3 إماراتيات شعارهن "العمل من أجل الخبرة لا المال"

عدم وجود الخبرة العملية الكافية، مشكلة تؤرق معظم الشباب من حديثي التخرج في الدولة، خصوصاً أن معظم المؤسسات تعتمد على توافر الخبرات العملية. إذاً كيف يمكن القضاء على مشكلة عدم توافر الخبرة لدى الشباب الذي يبحث عن عمل؟

 

Elle Arabia التقت عدداً من الفتيات الإماراتيات، اللاتي كافحن أجل الحصول على الخبرة، وصولاً إلى المراكز القيادية.

 

 

 

بدأت متدربة من دون راتب ثم حلقت في فضاء التميز

 

سنة كاملة من البحث أمضتها مريم محمد- 27 سنة- بعد تخرجها في الجامعة، وحصولها على درجة الماجستير في قيادة الموارد البشرية، تقول: "لم أجد العمل المناسب لذلك قررت العمل كمتدربة في احدى الدوائر الحكومية، لمدة ثلاثة أشهر من دون راتب، وخلال تلك الفترة أثبت نفسي مهنياً، وتم توظيفي كمنسقة موارد بشرية، في البداية لم يكن الراتب من ضمن أولوياتي، وكان دافعي الأساسي هو إثبات ذاتي في المجتمع ". واجهت مريم عدداً من التحديات عند انتقالها لسوق العمل، تقول: "لم تكن لدي خبرة عملية، وواجهت عدداً من التحديات، أهمها الاختلاف بين الدراسة والتطبيق العملي، وأيضاً الاختاط بين الجنسين، خصوصاً أنني من مجتمع محافظ، ولكن تجاوزت كل الصعوبات، وخلال العمل طورت من شخصيتي كثيراً، وفي الوقت نفسه اكتسبت الخبرة في المهنة وفي مهارات أنظمة الموارد البشرية والتواصل مع المسؤولين، وصولاً إلى دخولي عالم التميز من خلال الخبرة، ودخولي في مجال التميز كان حباً في التميز، والرغبة في خوض غمار التحديات ". ترى مريم أن نظرة الشباب عن الالتحاق بسوق العمل تغيرت عن السابق، ولاحظت وجود الوعي لدى الشباب من حديثي التخرج الذين باتوا يعتمدون على أنفسهم.

 

 

الوظيفة لن تأتي إليكن وعليكن البحث عنها

 

مرام أحمد - 31 سنة- موظفة بقسم الاتصال الإعلامي، تخرجت في جامعة زايد بشهادة البكالوريوس في علوم الاتصال والإعلام، ولديها تجربة في مجال الإعلام تصل إلى أكثر من 10 سنوات، عملت خلالها في عدة جهات، تتحدث عن تجربتها المهنية، والتحديات التي وجهتها عند التحاقها بأول وظيفة، وتقول: "عندما قررت العمل كان لدي هدف أساسي، وهو رد جميل هذا الوطن الغالي، والحمد لله لم أعاني كثيراً في البحث عن العمل، لأن والدي شجعني في أثناء دراستي على العمل، حيث كنت أعمل كمسؤولة إعلامية في شركته الخاصة، والتي ساعدتني على الخوض في غمار العمل بسهولة، برغم ذلك واجهت عدداً من التحديات منها أن عملي الإعلامي يقتضي مني السفر للخارج، وكان التحدي الأكبر هو عدم وجود مرافق للسفر وممانعة أهلي، ولكن تجاوزت تلك المعوقات وخلقت الحلول، سواء كان ذلك في إقناع الأهل أو في محاولة إيجاد مرافق من أفراد عائلتي". تضيف قائلة: "الخبرة العملية مهمة جداً، وأعتبر نفسي محظوظة، بوجود والدي الحريص على مصلحتي، وأيضاً بالتحاقي بجامعة زايد، التي استفدت منها روح القيادة، والتعامل مع فريق، لذلك حاولت تعزيز تلك الخبرات والاستفادة منها على أرض الواقع ".

 

وتقدم نصيحة للفتيات وتقول: " لاحظت أن عدداً كبيراً من الفتيات الجامعيات لم يحصلن على وظيفة، وأقول لهن إن الوظيفة لن تأتي إليكن وعليكن البحث عنها، وللاعلاميات يجب أن يدركن أن الإعلام باب واسع ويمكن العمل به في مجالات متنوعة، وإذا لم تجد الفتاة فرصة لالتحاق بوظيفة، فعليها خلق العمل من خال منزلها سواء كان ذلك من خلال برامج التواصل الالاجتماعي أو التكنولوجيا الحديثة، فكل شخص هو مسوق إعلامي لنفسه".

 

 

إذا لم تمتلك الخبرة يكفيك الوقوف بجانب الشخص المبدع

 

دوافع كثيرة وراء توجه منار العيسى، لسوق العمل، تقول: "عشقي للإمارات، والسعي ولو بجزء بسيط في نهضتها، كان وراء توجهي لسوق العمل، لأن دولتنا وفرت للمرأة الإماراتية السبل كافة التي تساندها وتشجعها لكي تكون جزءاً فعالاً ومنتجاً في المجتمع، إضافة إلى رغبتي في أن أكون مصدر فخر لأسرتي التي حرصت على تعليمي وزرعت بداخلي حب التعلم المستمر، والسعي لإرضاء ذاتي وتحقيق النجاح ". تعمل منار مسؤولة إدارية في القطاع الخاص منذ أربع سنوات، تصف التحديات التي واجهتها عند الانتقال لسوق العمل: "لا يخلو أي موقع عمل من صعوبات، وقد تكون أول صعوبة واجهتها عندما توليت مهام القسم أنني كنت الموظفة الوحيدة بالفرع، ولكنني حولت هذه الصعوبة إلى تحدٍّ ذاتي في البداية، وأثبتُّ استحقاقي لهذا الموقع، وحصلت على التكريم من الفرع كموظفة مثالية، ومن ثم من مدير عام المؤسسة كموظفة مثالية على مستوى المؤسسة، وحصلت على دبلوم خبير التميز". تعلمت منار أن الشخص الذي ليس لديه أي خبرات يكفيه أن يقف بالقرب من الشخص المبدع، وأن يكون صفراً على اليمين لا صفراً على الشمال. تعشق منار التحدي والانتصار، وتفضل أن تكون مختلفة عن كل من حولها، وأن تترك بصمة أينما كانت، وأن تتعلم من كل المحيطين بها، وتقول: «المستحيل لا يعرف طريقي، لأن إيماني بربي جل وعلا، وقدوتي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وطموحي، كل ذلك يجعلني لا أقف عند نقطة واحدة سواء كانت على المستوى الشخصي أو الوظيفي أو الأسري، فمن يتوقف يبق في آخر الصف".

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button