هل النجاح حكر على الأغنياء؟

نسمع كثيرا في محاضرات التنمية البشرية والخطابات التحفيزية عن تحقيق النجاح فقط عن طريق العمل الجاد والاجتهاد حتى لو كنت فقيرا معدوما ولا تملك أي فرص، وأنه على العكس كثير من الأغنياء مجرد فاشلين ولا يستطيعون تحقيق النجاح، لكن بعض الدراسات العلمية تقول النقيض تمام.

فبحسب تقرير حديث صادر عن مركز "جورج تاون" للتعليم والقوى العاملة "سي إي دبليو" (CEW)، فولادتك غنيا قد تكون مؤشرا على تحقيق نجاح أكبر من الأداء الأكاديمي والموهبة والذكاء على الأقل في الولايات المتحدة، حيث أجريت الدراسة وكذلك في دول عدة.

 

"فلتحقيق النجاح في الولايات المتحدة من الأفضل أن تولد غنيا أكثر من أن تكون ذكيا"؛ هذا ما قاله أنتوني كارنيفال مدير مركز "جورج تاون" والمؤلف الرئيسي للدراسة الصادرة في العام 2019. وأضاف أن "الدراسة خلصت إلى أن الأشخاص الموهوبين الذين ينتمون إلى أسر فقيرة ومعدمة لا ينجحون بقدر أصحاب المواهب القليلة من الأسر المحظوظة والغنية".

 

وعمد كارنيفال وفريقه الى تحليل بيانات المركز الوطني لإحصاءات التعليم "إن سي إي إس" (NCES) لتتبع نتائج الطلاب من رياض الأطفال حتى مرحلة البلوغ في مدارس الولايات المتحدة، وقيموا الذكاء وفقا للأداء في اختبارات الرياضيات الموحدة. ثم صنف الباحثون الطلاب حسب الحالة الاجتماعية والاقتصادية، مع الأخذ في الاعتبار دخْل الأسرة والتحصيل التعليمي والوضع المهني للوالدين.

ووجد الباحثون أن الأطفال الفقراء الحاصلين على درجات جيدة في روضة الأطفال كانوا أقل حظا للتخرج من المدرسة الثانوية أو الكلية أو الحصول على أجر مرتفع، مقارنة بأقرانهم الأثرياء ذوي الدرجات السيئة.

 

وتوصلت الدراسة إلى أن طالب الروضة من الطبقة الاجتماعية والاقتصادية الأقل من 25% وحصل على درجات اختبار من أعلى 25% من الطلاب، لديه فرصة 31% للحصول على تعليم جامعي والعمل في وظيفة تدفع ما لا يقل عن 35 ألف دولار عند بلوغه 25 عاما، و45 ألف دولار عند بلوغه 35 عاما.

بالمقابل، كان أمام الطالب من الربع الأعلى من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية مع درجات اختبار من أدنى 25% من الطلاب، فرصة 71% لتحقيق النجاح المادي نفسه.

كذلك، اظهرت دراسة "جورج تاون" أن أطفال الروضة من ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض الذين حصلوا على أعلى 25% من الدرجات وحصلوا لاحقا على شهادات جامعية، كان لديهم فرصة بنسبة 76% للوصول إلى وضع اجتماعي واقتصادي مرتفع بحلول سن 25 عاما. أما أقرانهم ذوو الدرجات المنخفضة والحالة الاجتماعية والاقتصادية العالية وحصلوا على تعليم جامعي، كانت لديهم فرصة بنسبة 91% في الحفاظ على مكانتهم.

 

وبحسب هذه البيانات، فإنه حتى لو تفوق الطلاب من الأسر المحرومة على الصعاب، وحصلوا على شهادة جامعية، فإنهم ما زالوا يواجهون تحديات.

ويعتقد باحثو الدراسة أن هناك عددا من المتغيرات التي تساهم في هذه الديناميكية، إذ قال كارنيفال "يميل الناس إلى إلقاء اللوم على المدارس، وهم مخطئون، فهناك مجموعة متنوعة من العوامل التي لها علاقة بالعرق والجنس ومزايا أخرى إضافية مثل توفر الكتب في المنزل وتوفر الأنشطة الجانبية".

المزيد
back to top button