ما وراء الملموس

يستكشف معرض روزماري شمعون الأخير مواضيع المادية، والحضور، والتحوّل. أعمالها دعوة للغوص عميقاً في التجارب الشخصية، والتحرّر من التراكم المادي لإيجاد معنى وهدف في تناغم هادئ وسط التأمّل. تكشف ELLE Arabia عن هذه الرؤية.

 

 تقول الفنّانة المتعدّدة الإختصاصات، روزماري شمعون: "أرى أنّ المستقبل يتحوّل من التراكم المادي إلى التجارب، وقوّة العقل، والسعي وراء معنى أعمق". في حديثها عن معرضها Unbodied (غير المتجسّد) مع Foundry في دبي، تُعرب عن شغفها بـ"خلق مساحة تتشابك فيها المشاعر والروحانية" ـ وهذا ما نراه بالغ الأهمية في هذه الأوقات العصيبة التي نعيشها. من خلال استكشاف موضوعات كالمادية، والحضور، والتحوّل، تسعى الفنّانة المولودة في بيروت إلى إحياء حالة من التأمّل، والإدراك، واليقظة باستمرار، حيث تأخذ جمهورها لمواجهة ذلك التوتّر القائم بين الضعف، والهدف، والوجود، والروحانية.

وتقول: "من خلال معرضي Unbodied، آمل أن أذكّر المشاهدين بأنّ التحوّل الحقيقي يبدأ في الخفي: في اللحظات التي نتخلّى فيها عن السيطرة، وندخل في حالة من الضعف، ونسمح لأنفسنا بالسعي وراء رغبات روحنا". في المعرض، شهد الزائرون تعبيرات لونية دوامية في لوحات زيتية على قماش ومنحوتات من الألياف الزجاجية. يجذب كلّ عمل الانتباه إلى نظرة شخصيات أثيرية، حيث ترسم تدرّجات اللون الأزرق الغامقة والأحمر الداكنة دعوة غير معلنة لاكتشاف ما يكمن وراء التعبيرات. تشرح الفنّانة: "أردت أن أتعامل مع لوحة ألوان تشعرني وكأنّني في المنزل ـ شيء ناعم وحنون، مألوف ويحتضنني بهدوء. يحمل اللونان الأزرق والأحمر الغامقان الدفء والغموض، ويدعو المشاهد إلى التأمّل والتريّث". بالنسبة لشمعون، الفنّ هو نوع من التعبير يدعو إلى التأمّل. إنّ تأمّلاتها المحدّدة حول الضعف، وقدرتها على تفسيره من خلال الفنّ، هي ما يميّز عملها الفنّي. وتوضح: "الضعف، بالنسبة لي، هو المحفّز الذي يُطلق هذه الرحلة. في تلك اللحظات الهشة، نبدأ بالتساؤل، ونلتمس الإرشاد من مصدر خارج عن سيطرتنا".

لأعمال شمعون أهمية بالغة، إذ تُسلّط الضوء على الهوية والانتماء، وتدعو مشاهدي المعرض إلى تجاوز حدود الهوية، والأنا، والعالم المادي، وتضيف: "بالنسبة لي، لا ينفصل الشعور والروحانية عن تجربة الوجود الإنساني ـ فهما يُمثّلان كيفية معالجتنا للتغيير، وكيفية فهمنا لوجودنا، وكيفية انفتاحنا على التحوّل. يسعى عملي إلى إيجاد مساحة لذلك التوتّر الدقيق بين ما يُرى وما يُشعر به، بين المادي وغير المادي. في تلك المساحة الفاصلة، نصبح أكثر حيويةً وانفتاحاً".

في المستقبل القريب، تسعى شمعون إلى توسيع نطاق عملها ليشمل ثقافاتٍ ووجهات نظرٍ مختلفة، داعيةً الزائرين إلى إرشاد فنّها وتوجيه تطوّره من خلال الحوار واللقاءات. بالنسبة لها، تبقى التجارب الإنسانية المشتركة جوهر كلّ ما تُقدّمه.

المزيد
back to top button