كيف تعودين طفلك على تحمل المسؤولية؟

تحمل المسؤولية هو مفتاح النجاح في الحياة الأسرية وثمرة تصور الإنسان عن دوره في الحياة وتوازن بين المطالبة بالحقوق والقيام بالواجبات، فهي مهارة وقيمة سلوكية إنسانية يجب أن تزرع كالمبادئ من الصغر لتتحول إلى عادة، فالعادة تقتل الإحساس بصعوبة المسؤولية، فعند ممارسة المسؤولية بانتظام فإنها تتحول إلى عادة ومن ثم تتحول هذه العادة إلى طبع في الشخص.

 

يشير الأخصائي التربوي محمد الأدهم، أن تحمل المسؤولية هو سر العمران وعنوان النجاح والفلاح، فمن أبرز الأسباب التي نعانيها في حياتنا الأسرية ولاسيما الحياة الزوجية هو تحمل المسؤولية، فالزوجان هما عمودان لبناء أسرة، فمصلحتهم وسعادتهم وكرامتهم مرتبطة بالقدرة على تحمل المسؤولية وتنصلهم من المسؤولية له أسباب ناشئة عن خلل في التربية الأسرية والمجتمع، فقد أثبتت التجارب العديدة أن عدم تحمل المسؤولية سواء من جانب الزوج أم الزوجة قد يكون مدمراً للحياة الزوجية. وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: سمعت الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)).

 

 

 

كيف تعود ابنك على تحمل المسؤولية؟

 

من أهم عناصر المسؤولية تجاه الأسرة تجسيد النموذج الحسن في تربية الأولاد، ومسؤولية الطفل لا تعني مسؤولية الأم فقط، إنما مسؤولية الوالدين معاً، لكن على الأم الجانب الأهم والأقوى لاتصالها بطفلها فترة أطول من الأب، وهنا نقدم 7 خطوات تساعد طفلك على تحمل المسؤولية.

 

  1. على الأم تهيئة طفلها عن طريق الأوامر والنواهي مع التوضيح بضرورة تحمل المسؤولة، ولذلك نقول للأم لا تجعلي حنانك وعطفك يغلب عليكِ فيصعب عليكِ تكليف طفلك بأي عمل بحجة صغر سنه وأنه سيرهقه، وأيضاً كونك نموذجاً وقدوة له فلا يحق لكِ فرض عمل عليه لسبب تعبك أو شعورك بالكسل.
  2. تبدأ المسؤولية بالاستقامة الشخصية من الوالدين، فهي تساعد على الالتزام بها بعد التوجيه بالأمر بها والحرص عليها، فإن وبخت الأم طفلها عن سلوك سيء، لابد أن تكون الأم من المنهيين عنه، وإلا توبيخك لن يجدي بشيء.
  3. ساعد طفلك على اختيار رفيقه، لقوله صلى الله عليه وسلم : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
  4. شجّع طفلك على ممارسة الرياضة أو تعلم الهواية التي يحبها وتطويرها وذلل له الصعاب، فنجاحه في تلك الأنشطة واحتكاكه بمن هم في مثل سنه وتجربته نشاطات لم يجربها من قبل ستزيد بلا شك من تطوره العقلي والنفسي وتزيد من قدرته على تحمل المسؤولية.
  5. ساعده على احترام النظام والقوانين، فمثلا اطلب من الطفل أن يضع حذاءه في مكان معين كل يوم، أو وضع لعبه في مكانها وكافئه عندما يفعل ذلك، وإذا استمر أسبوعاً مثلاً يفعل ذلك يكافأ في نهاية الأسبوع، ولكن دون مماطلة أو استسهال أو ترك يوم ولابد أن يكون ذلك بأسلوب محبب إلى الطفل، وحتى تنمو العادة وتترسخ لابد من المواظبة عليها.
  6. ذكّر طفلك كل يوم وعلى مدى فترة طويلة جدا بوضع ملابسه المتسخة في سلة الغسيل، ويمكن إلزامه بإعداد منضدة طعام العشاء كل ليلة إذا كان هذا يتناسب مع سنه، كما يمكن تكليفه بطي الملابس التي قامت الأم بغسلها؛ فذاك التوجيه من الوالدين للطفل هو مسؤوليتهما.
  7. ومن مسؤولية الوالدين أيضاً ملاحظة ما يتجه إليه الطفل في التعليم والعمل وتوجيهه إليه ومساعدته على التحصيل إلى ما يصبو إليه أو تعديل مساره، فالتفكير بمستقبل الطفل من مسؤولية والديه، تكلم معه عن أحلامه وكيف يتصور إمكانية تحقيقها علي أرض الواقع، وذكره بمميزاته وعيوبه وكيفية إصلاحها.
  8. وما أجمل أن يجلس الوالدان مع الأبناء ليتخذوا القرارات المناسبة المتعلقة بالأسرة سوياً!، وهذا مظهر تربوي يدل على التفاهم والانسجام؛ مما يتيح للأبناء التعبير عن ذاتهم والمشاركة في اتخاذ القرار وبالتالي يشعر الأبناء بتحمل المسؤولية ولا شك أن الأبناء الذين كانوا يشاركون آباءهم في تسيير أمورهم كانوا الأقدر على الاستقلال بأنفسهم في المستقبل، وكانوا أكثر إبداعاً في إدارة شؤونهم.

 

تقرير رنا إبراهيم

المزيد
back to top button