ضحايا العيادات النفسية بين الإدمان والانتهاز

لا تزال فكرة زيارة العيادات النفسية تصنف ضمن الأماكن المحظورة زيارتها، ربما يعود ذلك إلى طبيعة المجتمعات العربية التي مازالت تنظر إلى أن المريض النفسي على أنه يعاني من اضطرابات عقلية أقرب للجنون، أو ربما الأمر يعود إلى طبيعة الأدوية النفسية التي تدخل ضمن دائرة الأدوية الخطرة التي تسبب الإدمان.

 

أوضح الدكتور أمين حسين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص أن العيادات الطبية الخاصة جميعها تحت اشراف ورقابة ومتابعة السلطات الصحية العاملة في الدولة، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بدورها واختصاصاتها في الترخيص لهذه العيادات ومنها عيادات الطب النفسي والرقابة عليها في الإمارات الشمالية، في حين تقوم هيئتي الصحة في دبي و أبوظبي بالترخيص ومتابعة شؤون العيادات الخاصة العاملة في كل من دبي وأبو ظبي

وعما إذا كانت العيادات النفسية الخاصة تلبي الهدف والغرض منها، أوضح الدكتور الأميري أن الأطباء النفسيين يقومون بمعالجة مرضاهم المترددين على المنشآت الصحية من الأمراض النفسية المختلفة لتلبية الغرض والهدف منها وهو علاج المرضى النفسيين، مؤكدا أن كافة الممارسات الطبية تحت الإشراف والمتابعة من قبل السلطات الصحية بالدولة، كل في مجال اختصاصه.

 

 

وجهه للإدمان

 

من جهة أخرى، أشار عبد العزيز محمد، موظف، أن العيادات النفسية باتت تشكل موضوع شائك ويحتاج إلى علاج، وقال: " يوجد أفراد غير مدمنين ومن خلال ذهابهم للأطباء أصبحوا مدمنين على الأدوية النفسية، فكثرة تناول المهدئات وسوء استخدامها تؤدي إلى الإدمان في النهاية". ويرى أن وزارة الصحة هي المسؤولة على مراقبة العيادات النفسية الخاصة وما يصدر عنها من أدوية.

 

أما اسيل عبدو، موظفة، تؤمن بالطب والعيادات النفسية، ولكنها ترى ان الطب النفسي لايستطيع حل مشكلة المريض 100%، وتقول: " مسؤولية الطب النفسي تقتصر على التخفيف ومواساة الريض، وذلك يرجع لأن المريض هو وحده من يعيش ويفهم مشكلته من جميع جوانبها، فهو فقط من يستطيع ان يعالج نفسه بنفسه بمراجعة المشكلة وتفصليها والتفكير بالحل يكمن بالتقرب إلى لله والتوكل عليه".

 

وتقول هيا خميس، موظفة: " لله الحمد لم الجأ إلى أي عيادة أو طبيب نفسي، فأنا اؤمن بأن اجمل طريق واسعده لحل جميع المشاكل هي مراجعة هذه المشكلة مع الذات والتفكير في حلها بالاضافة إلى التقرب من الخالق الله عز وجل وذكره دائما والتوكل عليه في كل الأمور. ولا تمانع هيا من زيارة الطيب النفسي، في حال لزم الأمر، وتقول موضحه: "الكثير من الاشخاص يعتقدون أن كل من يستشير طبيب نفسي هو مريض نفسي، فهي تعتمد على الشخص نفسه وعلى طريقة تفكيره واسلوب حياته. فمنا من يحتاج إلى الذهاب لاي شخص لتعبير عن مشاكله، ومنا يكتفي بالجلوس والتفكير وترك الزمن ليحل هذه المشاكل، لذا تجدين آراء الناس تختلف في هذا الموضوع."

 

 

قصور في التشخيص

 

يرى محمد عبدالله، إعلامي، أن الشخص يحتاج زيارة العيادات النفسية لعمل تنقية واستعادة النشاط والبحث على التقنيات التي تساعده في مواجهة ضغوطات الحياة اليومية، ويقول: " صديقي لاعب رياضي معروف في الفترة الأخيرة يواجه أمور نفسية مما أثر على نشاطه البدني وتدني مستواه وخصصت له إدارة النادي جلسات مع طبيب نفسي ومازال يتعالج وارى إختلافا ملموسا في نشاطه ولكن مازال يعاني قليلا".

 

على الرغم من هذا يرى أن العيادات النفسية الخاصة تعاني من عدم وجود إختصاصيين مهرة وإستغلال بعض الممارسات الخاطئة، ويقول: " قد يساهم الأطباء في نواحي معينة تتعلق في التفكير والبرمجة اللغوية العصبية أما التشخيص الطبي مازال يحتاج إلى طبيب مختص".

 

ويشير عبدالرحمن عباس، متطوع، أن الشخص يحتاج لزيارة الطب النفسي في الأوقات الذي يشعر بأنه محبط أو لديه مشاكل نفسية . ويقول: " سبق وإن زرت العيادة النفسية وذلك لزيارة أحد الاشخاص ضمن الأعمال التطوعية". ويشير إلى أن سلبيات العيادات النفسية تتمثل في المبالغة بالأسعار والتشخيص السيء واعطاء عقاقير منشطه ومخدرة للمرضى.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button