في الأشهر المقبل، سنكون على موعد مع حدث نجميّ يحدث مرّة في العمر، وهي ظاهرة فلكيّة سيتمكّن سكّان القارة الأستراليّة تحديدًا من رؤيتها بأعينهم المجرّدة، إذ من المُقَرَّر أن ينفجر زوج من النجوم يُدعى "T Coronae Borealis" ويُعرَف أيضًا باسم "Blaze Star" ليضيء سماء النصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة للمرّة الأولى منذ 80 عامًا. فهو يقع في كوكبة التاج الشماليّ التي ستكون مرئيّة في السماء الشماليّة من أستراليا وأوتياروا في نيوزيلندا خلال الأشهر المقبلة.
وعن هذا الحدث، قالت عالمة الفيزياء الفلكيّة في ملبورن، الدكتورة سارة ويب- Sarah Webb: "يمكننا التنبّؤ بالموعد المُحتَمَل لحدوث ذلك بناء على سطوع النجم بمرور الوقت، ويمكن أن يحدث ذلك في أي وقت خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى العاميْن المقبلين". وأضافت: "إنّه موجود في كوكبة كورونا بورياليس- Corona Borealis، وإذا راقبت تلك البقعة من السماء، فقد تلاحظ ظهور النجم الجديد".
ما هو هذا الانفجار النجميّ؟
خلال بداية حياتها، تحصل النجوم على الطاقة من خلال تفاعلات الاندماج النوويّ العميقة في داخل مراكزها. وفي أغلب الأحيان، يتحوّل الهيدروجين إلى هيليوم، الأمر الذي يخلق طاقة كافية للحفاظ على استقرار النجم وسطوعه لمليارات السنوات. ولكن نجم "T Coronae Borealis" قد تجاوز ذروته، وأصبح اليوم من بقايا النجوم المعروفة باسم القزم الأبيض، وتمّ إخماد نيرانه النوويّة الداخليّة، الأمر الذي سمح للجاذبيّة بضغط النجم الميت بشكل كبير. ولدى هذا النجم رفيق نجميّ أيضًا، عملاق أحمر منتفخ قد دخل سنّ الشيخوخة، ولذا، سيمسح القزم الأبيض غاز هذا العملاق، ويشكّل ما يُعرَف بالقرص التراكميّ حول النجم الميت.
تستمرّ المادة في التراكم على نجم مضغوط بالفعل إلى أقصى حدوده، الأمر الذي يؤدّي إلى ارتفاع مستمرّ في الضغط ودرجة الحرارة، فيشتعل سطحه في تفاعل نوويّ. وعندما يحدث هذا، فإنّ الطاقة المنطلقة تجعل نجم "T Coronae Borealis" يلمع أكثر سطوعًا بمقدار 1،500 مرّة من المعتاد، وهنا على الأرض، يظهر المشهد لفترة وجيزة في سماء الليل. وهكذا، يكون النجم قد طرد الغاز ويمكن أن تبدأ الدورة من جديد.