في السنوات الأخيرة، تصدّر التدليك اللمفاوي قائمة العلاجات الجمالية والـ"ترندات" على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُروَّج له كحلّ سحري للتخلّص من احتباس الماء، محاربة السيلوليت وحتى خسارة الدهون. لكن هل هذه الوعود مبنية على حقائق علمية، أم أنّها مجرّد وهم جديد في عالم الجمال؟
ما هو التدليك اللمفاوي؟
التدليك اللمفاوي هو تقنية تستهدف تنشيط الجهاز اللمفاوي، وهو شبكة من الأوعية والغدد تعمل على تصريف السوائل الزائدة والسموم من الجسم. يقوم الممارس باستخدام حركات لطيفة ومتكرّرة باتجاه العقد اللمفاوية الرئيسية (مثل الرقبة، الإبطين والفخذين)، بهدف تحسين الدورة اللمفاوية وتقليل الانتفاخات.
الفوائد الطبية المعروفة
في الأصل، استُخدم التدليك اللمفاوي لأغراض طبية، خصوصاً عند المرضى الذين يعانون من مشكلات في الجهاز اللمفاوي مثل الوذمة أو بعد جراحات إزالة الغدد اللمفاوية. في هذه الحالات، يساعد التدليك على الحد من احتباس السوائل والتخفيف من الألم والالتهابات. لكن عند الأشخاص الأصحاء، الجسم قادر بشكل طبيعي على تصريف هذه السوائل من دون الحاجة إلى تدخّل خارجي.
التدليك اللمفاوي وخسارة الدهون
رغم الصور "قبل وبعد" المنتشرة بكثرة، فإنّ التدليك اللمفاوي لا يذيب الدهون ولا يغيّر تركيب الجسم بشكل دائم. ما يلاحظه البعض من تنحيف فوري يعود غالباً إلى تصريف السوائل الزائدة التي تسبب الانتفاخ، وليس إلى حرق فعلي للدهون. وبالتالي، فإنّ النتيجة موقّتة وتزول سريعاً ما لم تترافق مع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة.
أما في ما يتعلّق بالسيلوليت وشدّ الجلد، يمكن للتدليك اللمفاوي أن يحسّن مظهر الجلد بشكل موقت من خلال تقليل احتباس الماء وزيادة تدفق الدم، ما قد يمنح البشرة مظهراً أكثر نعومة. ومع ذلك، فهو لا يعالج السبب البنيوي للسيلوليت المرتبط بالألياف التي تشدّ الجلد نحو الداخل. لذا، يُعتبر دعماً جمالياً قصير الأمد أكثر منه علاجاً جذرياً.
التأثير النفسي
بعيداً عن الجوانب الجمالية، يمنح التدليك اللمفاوي الكثير من الأشخاص شعوراً بالراحة والاسترخاء، إلى جانب تعزيز الطاقة وتحفيز الدورة الدموية. لذلك، يمكن اعتباره طقساً من طقوس العناية الذاتية التي تساعد على التخفيف من التوتر والشعور بالخفة، حتى لو لم يكن وسيلة مباشرة لخسارة الدهون.