من المسؤول عن ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية؟

هم مشاغبون في الملاعب وفي الحصص الرياضية، يعتبرون أن الرياضة هي فرصة للتنفيس والتعبير عن الكبت الداخلي، البعض منهم تتطور مشاغباتهم إلى عنف وربما تعصبهم الرياضي دفعهم إلى الرشوة أو حتى التعدي على حكام المباريات واللاعبين، وهذه المشاغبات لا تقتصر فقد على الجمهور الرياضي، ولكنها تشمل الجمهور الأنثوي وكذلك قد تمتد إلى اللاعبين وقيادات الفريق.  فمن المسؤول عن شغب الملاعب؟

 

 

بدايةً يحدد الخبير الأمني والقانوني الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني، عن أنواع الانحرافات في الرياضة، ويقول: "تتنوع الانحرافات ما بين أفعال جرميه قد يمارسها الجمهور الرياضي، وانحرافات قد يمارسها الرياضيون أنفسهم، وانحرافات قد ترتكبها النوادي الرياضية، أو أشخاص آخرين، ومن أبرز الانحرافات المتصلة بالرياضة والمسجلة عالمياً، ومنها: شغب الملاعب، العنف الرياضي، التعصب الرياضي، تصرفات الهوليغانز، الاعتداء على الحكام، الاعتداء على اللاعبين، إساءة استغلال بيع وتداول التذاكر، الرشوة، القمار غير المشروع داخل الملعب أو خارجه، تداول وتسريب المواد المخدرة والأدوية المنشطة الممنوعة".

 

وعن مدى تأثير المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على واقع الرياضة عالميا، يقول المشهداني: " أصبح لهذه المتغيرات تأثير دولي لا يقتصر على دولة دون أخرى من وجود مخاطر أمنية أصبحت تشكل تهديداً مباشراً على أمن هذه الفعاليات والمشاركين بها، مما يؤدي إلى حدوث انعكاسات سلبية على أمن البلاد العام، الاقتصادي، والاجتماعي في حالة وقوع أية حوادث تخل بالنظام العام وأمن هذه الفعاليات حتى أصبح من بين المعايير والشروط التي تفرض في تقديم ملف ترشح الدول لاستضافة فعاليات رياضية دولية، درجة استقرار الدولة ومدى كفاءة وجاهزية مؤسساتها الأمنية نظرا لتطور الأساليب الإجرامية واستفحال وتفشي ظاهرة العنف في المجتمعات".

 

من هم المشاغبون؟

 

ويحدد دكتور علم النفس يوسف شراب، شخصية الأشخاص المشاغبون في الملاعب الرياضية، ويقول: " هم عادةً أشخاص يكون لديهم تعصب، ويتحول هذا التعصب إلى شغب، وخصوصاً إذا وجدوا أن فريقهم يتعرض للهزيمة، وفي هذا الحالة يسعون لإحداث نوع من الفوضى والشغب، وهذا الشخص المشاغب غالباً لا يملك أي وعي رياضي أو ثقافة مجتمعية أو ثقافة خاصة ليحمي نفسه من النقد، وللأسف يجب على هذه الفئة بتها من المجتمع الرياضي، لأن أضرارها تكون كبيرة وتسئ للرياضة وللفريق وللبلد التي تنتمي له".

 

يرى شراب أن الأشخاص الذين يفتعلون الشغب في الملاعب هم غالباً خارج الملعب مشاغبون، لأن همهم إحداث نوع من الفتنه والفوضى لأنهم غالباً ما يعانون من مشكلات في العمل أو الدراسة وضغوط أسرية، فبالتالي يبحثون عن ثغرة ليحدثوا بيها الشغب. ويقول شراب أن الملاعب هي ليست مكان للتنفيس عن الطاقات بل هي مكان للترفيه والمتعة، وملئه ابلفراغ المفيد، أما المرحلة العمرية لهذه الفئة، تتمحور حول فئة المراهقين، فمن النادر وجود شخص بالغ يفتعل الشغب، أما بالنسبة لشغب الفتيات في الملاعب، فإن عددهن أقل من الفتيان، لأن الأنثى بطبيعتها لديها الخجل والخوف ولكن هذا لا يمنع وجود فتيات لديهن العنف أكثر من الرجال أنفسهم.

 

 

معاقبة الفريق بسب الجمهور

 

ثمة مهارات حياتية في كيفية التصرف في الملاعب، تقع على عاتق المدرب الرياضي للتقليل من شغب الملاعب، يوضح المدرب الرياضي سيد محمد السيد، ويقول: " على المدرب أن يقدم تدريبات للاعبين، ومنها انفعال الملاعب، ويجب أن يكون المدرب هو القدوة للفريق، وبالتالي هو الذي يحدد مستوى الانفعال، لذلك الفريق الرياضي له تأثير مباشر على الجمهور، وعلى الفريق أن يهدئ من روع جمهوره في المباريات، ومنحهم المزيد من الهدوء، وفي النهاية الرياضة فنون، ومنظمة الفيفا العالمية والاتحاد الدولي للرياضات، يعاقب الفريق بسبب الجمهور".

 

 

تحقيق رنا ابراهيم

 

 

 

المزيد
back to top button