الزواج هو الخطوة الأكثر تأثيراً في حياة الفرد، وهي من أهم مشروعات الحياه، فالخسارة فيه لا تقتصر على خساره مال لكن خساره سعادته ومتعته في الحياه، لذلك لابد من التخطيط الناجح في اختيار شريك العمر، من خلال دراسة شخصيته وطرح بعض الأسئلة المصيرية التي تضمن من خلالها السعادة الزوجية الأبدية.
تقول الأخصائية الأسرية منيرة عوض: "قبل أن تقرروا الدخول في القفص الذهبي، يجب عليكم في البداية أن تسألوا أنفسكم هل أنتم مستعدون لأن تصبحوا زوجة أو زوجاً. العنوان الجديد يتطلب مسؤوليات جديدة، ويتطلب معه الحاجة إلى قدر أكبر من الاهتمام والاستثمار. هذا لا يعني أنه لا يمكنكم أن تبقوا مستقلين، ولكنكم تحتاجون إلى تقاسم ف كل شيء تقريباً مع الزوج أو الزوجة، لأنه أصيح جزءاً لا يتجزأ من حياتكم، فالمشاركة المتبادلة تساعد على بناء الثقة وتسمح بأن يكون الزواج ناجحاً، ممتعاً ومحبباً".
1- هل أنتم جاهزون للتحدي المالي؟
الزواج ليس مشروعاً تجارياً صرفياً، فهو ينطوي على نفقات مالية كثيرة، بدءاً من جفل الزفاف، ومن ثم الإنفاق على البيت، وتسديد أقساط وفواتير ثابتة كل شهر والقائمة تطول وتطول.
يجب تسوية هذه المسألة مع شريك العمر الذي تم اختياره، لكي لا تكون هناك مفاجآت غير سارة في وقت لاحق، ويفضل حساب دخلكم المشترك، ومعرفة ما إذا كنتن موظفين وتتقاضون رواتب، وإذا ما كنتم قادرين على تحمل النفقات. لأنكم في النهاية لا تريدون أن تجدوا أنفسكم تطلبون قروضاً وعليكم ديون كبيرة للبنك، ولذلك يفضل أن تستعدوا مسبقاً وإذا قررتم الزواج، فحظاً سعيداً.
2- هل تتقبلون نمط حياة شريك حياتكم؟
من الأفضل أن تنتبهوا إلى عادات شريك حياتكم رغم أنه من غير الممكن أن نعرف تماماً نمط حياة الشريك من دون العيش معاً، ولكن يمكن الحصول على فكرة من خلال المراقبة.
إذا كان لدى شريك حياتكم بعض العادات التي تثير حفيظتكم، فمن الأفضل التحدث معه حول هذا الموضوع وأن توضحوا له الأمر قبل الزواج، وإذا كنتم تشعرون بأنه لا يمكنكم تقبل أمور معينة، فربما يتعين عليكم ألا تقرروا الزواج الآن.
بشكل عام، إذا كنتم تشعرون بأن الأمور قد اختلطت عليكم، وأنكم لا تجدون إجابات على العديد من الأسئلة التي طرحت هنا، وتشعرون بأنكم مقبلون على الزواج فقط لأنه ليس لديكم خيار آخر، أو بسبب الضغط الاجتماعي، فيوصى ببساطة بعدم فعل ذلك، لأنه لا يوجد سبب للتسرع، فأنتم لستم مضطرين إلى القيام بشيء لا يناسبكم، هذه هي وصفه مؤكدة للفشل والمعاناة لكلا الزوجين.
3- هل تتشابه أفكاركما للعيش سوياً؟
كثيراً ما نجد بعض الأشخاص تستمر فترة خطوبتهما بضع سنوات، ويعيشون خلالها قصة حب رائعة، وتنتهي هذه الفترة بالزواج، ولكن تحدث المفاجأة ويأتي الطلاق بعد سنة واحدة فقط! فماذا حدث؟
يرجع السبب في ذلك إلى اختلاف توقعات كل منهما عن الآخر كزوج، ومن هنا تنشأ حالة من الغضب والإحباط والارتباك، ويبدأ كل منهما في إلقاء اللوم على الآخر.
فإذا كان لديكم وجهات نظر مختلفة عن دور كل منكما كزوج وزوجة، فينبغي عليكما التحدث في تلك المسائل أولاً وقبل الشروع في اتخاذ قرار الزواج.
الخلاصة:
إن الزواج هو أمر هام للغاية ويجب أن يأخذ على محمل الجد، فهو ليس علاقة حب فحسب، بل هو الحياة السعيدة التي تعيشينها مع زوجك، فالفرق بين السعادة والشقاء يكمن في الاستعداد والتوافق قبل الزفاف، وأن مفتاح السعادة هو الحب والتوافق والتسامح وكذلك المشاركة، مع تمنياتي للمقبلين على الزواج بحياة زوجية سعيدة.
