يبدو أن شخصية الرجل العنكبوت او Spider Man التي ابتدعتها السينما الأمريكية، ليست خيالية كما كنا نتصور؛ إذ تَمَكّن شاب من أصول إفريقية، من إنقاذ طفل فرنسي لا يتعدى عمره 4 سنوات، من موت محقق؛ حيث كان يتدلى من شرفة منزله، وعلى وشك السقوط من ارتفاع 4 طوابق.
البطل أو "الرجل العنكبوت" كما أطلق عليه الفرنسيون "ممادو جاساما"، لم يأخذ وقتاً طويلاً في التفكير عندما رأى الطفل الصغير يتدلى من شرفة منزله، ويواجه موتاً محققاً؛ فقرر في التو تسلّق الطوابق الأربعة لإنقاذ حياته، وفي خلال نحو 30 ثانية؛ كان يمسك بالطفل بأمان تام، وسط تشجيع كبير من الحشد الذي امتلأ به الشارع؛ بحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأجاب "جاسما" ببساطة وعفوية على سؤالٍ وجّهته له صحيفة "لو باريسيان" الفرنسية، عن سبب تحمّله هذا الخطر لإنقاذ الصبي، قائلاً: "لقد فعلت ذلك لأنه طفل".
وعلى الرغم من أن طواقم الإطفاء كانت في طريقها إلى موقع الحادث؛ فإن الشاب -الذي قدِم من بلده مالي قبل 6 أشهر فقط- قرّر المخاطرة بحياته خوفاً من سقوط الطفل قبل وصول طاقم الإنقاذ.
ومنذ ذلك الحين، تَلَقّى جاساما إشادة ببطولته وشجاعته من عمدة باريس، السيدة آن هيدالجو، التي كتبت على "تويتر": "تهانينا لممادو جاساما على تصرفه الشجاع الذي ساعد في إنقاذ حياة الطفل الليلة الماضية، كان من دواعي سروري أن أتحدث معه اليوم عن طريق الهاتف لأشكره بحرارة".
ثم أعقبتها بتغريدة أخرى: "لقد أخبرني أنه قدِم من مالي قبل شهور قليلة، ويحلم ببناء حياته هنا، وقلت له إن لافتته البطولية هي مثال لجميع المواطنين، وإن مدينة باريس ستدعم جهوده للاستقرار في فرنسا".
وقال غاساما للصحافيين إنه كان يمر من أمام هذا المبنى، عندما رأى الواقعة فقرر في الحال إنقاذ الطفل.
وقالت وسائل إعلام فرنسية إن والدي الطفل لم يكونا بالمنزل وقت وقوع الحادث، بينما أكدت مصادر قضائية فرنسية أنه يتم استجواب والد الطفل من جانب الشرطة في الوقت الحالي، لتركه طفله دون مراقبة، مشيرة إلى أن الأم كانت خارج باريس في ذلك الوقت.
وقامت عمدة باريس، آن هيدالغو، بالاتصال بغاساما، لكي تشكره، واصفة إياه بأنه «الرجل العنكبوت للمنطقة رقم 18»، وهي المنطقة التي شهدت عملية الإنقاذ.
ومن جهته، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، غاساما للحضور إلى قصر الإليزيه اليوم ، حتى يشكره شخصياً.
(نقلاً عن الشرق الأوسط)
