مراهقة وُلدت بيدٍ مشوّهة تصبح عازفة بيانو!

أصبحت فتاة وُلدت بأصابع مفقودة وأخرى ملتصقٍ بعضها بالبعض الآخر، عازفة بيانو حائزة على جوائز، بعدما خضعت لعملية جراحية ترميمية في مستشفى كليفلاند كلينك.

 

وولدت دايزي مع تشوّه خَلقي معقد في اليد، تطور لديها وهي جنين في رحم أمها، لكن العملية الجراحية التي أجرتها لترميم يدها تكللت بالنجاح إلى درجة أن أحداً لم يكن ليلحظ يدها ما لم تُشر هي إلى الأمر، على حدّ قول الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً، والتي أقرّت بصعوبة تعلّم عزف بعض المقاطع الموسيقية نظراً لأن يدها اليُسرى، كما قالت، يمكن أن تكون عائقاً في بعض الأحيان، لكنها أكّدت أنها لا تيأس أبداً.

 

وذهب والدا دايزي، شيان تاو وزيفنغ يو، إلى عدد من الأخصائيين في مستشفيات بارزة عندما كانت دايزي في الـ 6 أشهر من عمرها، ولكنهما لم يرتاحا إلاّ إلى إفادة تلقياها من الدكتور ويليام سيتز الابن، من مستشفى كليفلاند كلينك في أوهايو بالولايات المتحدة، وهو جراح عظام متخصص في جراحات الكتف والمرفق والرسغ واليد.

 

وتذكرت شيان تاو، والدة دايزي كلمات الطبيب الذي بدا هادئاً وأكّد، عندما فحص يد ابنتها، قدرة المستشفى على ترميم اليد وإصلاح الأصابع بسهولة.

 

وقام الدكتور سيتز، خلال سلسلة من العمليات الجراحية، بإغلاق شقّ في وسط اليد وفصل الأصابع الملتصقة، كما قام بنقل بعض الأوتار والعضلات لتحسين الحركة في الأصابع ووضع الإبهام وبعض الأوتار المثنية في مواضعها الطبيعية. وتكلّلت العمليات الجراحية بالنجاح، لينتج عنها إبهام وثلاثة أصابع تعمل جميعها بصورة طبيعية.

 

وقال الدكتور سيتز إن الهدف مع هذه الأنواع من عمليات إعادة البناء المرحلية للعضو المشوّه هو إنجاز أكبر قدر ممكن من العمل قبل دخول الطفل إلى المدرسة، وأضاف موضحاً: "كلما بكّرنا في تزويد الدماغ النامي بصورة لطرف يعمل طبيعياً قدر الإمكان، مثل اليد، تحسّن مستوى أداء اليد لوظيفتها".

 

وبالفعل تحسّنت وظيفة يد دايزي كثيراً لدرجة أن والديها طلبا من الدكتور سيتز، بعد مرور بضع سنوات على إجراء العمليات، إذا كان بإمكانها تلقي دروس في العزف على البيانو، وهو ما كان قد توقّعه للطفلة الصغيرة عند الكشف عليها في أول الأمر.

وبدوره، تذكّر والد دايزي، زيفنغ يو، قول الطبيب عندما فحص ابنته للمرة الأولى: "لقد قال بكل بساطة، سيكون بإمكان دايزي أن تعزف على البيانو، لا بل على آلات موسيقية أخرى! لطالما كان طبيباً متفائلاً ومحفّزاً".

 

وقد كان لدايزي بالفعل أن تتقن العزف على البيانو في سن الخامسة، ومنذ ذلك الحين اكتسبت العديد من الإشادات والجوائز لقاء عزفها الموسيقى الكلاسيكية. كذلك تلعب الفتاة دور "الربان" في فريق التجديف بمدرستها، وهو دور ينطوي على وظائف التوجيه وتحديد سرعة القارب.

 

ولم تكن الإنجازات الموسيقية والرياضية والأكاديمية الموهوبة للفتاة المراهقة مفاجِئة لطبيبها، الذي أكّد أنه لم يشك أبداً في أنها ستتمكن من فعل أي شيء تضعه في بالها؛ معتبراً أنها "فتاة مذهلة ذات دوافع رائعة وطموح كبير".

 

وفي الواقع، فإن واحدة من طموحات دايزي هي أن تصبح طبيبة في يوم من الأيام، وقد أعربت عن اهتمامها بالطب "لأن جزءاً من شخصيتي يتمثل في حب مساعدة الناس". وانتهت إلى القول: "فكّرت في أن أصبح طبيبة قلب أو أعصاب، أو ربما جرّاحة عظام، مثل الدكتور سيتز".

المزيد
back to top button