حرم فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 3 ملايين شخص حول العالم راقصي التانغو في الأرجنتين من العناق، الذي يعد جوهر الرقصة اللاتينية الساحرة.
وتستمر ممارسة التانغو بالوسائل المتاحة في بوينس أيريس، في زمن العزل، من خلال الانترنت.
ويقول الأستاذ في أكاديمية "إيستيلو إي إيليغنسيا" للتانغو جوناتان فيانويفا الذي يقدم حالياً نصائحه التقنية عبر فيسبوك، إن "العناق يمثل 100% من التانغو. ما نقوم به هو تلبية حاجة الراغبين بالتعلم وتصحيح أخطائهم. غير أن الأساس يبقى بالاتصال المباشر بين شريكي الرقص".
وأغلقت الصالات التقليدية لممارسي التانغو المعروفة باسم "ميلونغا" أبوابها إلى أجل غير مسمى منذ اعتماد تدابير الحجر المنزلي الإلزامي في سائر أنحاء الأرجنتين، ودفع ذلك بمدربي رقص كثر إلى الاستعانة بالإنترنت لتحدي الملل أو الإبقاء على بعض المداخيل.
ويقول فيانويفا إن "التانغو في استراحة خلال فترة الحجر"، مشيراً إلى أن "عدم معرفة موعد استئناف العمل والحياة الطبيعية يشكل صدمة كبيرة للمدربين".
بدوره، يصور خورحي فارغاس، وهو أيضاً مدرس تانغو، الحصص ويبثها عبر الإنترنت، مشدداً على أن "لا تانغو من دون عناق، لكن في ظل تعذر ذلك ننتقل إلى المحطة التالية وهي التفاصيل التقنية بما يعني أننا عندما سنلتقي مجددا سنركز على العناق والرقص".
وتقدم كارو بيتزو، مؤلفة كتاب "تقنيات التانغو للنساء" أيضا حصص تدريب من منزلها في بينيتو خواريس على بعد 400 كيلومتر من بوينوس أيرس. ويتابعها متدرّبون من العالم أجمع ممن يرغبون في اتقان هذه الرقصة بتفاصيلها الفنية.
من جهة أخرى، تتابع كارولينا أندوانين الحصص عبر الإنترنت مع ماريا بلاساولا وسوزانا ميلر مدرستيها في أكاديمية ميلونغيرو للتانغو في إل بيسو وسط بوينوس أيرس، مشيرة إلى أنها محظوظة بأنها تعيش مع شخص مولع بالتانغو ما يتيح لها الرقص حتى في زمن الحجر المنزلي، لكن "التوجه إلى "ميلونغا" أمر مختلف".
وأضافت أن "السحر الخاص بالوصول وملاقاة الراقصين والاستماع إلى الموسيقى في الصالة ودخول حلبة الرقص وانتظار معرفة الشخص الذي سيشاركنا الرقصة. ومع كل راقص يختلف العناق، هذا كله مفقود في الرقصات المنزلية".
تجدر الإشارة، إلى أن الأرجنتيين مولعون بالتانغو، حيث يشكل الرقص النشاط الاجتماعي الوحيد أحياناً. ويرتدي الراقصون أفضل الملابس لديهم للتوجه بها إلى ملتقيات "ميلونغا" حيث يرصد أفضل الراقصين في العالم.
(نقلاً عن RT Arabic)