من المسؤول عن التحرش بالأطفال عبر الفضاء الرقمي؟‎

عندما نتحدث عن عالم الأطفال، من الطبيعي ان يتبادل في أذهاننا عالم ملئ بالبراءة والشقاوه المرحة، لكن ما سيتم طرحه اليوم، هو عالم الأطفال من زاوية لطخها ضعفاء النفوس، ببغائهم وسوء استغلالهم للأطفال، لينتقلوا من زمن البراءة إلى واقع المحضور. ولعل الحديث عن دعارة الأطفال، مسألة يتخللها الكثير من التساؤلات حول الظروف التي تجبر الأطفال على ممارسة الرذيلة؟ و الطرق التي يستغل فيها ضعفاء النفوس هذه الفئة البريئة في المجتمع؟

 

 

ترى وفاء عبدالقادر- أم لطفلين، أن عدم وضع رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إليها أحدهم أهم الأسباب التي تضع الطفل في دائرة التحرش، وتنصح أولياء الأمور، وتقول: " لابد من تدريب الوالدين نفسياً ومعرفياً و اجتماعياً ومهارياً على كيفية تربية أطفالهم بطرق صحيحة تفرز أطفالاً صالحين (لا متحرشين ولا متحرش بهم).وكذلك تدريبهم على كيفية التعامل وإكمال تربية الطفل (المتحرش أو المتحرش به )".

 

وتقول نورة خليل- أم لطفلة- إن ضعف التواصل والحوار مع الطفل بما يناسب عمره، بالإضافة إلى ترك الطفل مع الخادمة لوحده في المنزل، عدا عن عدم توعية الطفل بأخطار التحرش وأنواعه تجعله أقرب ليكون ضحية تحرش.

 

ولوداد عيسى- أم لأربعة أطفال- نظرة أخرى، وترى فيها أن ضعف التوعية من المدارس والجامعات التعليمية، فضلاً عن وجود الأجهزة الإلكترونية في متناول أيدي الأطفال دون رقابة، وضعف التوعية من قبل وسائل الإعلام المختلفة مع الانفتاح وتقليد الغرب، جميعها أسباب تدفع الطفل لخطر التحرش.

 

 

بين الفضول والميول الجنسي

يرى دكتور علم النفس محمد النحاس، ان إطلاع الأطفال أياً كان جنسهم، على الأمور الجنسية، لايقتصر على مجتمع محدد إنما هذا الأمر عام يشترك فيه كل المجتمعات على اختلاف دينهم وثقافتهم، لان الإنترنت لايحدد مجتمع معين ، إنما تقنية غزت العالم بأسره، من هنا بدأ الأطفال بالإطلاع على الأمور مبكراً وأصبح لديهم فضول جنسي. ويحدد الدكتور النحاس الفرق بين الفضول والميول الجنسي، ويقول: " هناك طفل لم يصل إلى درجة الاكتمال في الأمور الجنسية، لكن لديه رغبة في الإطلاع عليها، هنا يطلق على هذا السلوك (فضول جنسي)، أما النوع الآخر وهو الرغبة الجنسية، التي تتمثل في الاكتمال الجنسي، والرغبة في ممارسة الجنس بشكل كامل".

 

ويرجع الدكتور النحاس، سبب الفضول الجنسي الذي يولد لدى الأطفال، إلى: إخفاء الأهل الحقائق عن الأطفال، واعتبارهم أن ليس لديهم اهتمامات لمعرفة الجنس، من هنا يبدأ دور الوالدين، في توضيح مفهوم العلاقة الجنسية بشكل مبسط ، وتكون مقترنة بالأمثلة، على سبيل المثال: القطة تتزوج من القط ويحبان بعضهما وينجبان قطط صغيرة نتيجة الحب، وهكذا...

 

 

شخصية سيكوباتية إجرامية

يرى الدكتور النحاس ان شخصية الذي يقبل على اغتصاب الأطفال، أو توزيع صورهم الجنسية وابتزازهم ، هو صاحب شخصية "سيكوباتيه" وهي الشخصية التي تستمتع بإيقاع الأذى بالآخرين، كما وقد يكونوا قد تعرضوا لتحرش جنسي في أثناء الطفولة، من هنا يلجئون إلى هذا الجرم، بدافع الانتقام من المجتمع.

 

وأشار الدكتور النحاس إلى ضرورة إدراج مادة تدرس التربية الجنسية ضمن مواد العلوم، وتعمم في جميع مدارس الدولة، وتبدأ بتدريس الطلبة منذ بداية دخولهم المدرسة، مع مراعاة أعمارهم، وما يناسبها من مواد دراسية".

 

استرتيجية التعامل مع الأطفال

يقدم الدكتور محمد النحاس، مجموعة من النصائح الخاصة بأولياء أمور الأطفال، وهي كالتالي:

 

  1. على أولياء الأمور ان يدركوا ان الرقابة على الأطفال مهما كانت حدتها في النهاية سوف يخترقها الطفل ، لان الانترنت شبكة متاحة للجميع، من الصعب تحديدها ومراقبتها.
  2. يجب ان يدرك أولياء الأمور أهمية، منح طفلهم الثقة بالنفس، من خلال بناء شعور الرقابة الذاتية، ويتحقق ذلك من خلال المعلومات الصحيحة التي يحصل عليها الطفل من والديه.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button