حيل وأساليب الخدم في الهروب من كفلائهم!

تعتبر مشكلة هرب الخدم، من المشكلات التي تؤرق معظم الأسر في دولة الإمارات، والتي تبدأ بوادرها بكثرة بعد انقضاء فترة الإختبار التي يحددها مكاتب جلب العمالة المنزلية، ومنها أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله القانون الاتحادي رقم 10 لسنة 2017 بشأن عمال الخدمة المساعدة، الذي يؤكد التزام الدولة بدعم سيادة القانون ومواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية ذات العلاقة بقضايا العمل.

 

وحول مشكلة هروب الخدم في الإمارات، تقول منيرة الجسمي، "تعتبر مشكلة هروب الخدم من الظواهر الاجتماعية السائدة في المجتمع الاماراتي، فهي مشكلة تحمل الأسر الخسارة المادية والجهد والوقت المتمثل في إجراءات استقدام العمالة المنزلية، وبالنسبة لي عانيت كثيراً في هذا الشأن حيث استقدمت خادمة من بنغلاديش ودفعت لمكتب الخدم بما يعادل 6 آلاف درهم، عدا عن تكاليف الإقامة وبعد مرور 4 أشهر، هربت الخادمة دون عودة، ومنها اضطررت للإبلاغ عنها في مراكز الشرطة وفي إدارة الجنسية والإقامة، ولكن للأسف ضمان مكتب الخدم كان قد انقضى بعد مرور 3 أشهر، ومنها عملت على جلب خادمة أخرى وهذه المره كانت من دولة سيريلانكا".

 

وعن حيل الخدم في الهروب من كفلائهم، تشير منيرة: " للخدم حيل واساليب خادعة يستخدمونها في سبيل الهروب، والعمل بشكل غير قانوني عند أسر أخرى وبمبالغ مالية مضاعفة، ومن ضمن هذه الحيل، إدعاء المرض، وتعمد الخروج إلى الشارع بحجة الذهاب للبقالة أو لرمي القمامة ومنها تتعرف على خادمات هاربات أو رجال من نفس جنسيتها يساعدنها على الهروب".

 

ملابس مخلة ووصلات شعر

أما ميثاء خالد تسرد لنا قصة معاناتها مع خادمتها الأثيوبية، وتقول: " استقدمت خادمة قبل 3 سنوات، ومنحني مكتب الاستقدام ضمان لمدة شهر واحد فقط، وخلال هذه الفترة وجدت أن الخادمة تتصرف بشكل غريب، منها التزين المبالغ به، والرقص في المطبخ عدا عن ملابسها الغريبة، ومنها قررت خفية التفتيش في أغراضها، فوجد أن لديها جهاز حاسوب حديث وموبايل، عدا عن الماكياج ووصلات الشعر والملابس المخله، وعندما واجهتها بما رأيت، اشتد غضبها علي واخبرتني أنها جاءت إلى الدولة بغية العمل كسكرتيرة ولكنها لم تجد فرصة عمل في مطلبها، ما دفعها للعمل كخادمة، وعندها اصطحبتها لمكتب الخدم ولكن للأسف مدة الضمان كانت انقضت، ما اضطررت لتسفيرها إلى موطنها، تفادياً في حدوث أي مشكلة مستقبلاً".

 

ولأم حازم محمد رواية أخرى عانتها مع الخدم، وتقول: " استقدمت خامه من الهند وكنت أعاملها بلطف وأقدم لها كل الحب وأمنحها ساعات من الراحة، وكانت مشكلتها الدائمة هي طلبها اليومي الاتصال للإطمئنان على أطفالها في موطنها، في البداية كنت أقدم لها هاتفي للاتصال بمعدل 3 مرات اسبوعياً، وبعدها كل اسبوع، ومنها اشتدت غضب الخادمة واهملت في واجباتها، إلى أن لاحظت تقربها من بائع البقالة الكائنه في البناية، ومحاولتها التحايل علي في سبيل الذهاب للبقاله الذي يأخذ منها الوقت الطويل. وبعد مراقبتي لها اخبرت زوجي بكل ما رأيت، ومنها منعها من الذهاب للبقالة".

 

تضيف أم حازم: " في احدى الأيام كان لدينا ضيوف على الغداء، وعملت على طبخ جميع أطباق الطعام، ولكن المفاجئة كانت في أن الخادمة وضعت السكر في الارز والصابون في حساء الطعام، وعند مواجهتها بذلك أنكرت وأخذت بالبكاء، ولكن لحسن الحظ كاميرا المراقبة في المطبخ كانت محتفظه بالأدلة".

أسباب هروب الخدم

 

ثمة أسباب عديدة تدفع الفئات المساعدة في الهروب؛ يقول المحامي حميد خالد، " هناك أسباب ذاتية عائده إلى طبيعة الشخص النفسية، وأسباب تتعلق بعامل اللغة والعادات والتقاليد، وطبيعة المجتمع والبيئة التي نشأت فيها الخادمة، عدا عن الفقر والرغبة في الحصول على المال، وأسباب خارجية أخرى، مثل تواطأ بعض المكاتب سواء أكانت داخلية أو خارجية، ووجود بعض الجهات التي تقوم بتسهيل هذه العملية، إضافةً إلى أسباب أخرى قد ترجع إلى الأسرة نفسها المستخدمة لهذه الفئة، سواء أكانت أسرة مواطنة أو مقيمة وترجع إلى سوء معاملة الخادمة أو عدم تحديد ساعات للعمل وما شابه ذلك ".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button