشرائي ظاهرة نفسية تنجم عن الكبت الشعوري والظروف السلبية التي يمر بها الإنسان، لذلك "على الأزواج الراغبين في الحفاظ على استقرارهم المادي أن يحافظوا على شعور زوجاتهن حتى تحافظ الأخيرة على محفظة أزواجهن!". من هنا يقدم العطر مجموعة من النصائح والإرشادات التي تقي المرأة الوقوع في مصيدة الهوس الشرائي:

 

  • بداية، يجب على المستهلك بغض النظر عن جنسه أن يحدد متطلباته الاستهلاكية في قائمة محددة لا يزيد التغير فيها عن ١٥% من شهر لآخر. 
  • ثانياً: أنصح بعدم التسوق في وقت الجوع وخاصة في نهار رمضان وأفضل وقت للتسوق يكون بعد العشاء.
  • ثالثاً: تحديد ميزانية محددة للسلع الاستهلاكية بحيث تلتزم ربة المنزل حدود الميزانية المقترحة. 
  • رابعاً: الابتعاد عن الشراء بالبطاقة الالكترونية ( الائتمانية / بطاقة الحساب ) لان ذلك يلغي الإحساس الحقيقي بقيمة المبلغ المدفوع عند منفذ البيع. 
  • خامساً: عدم الإكثار من شراء السلع الاستهلاكية ذات الصلاحية التي تقل عن أربعة أيام.
  • سادساً: ان حسابات الدين في السوبر ماركت أو البقالة المجاورة للمنزل تستهلك أكثر من ٣٥% من ميزانية الاستهلاك وحصر هذه المنافذ بالسلع البسيطة ( الخبز ، الروب ،... ) 
  • سابعاً: إتباع نظام استهلاك غذائي يناسب مع عدد أفراد المنزل وتغيير قناعة. ( يزيد ولا ينقص ) وفي حال زيادة كمية معينة من الطعام تحفظ في الثلاجة مع مراعاة اشتراطات الصحة والسلامة. 

 

آتيكيت التسوق الناجح

يقدم محمد حسن المرزوقي، خبير فن الاتيكيت والمراسم والبروتوكول، القواعد الأساسية للتسوق الناجح، وهي:

  • على الصائم كتابة احتياجاته قبل الدخول في الشهر الكريم.
  • ينصح بعدم الوقوف والثرثرة مع الآخرين في ممرات السوبر ماركت، حتى يسهل مهمة الآخرين.
  • من السلوكيات السيئة النظر في عربة الآخرين أو النظر إلى شخص وهو يمعن في شراء سلعة وخاصة في القسم الخاص باحتياجات السيدات.
  • من الخطأ وغير الذوق التصادم بين العربات، وإذا حدث وهو وارد عليك بالاعتذار وتقبل الموضوع بصدر رحب.
  • تجنب مسك ولمس الأواني الزجاجية ما يؤدي إلى طباعة أصابعك عليها.
  • في حال كان معك أطفال وتم تكسير أو إتلاف سلعة ما، عليك بدفع الضرر الذي تسبب به طفلك والاعتراف به.
  • مراعاة التحدث مع الموظفين بلباقة واستخدام أسلوب السؤال بدلاً من الأمر.
  • البعض يأخذ بعض الأغراض، وفي منتصف الطريق يرى أنها غير مهمة ويضعها في رف غير مناسب، على المتسوق إرجاع السلعة لمكانها أو إعطائها للموظف عند المحاسبة.

 

ليس من حقي إذا كان لدي قطعة واحدة أن أتقدم عند المحاسبة، وأطلب من الشخص الموجود عند مقدمة الكاشير أن يجعلني أمامه، لآن يوجد من هو خلفك وسوف يعارضك.

على المتسوق عدم فتح السلع مثل الشامبو وغيرها لأن هذه السلعة لن يشتريها أحد من بعدك.

نتمنى أن تنتشر ثقافة الاستهلاك، لأن البعض يسخر من الأجانب حين يشترون تفاحتين وهذا سلوك صحيح، لأن الكمية الكبيرة قد تتلف دون استخدام ما يؤدي إلى الخسارة.

رمضان شهر العبادة ونحن نحترم البيئة ولذلك أنصح الأشخاص بالمحافظة على البيئة من خلال الاقتصاد في استخدام الأكياس البلاستيكية حيث توفر معظم المتاجر أكياس مصاحبة للبيئة.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button