المنطق العلمي وراء ابتسامتك!

أشرق نور الصباح يوم الأحد، لكن المنبّه لم يعمل! لقد تأخرت عن الدوام، واندفعت بين الزحام في محاولة للوصول إلى المكتب قبل رئيسك في العمل. حينها، تصاعدت داخلك وبقوة مشاعر التوتر والقلق. انسكبت بضع قطرات من القهوة في السيارة، وليس هناك مكان حولك لصف سيارتك. وبينما تسير نحو المصعد، تصادف شخصاً غريباً يقول لك بابتسامة كبيرة ودافئة "صباح الخير". ترد عليه بإيماءة وابتسامة أيضاً. يدخل آنذاك أحد الزملاء، ويبتسم ويتبادل معك بعض الكلمات. فجأة، لا يبدو صباح الأحد بعد كل ذلك بهذا السوء، فعندما تبتسم، يبتسم لك العالم.

 

يتفق القادة الروحانيون وعلماء النفس والأعصاب على أنه يمكن لابتسامة صغيرة أن تغيّرك، بل وأن تغيّر العالم من حولك. ولكن، هل سبق لك أن تساءلت عما يحدث لجسمك عندما تبتسم، ولماذا يتحرّك داخلك هذا الشعور الجيد؟ تفسّر سمية الناصر، واحدة من أبرز المدربات في مجال الحياة والإبداع بالمملكة العربية السعودية، المنطق العلمي وراء ابتسامتك:

 

تعمل الابتسامة على تنشيط عملية تحرير "البيبتيدات العصبية" للشعور الجيد، وهي جزيئات متناهية الصغر تسمح للخلايا العصبية بالتواصل فيما بينها. وهي تقوم بنقل الرسائل عبر أجزاء الجسم بأكمله عندما نشعر بالحزن أو السعادة أو الغضب. ويتم إطلاق الناقلات العصبية مثل "الدوبامين" و "الإندورفين" و "السيروتونين" في الدماغ عندما ترتسم الابتسامة على وجوهنا. وهي تسمح للجسم بالاسترخاء، وتعمل كمسكّن طبيعي للألم، وتمنحك جرعة فورية من السعادة. وفي الواقع، يتم توليف العديد من الأدوية الصيدلانية لزيادة مستويات السيروتونين في دماغك، لكن الابتسام ببساطة يمكنه أن يُحدث تأثيراً مماثلاً.

 

ويبدو أن الابتسام أكثر من مجرد انقباض عضلي لأجزاء من الوجه، وهناك أسباب أخرى لكي تبتسم أكثر اليوم وكل يوم. ليس فقط لأن الابتسام يجعلك تشعر بالرضا، ولكن يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على من حولك. ووفقاً لعالم الأعصاب الأميركي ماركو إياكوبوني، لدينا جميعاً ما يسمى بـ "الخلايا العصبية المرآتية"، والتي يتم تفعيلها عندما نقوم بفعل ما أو نشاهد شخصاً آخراً يقوم به. وعندما نرى شخصاً ما يبتسم، يزداد نشاط "الخلايا العصبية المرآتية"، والتي تعزّز بدورها من نشاطنا العصبي، وتثير فينا شعوراً يرتبط عادة بالابتسام، وهذا هو السبب في كون الابتسام أمراً معدياً بالفعل!

 

فإذا كان الابتسام جيداً لرفاهيتنا ومن حولنا، فلماذا لا يبدو أننا لا نبتسم بما فيه الكفاية؟ في المتوسط، يقول السعوديون البالغون إنهم يبتسمون حوالي 30 مرة في اليوم، وهو أمر يميل إلى أن يكون طبيعياً بين شريحة البالغين في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك يميل الأطفال في المتوسط إلى الابتسامة حوالي 400 مرة في اليوم! ومع تقدمنا في العمر، يبدو أن ابتسامتنا تتلاشى. وفي حين أننا قد لا نبتسم غالباً كما ينبغي، فإنه وفقاً للدراسة الأخيرة بتكليف من Invisalign MEA*، ينظر المقيمون في السعودية إلى الابتسامة على أنها أكثر السمات جاذبية في الشخص.

