لمن تشكو المرأة مشاكلها الزوجية؟

عزيزتي الزوجة، إذا كنت تعانين من المشكلات الزوجية والمنغصات والتوترات الحياتية اليومية، ننصحك بعدم الإفصاح بها لأحد، فقط بطريقة بسيطة تستطيعين حل مشكلاتك الزوجية بكل سهولة ويسر، حيث يشير ياسين الزبيدي، أستاذ جامعي في كلية الإمارات، ماجستير في علوم الكمبيوتر ومدرب معتمد من قبل البورد الأمريكي في البرمجة اللغوية العصبية، أن باستخدام البرمجة اللغوية العصبية تستطيع المرأة الفضفضة عن مشاعرها وحلها بطريقة آمنه.

ياسين الزبيدي

 

يوضح ياسين الزبيدي، مفهوم البرمجة اللغوية العصبية، ويقول : " البرمجة اللغوية العصبية هي مجموعة من الأدوات والأساليب التي تنمّي لدى الإنسان المقدرة على التواصل الفعال مع ذاته ومع الآخرين، من اجل التخلص من المشاعر السلبية الداخلية والتفاعل بايجابية مع المحيط الذي يعيش فيه. أن التواصل مع الذات أو برمجة العقل اللاواعي Unconscious mind للإنسان لها دور كبير في نجاح الإنسان في شتى مجالات الحياة، ولما كان العقل اللاواعي يمثل أكثر من 90% من كينونة الإنسان وذاته الداخلية فان التواصل الايجابي مع هذا الجانب القوي من الشخصية يرفع من كفاءة الإنسان ويجعله أكثر قدرة على تحقيق أهدافه، فعن طريق هذا النوع من البرمجة يمكن التخلص من المعتقدات السلبية Negative beliefs مثل الشعور باليأس والخوف وانعدام الثقة وعدم القدرة على المواضبة على تحقيق الأهداف. أما النوع الثاني من التواصل الذي تستهدفه البرمجة اللغوية هو التواصل الفعال مع الآخرين، فمن يتمكن من دراسة وتعلم تقنيات التواصل فانه يؤثر في المقابل تأثيراً حسننا، فيمكن أن يوصل إليه أفكاره بكل سهولة ويسر، وينجح في تحقيق علاقة ايجابية مع المحيط سواءً كان مع الزوج أو شريك العمل أو المحيط الاجتماعي الذي يعيشه".

 

يشير الزبيدي أن أبرز الميادين التي طبقت فيها البرمجة اللغوية العصبية هي مجال تطوير الذات، كزيادة الثقة بالنفس وتحسين العلاقة مع الاخرين وعلاج حالات الكآبة والتوتر النفسي وحل المشكالات الشخصية والعاطفية. كما انها طبقت في مجال العلاقات الاجتماعية، كزيادة الترابط الاسري وانجاح العلاقات الزوجية، وتحقيق التواصل المثمر مع الابناء، وتطوير العلاقات الاجتماعية. كذلك امتدت تطبيقاتها الى مجالات التربية والتعليم وكذلك في الادارة والاعمال.

 

تعرف على نمط شخصية شريكك

تعتمد البرمجة اللغوية على اساس تصنيف الشخصيات سواء أكان رجلاً أو امرأة الى ثلاثة انماط رئيسية:

 

  • - الاشخاص البصريين: وهم الذين يهتمون بالصور والهيئات والاشكال، فهم ديناميكيون ومندفعون ومتحمسون دوما لما يؤمنون به ، يفكرون بالعموميات ولا يهتمون بالتفاصيل.
  • -الاشخاص السمعيون: وهم الاشخاص ذوي صبر وتحمل ويجيدون التواصل مع الاخرين ويحبون الاستماع الى آراء المقابل وطروحاته كما انهم يجيدون فن الحديث والتخطيط المبرمج.
  • - الاشخاص الحسيون: المشاعر تكون هي المحرك الاول في حياتهم، فهم يحكمون على الاخرين وعلى مايمر بهم من شؤون الحياة عن طريق العاطفة والمشاعر، ويفضلون العزلة ويكون لهم في العادة عدد محدود من الاصدقاء.

