إنّ النظام الشمسيّ هو عالم مليء بالعجائب والغموض التي من الصعب أن نفهمها أحيانًا، وفيه الكثير من الظواهر السماويّة التي تدهش حتّى أكثر علماء الفلك خبرة. من العواصف الناريّة لكوكب المشتري، إلى السهول الجليديّة في كوكب بلوتو، إلى استمرار اليوم الواحد في كوكب الزهرة لأكثر من عام، وهطول المطر الماسيّ على نبتون وأورانوس. معلومات غريبة جدًا عن هذا المجال، نكشف لك عن بعضها في ما يلي، والتي ستكتشفين من خلالها أنّ النظام الشمسيّ هو حقًا عالم الغرائب!
اليوم في الزهرة يستغرق أكثر من عام!
يستمرّ اليوم الواحد على كوكب الزهرة لفترة أطول من عام، وذلك بسبب دورانه الشديد البطء حول محوره، إذ تستغرق هذه العمليّة حوالي 243 يوم أرضيّ لإكمال دورة كاملة، في حين أنّه يدور حول الشمس في حوالي 225 يوم أرضيّ. ولذا، في حين أنّه يتطلّب وقتًا أقلّ لإكمال مداره حول الشمس، دورانه البطيء يعني أنّ الوقت الذي يستغره للدوران مرّة واحدة، أي اليوم الواحد، هو أطول من الذي يستغرقه للسفر مرّة واحدة حول الشمس. كذلك، يدور هذا الكوكب في الاتّجاه المعاكس لمعظم الكواكب، الأمر الذي يؤدّي إلى شروق الشمس من جهة الغرب، وغروبها من الشرق.
العواصف الناريّة في كوكب المشتري
تعدّ العواصف الناريّة التي تحدث في كوكب المشتري، من أكثر الظواهر الجويّة دراماتيكيّة وكثافة في النظام الشمسيّ، وأشهرها، هي البقعة الحمراء العظيمة، وهي عاصفة ضخمة، أكبر من الأرض، والتي يبلغ عمرها حوالي 350 عام. تأتي هذه العاصفة على شكل إعصار هائل، وهو يتّسم بسرعة رياح تصل إلى 400 كيلومتر في الساعة، أي حوالي 250 ميل في الساعة، ويظهر فيه لون أحمر قاتم بسبب التفاعلات الكيميائيّة المعقّدة قي غلافه الجويّ المؤلَّف من أشرطة سميكة من السحب تتكون في المقام الأول من الأمونيا وبخار الماء، والتي تخلق هذه العواصف.
السهول الجليديّة في كوكب بلوتو
تُعرَف السهول الجليديّة الموجودة في كوكب بلوتو، باسم «سبوتنيك بلانيتيا» والتي تمّ اكتشافها في العام 2015، خلال مهمّة «نيو هورايزونز» التابعة لوكالة ناسا. تتكوّن هذه السهول التي تأتي على شكل قلب، من جليد النيتروجين، وتحتوي أيضًا بقعًا من جليد الميثان وأوّل أوكسيد الكربون. تتّسم هذه السهول بمساحاتها الواسعة، وبسطح أملس، وبجبالها الجليديّة الكبيرة الأمر الذي يثبت أنّها تشكّلت بفعل عمليّات جيولوجيّة مثل النشاط الجليديّ.
المريخ يحتوي أكبر بركان في النظام الشمسيّ
يحتوي كوكب المريخ جبل «أوليمبوس»، وهو أكبر بركان في النظام الشمسيّ، حيث يصل ارتفاعه إلى حوالي 13،06 ميلًا، أي 22 كيلومترًا، أي ما يقارب 3 أضعاف من ارتفاع جبل إيفرست. يبلغ قطر هذا البركان حوالي 370 ميلاً، أي 600 كيلومتر، وهو يتميّز بجوانبه العريضة والمنحدرة بلطف والتي تعدّ من سمات البراكين الدرعية، التي تشكلت من ثوران الحمم البركانية منخفضة اللزوجة والتي يمكن أن تتدفق لمسافات طويلة. ووفقًا للعلماء، فإنّ هذا البركان قد يكون ما زال نشطًا، إذ توصّلوا من خلال الدراسات إلى إثباتات بأنّ ثورات محتَمَلة حدثت فيه خلال ملايين السنين الماضية.
هطول المطر الماسيّ
يعدّ هطول المطر الماسيّ على كوكبيْ نبتون وأورانوس، من أكثر الظواهر المثيرة للاهتمام عن عالم النظام الشمسيّ، والتي يشير العلماء إلى أنّها تتكوّن بفعل الظروف القاسية داخل الغلاف الجويّ لهذيْن الكوكبيْن. فهما يتميّزان بضغوط ودرجات حرارة عالية يمكنها تحويل الكربون الموجود بكميّة كبيرة في الغلاف الجويّ لكلّ منهما، إلى ألماس. فوفقًا للخبراء، تخضع المركبّات الكربونيّة للتحوّل عندما تتعرّض للضغط والحرارة، فتتبلور لتصبح على شكل ألماسات تترسّب وتسقط مثل المطر على الكوكب.