عذراء خميس شابة إماراتية رائدة بأحلام وتطلّعات لا حدود لها

يشهد العالم اليوم تغيّرات مناخيّة غير مسبوقة وبوتيرة تدفع كل الدول من دون استثناء إلى القلق حيال التداعيات البيئية الملحوظة على كوكبنا. فالتغيّر المناخي بات من أبرز القضايا البيئية التي تؤثّر سلباً على مختلف جوانب حياتنا اليومية، الأمر الذي يضطرّ حكومات الدول إلى وضع خطط استراتيجية استباقيّة للحدّ من تفاقم آثاره واتخاذ إجراءات سريعة ومدروسة لمعالجة الأزمة.

 

 

وعلى غرار الدول الرائدة التي تسعى إلى إيجاد حلول فعّالة لأزمة تغيّر المناخ، تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيه من قيادتها الرشيدة، على وضع هذه الأزمة في صدارة أولوياتها. وانسجاماً مع رعاية الدولة لجيل الشباب، باعتباره أمل الغد وركيزة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تبذل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" منذ تأسيسها جهوداً حثيثة لتمكين شباب الإمارات وتزويده بما يلزم من مهارات وقدرات لمواجهة تحديات المستقبل.

 

 

وفي إطار هذه الجهود، حصلت المواطنة الإماراتية عذراء خميس، إحدى المشاركات منصة "شباب من أجل الاستدامة" التابعة لشركة "مصدر" على فرصة المشاركة في رحلة استكشافيّة نظمّتها بعثة 2041 الدولية التي أسّسها المستكشف والناشط البيئي روبرت سواني إلى القارّة القطبيّة الجنوبيّة "أنتاركتيكا". وقد سعت هذه المهمّة التي ضمّت 177مشاركاً من 37 دولة حول العالم، إلى الاطلاع بشكل مباشر على آثار التغيّر المناخي على القارّة وما يعيش فيها من كائنات حيّة. وقد شارك فيها نخبة من الشباب والخبراء البيئيّين من حول العالم لمراقبة التنوّع البيولوجي عن كثب والتعرف على الآثار الجانبيّة لهذه الأزمة التي تتفاقم حدّتها يوماً بعد يومٍ.

 

وخلال الرحلة الاستكشافية، أمضت الشابة الإماراتية عذراء خميس ثلاثة أسابيع في المحيط المتجمّد الجنوبي. وكانت محطّة كونكورديا، التي تقع في أعلى هضبة القطب الجنوبي، تتعرّض لموجة حرّ غير مسبوقة، حيث بلغت الحرارة درجة قياسيّة وصلت إلى 11.8- درجة مئوية، أي أكثر من 40 درجة مئوية فوق المتوسّط السنوي المعتاد. وقد وصفت عذراء خميس تجربتها الاستثنائية بقولها: "كانت التجربة مليئة بالأحاسيس الغامرة التي جعلتني أقف بذهولٍ أمام عظمة الطبيعة وجمالها الذي يحبس الأنفاس من جهة، وأشعر بحزنٍ وأسىً عميقين لما يلحقه الإنسان من ضررٍ ملحوظٍ بالقارّة والكائنات التي تعيش فيها من جهة أخرى. فالدفء الذي شعرنا به خلال الرحلة كان غريباً وغير اعتيادي، إلى حدّ تساقط الأمطار أثناء وجودنا هناك. ورغم تركيزي خلال السنوات القليلة الماضية على دراسة التغيّر المناخي وتأثيره السلبي على البيئة، فإنّ رؤية آثاره الجانبية عن كثب جعلتني أشعر بقلقٍ كبيرٍ حيال مستقبل الأرض."

 

عذراء خميس شابة إماراتية تبلغ من العمر 24 عاماً وحائزة على شهادة بكالوريوس علوم في الهندسة المدنية وشهادة ماجستير علوم في هندسة المياه والبيئة من جامعة خليفة عام 2021. ومنذ سنواتها الجامعية الأولى، تزايد اهتمام عذراء بالثروات الطبيعية والعوامل التي تؤثر سلباً على البيئية، حيث سعت دوماً إلى المشاركة في الفعاليات التي يجري تنظيمها، من مؤتمرات وبعثات استكشافية وأنشطة ومبادرات بيئية على اختلاف أنواعها. وقد دفع بها هذا الشغف المتزايد بالبيئة إلى التقدّم بطلب المشاركة في بعثة 2041 الدولية للقطب الجنوبي. وعندها، بادرت "مصدر" إلى رعاية رحلة عذراء من لحظة الانطلاق إلى حين رجوعها إلى الدولة بسلامة وأمان.

 

 

أما على الصعيد الشخصي، فتملك عذراء خميس أحلاماً لا حدود لها، وتطمح إلى تحقيقها في المستقبل القريب والمتوسط، إذ ترغب في اختيار مسيرة مهنية تدعم جيل الشباب وتعزّز مشاركته في المبادرات والنشاطات البيئية. ولديها شغف كبير بابتكار الحلول البيئية الناجعة والسبّاقة عبر البحوث والمنافسات على اختلاف أنواعها.

أطلاق مبادرة "شباب من أجل الاستدامة"، بهدف الاستثمار في الشباب باعتبارهم ثروة وطنية حقيقية ودعمهم بشكل فاعل ليصبحوا قادة الاستدامة في المستقبل. وتهدف هذه المنصّة بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على أهمية الاستدامة محلياً وعالمياً، وتعزيز الوعي بالمهارات اللازمة لوظائف المستقبل في هذا المجال، وإعداد الجيل المقبل من قادة الاستدامة بهدف تسريع عملية التنمية المستدامة.

 

وتنويهاً بالدعم الكبير الذي حصلت عليه من خلال الرحلة الاستكشافية، قالت عذراء: " وشعرت حقاً بالاهتمام الكبير الذي أبداه جميع أفراد فريق العمل من دون استثناء. فرعاية الشركة لهذه الرحلة بكافة تفاصيلها جعلتني أشعر بالأمان ومنحتني فرصة استثنائية للاستمتاع بتجربة سترافقني مدى الحياة. أشعر بامتنان كبير لهذه التجربة وأدعوا كافة النساء في الدولة إلى المشاركة بشكل فاعل في مختلف برامج الدعم والتمكين التي تسلط الضوء على أهمية الاستدامة بهدف تعزيز الوعي بالمهارات اللازمة لوظائف المستقبل في هذا المجال، وتحقيق أحلامهنّ ولعب دورٍ محوري في المجتمع الذي نُعتبر نصفه الأساسي."

المزيد
back to top button