 

يرى الزبيدي أن على الزوج او الزوجة معرفة وتحليل نمط الانسان الذي يشاركه حياته لكي يتفهم دوافعه وطروحاته وبالتالي يستطيع استيعاب ما يصدر عنه من تصرف وسلوك لانه ان لم يفعل ذلك فان المشاكل ستكون حتمية والنهايات الضبابية، لذا فعلى الزوج التعرف على النمط الذي تنتمي اليه زوجته ليعرف كيف يحاورها، فمثلا لو اراد الزوج ان يقدم هدية لزوجته فعليه الحرص ان تكون الهدية متوافقة مع نمط زوجته لانه ان لم يفعل فسيتفاجأ بان هديته ستترك انطباعا سيئا لدى زوجته بدلا من الفرح والسرور الذي كان يتوقعه. فافضل هدية للمرأة البصرية هي نزهة خارج المنزل حيث يحاكي تنوع المشاهد والاشخاص شغفها في الجانب البصري من الحياة. اما المرأة السمعية فان شراء حاجة مكملة للبيت تعتبر من اهم الاوليات بالنسبة لها فلو ان الزوج استطاع ان يقدم لها هدية واقعية (كخلاط للفاكهة مثلا) فانه سيحاكي واقعيتها واسلوب حياتها العملي. اما المرأة الحسية فان مشاهدة فيلم حميمي في جلسة سمر ستكون هدية رائعة تدخل السعادة والفرح الى قلبها المليئ بالعاطفة.

 

سيناريو واقعي

إن اشعال فتليل معركة طاحنة بين زوجين أمر كائن بين الأزواج، ولكن كيف يمكن نزع هذا الفتيل باستخدام البرمجة اللغوية؟ يقدم الزبيدي نموذجاً لسيناريو لمشكلة زوجية تم حلها باستخدام البرمجة اللغوية. ويقول: " نتصور ان الزوجة كانت منهكة وغارقة في العمل داخل المطبخ وهي تعد الطعام للاسرة، وجاء الزوج وهو يجر قديميه تعباً وفكره حائر بين ارهاصات العمل وتحدياته، وعندما دخل البيت ابتدرته زوجته بالشكوى لما اصابها داخل المطبخ من التعب حتى ان نضارة بشرتها تأثرت من فترة مكوثها داخل امطبخ، وما ان سمع الزوج ما قالت زوجته حتى انخرط هو الاخر في الشكوى من متاعب العمل واضطهاد مسؤله المباشر له وتكليفه بمهام لايتحملها احد. لتعلو الاصوات بين الطرفين وتتحول الشكوى الى صراخ وتنتهي الحوارية بالخصام والزعل. إن هذا السيناريو يمكن ان يُغيَّرْ باستخدام احد اساليب البرمجة اللغوية وهو ما يسمى باسلوب اعادة الصياغة او Reframing اي وضع الامر السلبي في قالب ايجابي، وهذا ما فعله احد الازواج المطلعين على منهجية البرمجة اللغوية عندما صاحت زوجته من التعب "انظر الى حالي وبشرتي لقد دمرني العمل داخل المطبخ". وبدلا ان يبادها الشكوى راح ينظر الى العرق الذي يتفصد من جبينها ثم بنظرة حانية ملئها الحب والحنان نظر الى عينيها مباشرةً وقال "اتعلمين، عندما تكونين متعبة تكونين اكثر اثارةً واغراءً"، إن توجيه نظر المقابل الى الزاوية الايجابية من الامر يمكن ان يحول معركة محتملة الى غزل ومحبة، وبدلاً من ان ينفجر الطرفان في دوامة الشكوى التي لا تنتهي انقلبت دفة الحوار الى جانب مشرق لتزيد من قدر التفاهم والانسجام بين الزوجين".

 

رباعية من ذهب

يقدم الزبيدي أربع نصائح مثالية لحوار فعال، وهي:

 

  • - الاختيار المناسب لوقت الحوار.
  • - الجلوس في جسماني متوافق مع الطرف المستهدف.
  • - استخدام نبرة صوت قريبة من نبرة الشريك.
  • - استخدام مفردات الشريك نفسها في ايصال الفكرة لانها ستكون اكثر وقعاً في الدخول الى قلبه وعقله.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button