منذ أيّام، تمكّنت المملكة العربية السعودية من أن تضمّ معلمًا أثريًّا جديدًا فيها إلى قائمة التراث العالميّ لليونسكو، بعد جهودها المستمرّة على مرّ السنوات لذلك، لتمتلك اليوم على هذه القائمة 8 معالم سعوديّة! فقد تمّ اختيار منطقة "الفاو" الأثريّة لتنضمّ إلى هذه القائمة، وذلك في الدورة الـ 46 لاجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظّمة اليونسكو التي تنعقد من 21 يوليو وحتى 31 يوليو، التي أقيمت بحضور 195 دولة من دول الأعضاء المصادقة على اتفاقيّة التراث العالميّ 1972، في عاصمة الهند نيودلهي.
واصلت السعودية جهود استكشاف الموقع الأثري، وأسفرت تلك الجهود عن مكتشفات أثرية تروي قصص 3 حضارات تعاقبت في منطقة الفاو، وكانت المنطقة السكنية التي تضمّ منازل وساحات وشوارع وسوقاً، وبقايا المواضع التي تُخزّن فيها الحبوب وأفران الخبز، والمنطقة المقدسة المكونة من معابد ومقابر، من أوائل ما اكتُشف في المكان، بالإضافة إلى النقوش التي تنتشر في عدد من الواجهات ضمن نطاق القرية، مثل تلك التي تظهر في شرق المدينة، حيث يستقر جبل كبير يزخر بكهوف ونقوش صخرية، وبقايا معبد بُني من الحجارة، وما تبقى من مائدة لتقديم القرابين، بجانب عديد من النقوش التعبدية المنتشرة في المكان.
كما عُثر في الموقع على عدد من التماثيل البرونزية والنماذج، وشواهد قبور منحوتة بخط المسند الجنوبي، وضريح الملك معاوية المبني على شكل هرم مدرج صغير، وأضرحة النبلاء وعلية القوم. وفي 27 يوليو (تموز) 2022 أعلنت هيئة التراث السعودية نجاح فريق علمي سعودي وخبراء دوليين في التوصل إلى كشف جديد عن منطقة لمزاولة شعائر العبادة لسكان منطقة الفاو في الواجهة الصخرية لأطراف جبال طويق المعروفة باسم «خشم قرية» إلى الشرق من موقع الفاو الأثري.