ولدت بينيلوب شهاب وكبرت في فلسطين خلال فترة من عدم الاستقرار السياسي حين كان من الصعب على معظم الناس البقاء والعيش والحلم هناك ولكن بالنسبة لها كانت ركلة المحاولة لها للعثور على مكان أفضل للعيش وجعل أحلامها تتحقق وبدعم الاهل حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم في طب المختبرات من جامعة العلوم التطبيقية ومن بعدها أكملت دراستها العليا في علم الدم، التكنولوجيا الحيوية والمناعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن. ولحبها وشغفها في العلوم عزمت على ان تتلقى تعليمها في الخارج فحصلت على درجة الماجستير في معهد لندن في عام 2004. وبعد ذلك أكملت تعليمها في عام 2011 بحصولها على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية والتكنولوجيا الحيوية تحت إشراف البروفسور كريس لوي، مدير كلية التكنولوجيا الحيوية في جامعة كامبردج والذي اصبح لاحقا عضو في مجلس ادارة مونوجو، أول شركة مبتكرة للتكنولوجيا الحيوية في الأردن والعالم العربي.
كان الهدف من "مونوجو" البحث والتطوير في مجال الأجسام المضادة لمصل اللبن. بعد نقاش دار بينها وبين احد بدو الأردن الذي فتح عينيها على اهمية مصادر المنطقة الطبيعية التي يستخدمها ناسها للوقاية وعلاج بعض الأمراض كالسكري والسرطان الذي اصاب بينيلوبي يالفضول لمعرفة السر وراء ذلك وخصيصا بعد تشجيع البروفيسور كريس لها بالاستفادة من محيطها ومنطقتها فبدأت فعلا بدراسة حليب الجمل لتجد لاحقا بأن للجمل أجسام مضادة مميزة فعلا بحجمها النانو والقادر على تحمل الظروف الحرارية والاسيدية القاسية عكس الاجسام المضادة للكائنات الاخرى مما يجعلهم تنقلهم واختراقهم لأي نسيج سهل جدا ومما يعني تسهيل سريان اي دواء مركب منهم في مجرى دم الانسان.
وبعد عدة دراسات أجرتها عن حالة الجلد لبدو الأردن وجدت انه على الرغم انهم يغيشون في مناخ صعب وجاف الا ان طبيعة جلدهم نقية وصحية جدا فعملت على هذا الخط ايضا لتكتشف "تكنولوجيا الجمل" وبعد عدة دراسات وجهد طويل استطاعت ان تبتكر "سكنيو" مستحضر العناية بالبشرة المصنوع من حليب الجمل لعلاج مشاكل البشرة والذي يباع اليوم في 15 دولة حول العالم من بينهم الولايات المتحدة وكندا واستراليا وبعض دول الخليج عن طريق شركة تسويق رقمي مقره بريطانيا –رويال تيرابيوتيكس-
ولإيمانها الكبير بالعرب والشباب خاصة وقدرتهم على تحقيق الكثير من الانجازات العظيمة ما ان سنحت لهم الفرصة بذلك، اسست بينيلوبي في عام 2011 وشريكها التجاري سميح دروزة صندوق البحث العلمي التطبيقي وهو منظمة غير ربحية تدعم المبتكرين ورجال الأعمال في المنطقة العربية ويركزون على قطاع الرعاية الصحية والذي يدعم ويساعد من خلال تقديم برنامج التوجيه والإرشاد وبناء القدرات وتمويل المشاريع الريادية. كان هدفها ان تصنع قياديين ومبتكريين في مجال العلوم والتكنولوجيا في الأردن وان يكون لها دور بارز بتحقيق التطور وازدهار ودعم الشباب فساهمت حتى الان بدعم ثلاث نساء لبدأ مشاريعهم وشركاتهم ولازالت تطمح لدعم المزيد. كيف لا وقد تغلبت على الكثير من المعيقات في بداية مسيرتها كامرأة عربية وأم وعالمة ولديها ما يكفي من طموح لمساعدة غيرها لتحقيق احلامهم لتثبت ان العالم العربي مليئ بالمزيد والمزيد من "بينيلوبي شهاب" .