 

وتوضّح سمية الناصر: "إن الابتسام جزء رئيسي من منظومتنا اليومية للتواصل، ويعكس نوعاً مختلفاً من المشاعر التي نختبرها ونصادفها. فعندما نبتسم، لا ندرك دائماً كيف يمكن أن يؤثر ذلك في من حولنا، لكن الحقيقة هي أن الابتسام لا يزال أحد أقوى الصفات البشرية المعبّرة. عندما تبتسم، تبدو أكثر نقاوة ووداً! وتذكّر دائماً أن ابتسامة طيبة ولطيفة هي بمثابة رابط مباشر للروح، ومن خلالها يمكنك إبرام عقد ما، أو فتح فرصة جديدة، والحصول على حياة صادقة، ومشاركة الحب الحقيقي مع الآخرين. إن وجود ابتسامة طبيعية مرسومة على وجهك يمكن أن يكون له أثر كبير عندما يتعلق الأمر بالانطباع الأول الذي تتركه في نفوس الآخرين. كما أنك تساعد نفسك على تجاوز آلامك بالابتسامة، حيث تخلّصك من الطاقة السلبية في داخلك".

 

وفي حين أننا قد نفهم أهمية الابتسام، لا يشعر البعض منّا بالثقة في إظهار ابتساماتنا أمام الآخرين. وقد كشف الاستطلاع الذي أجرته Invisalign MEA*، أنه على الرغم من أن سكان المملكة العربية السعودية يتمتعون بمستويات عالية من الثقة في شكلهم الجارجي، أفاد 26% فقط منهم أن ابتسامتهم هي أكثر سماتهم الشخصية جاذبية. ونظراً لأن العديد من السعوديين يتطلعون إلى تحسين ابتسامتهم، فإنهم يتوجّهون إلى أطبائهم للأسنان من أجل مساعدتهم على الحصول على ابتسامة جميلة.

 

ويقول الدكتور حسن الغنيم، أحد أبرز أطباء الأسنان المتخصصين في المملكة العربية السعودية: "إن انتشار ثقافة الأضواء والشهرة وتصاعد الضغوط بشأن الظهور بإطلالة جيدة على وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة الطلب على الحصول على ابتسامة هوليوود الرائعة. يقصدني الكثير من المرضى متسائلين عما إذا كان بإمكانهم الحصول على حشوات خزفية خارجية كـ "حل سريع" لمظهر أسنانهم، لكنني أوصي دائماً بمحاولة تحسين ابتسامتك الطبيعية أولاً قبل أن تقرر اللجوء إلى الحشوات الخزفية الخارجية. ومع توافر أحدث تقنيات الأسنان في الأسواق، يمكنك الحصول على تلك الابتسامة الطبيعية الجميلة دون الحاجة لإجراء أي علاج جراحي للأسنان. فعلى سبيل المثال، تعتبر الأسنان غير المتناغمة أو البارزة من بين بعض المشاكل الأكثر شيوعاً في المملكة العربية السعودية، والتي يمكن علاجها باستخدام أدوات التقويم الشفافة في حوالي 60% على الأقل من الحالات".

 

وفي حين أن بعض المحظوظين يتمتعون بأسنان مستوية بشكل طبيعي، فإن الأشخاص من ذوي الأسنان غير المنتظمة لن يفقدوا نعمة الحصول على ابتسامة جميلة، والشعور بالفخر لإظهارها على وجوههم. ويمكن لأطباء الأسنان أن يساعدوا مرضاهم على تقويم أسنانهم وتحسين ابتسامتهم عبر أساليب علاجية مثل نظام Invisalign.

 

إن نظام Invisalign عبارة عن علاج تقويمي وغير مرئي، يعمل على تقويم الأسنان للبالغين واليافعين والمرضى الأصغر سناً الذين لديهم أسنان مختلطة منذ مرحلة مبكرة. ويتمتع النظام بآلية مخصّصة لتحريك الأسنان شيئاً فشيئاً، وتقويمها بلطف ودقة. وسواء كانت هناك حاجة إلى تحسين بسيط أو تعديل أكثر شمولاً، تعمل سلسلة التقويم الواضحة والمخصصة والقابلة للإزالة على تحريك الأسنان، أو تدويرها إذا لزم الأمر. ويمكن إزالة أدوات التقويم من Invisalign بسهولة، لذلك يمكنك تنظيف أسنانك بالفرشاة أو الخيوط الطبية بصورة مريحة وطبيعية. ومن الناحية الجمالية، يحد هذا أيضاً من تراكم البقع على أسنانك، حيث أنه أمر شائع مع الأقواس والدعائم المعدنية.

المزيد
back to top button