إن كانت مياه الصنبور لا تصلُح للشرب، فلمَ ستكون كذلك للوجه؟ في الحقيقة، هي تقلّل من فعاليّة الغسول الذي تستخدمينه، حتّى وإن كان بتركيبة قويّة تزيل كلّ الأوساخ والترسّبات المتراكمة على الوجه. فمن الصعب معرفة المصدر الأساسيّ لها، وعمّا إذا كانت الصنابير التي تمرّ بها نظيفة، وحتّى المياه نفسها قد تكون ملوّثة، الأمر الذي يحعل تأثيرها على الجلد سيّئًا. اقرئي الأسطر التالية، وبعدها، لن تقدمي مجدّدًا على غسل وجهك بها، إنّما ستحرصين على إضافة الأداة المنقيّة إلى الصنبور، أو على استخدام مياه الشرب.
تأثير مياه الصنبور على بشرة الوجه
تؤثّر الكثير من العوامر المرتبطة بالمياه على البشرة، وأبرزها درجة الحموضة، والحرارة، ومدى نقاوتها، إضافة إلى المعادن التي إن كانت موجودة فيها بنسبة عالية، تعطّل الحاجز الوقائيّ الذي يحمي البشرة من العوامل الخارجيّة، وتزيل الزيوت الطبيعيّة التي تفرزها، الأمر الذي يجعلها جافّة وحسّاسة أكثر. كذلك، هي تسدّ المسام مؤديّة إلى توسّعها، وبالتالي إلى ظهور البثور وحبّ الشباب، وهي تتلف أيضًا الجذور الحرّة، وتقلّل نسبة إنتاج الكولاجين، الأمر الذي يسرّع شيخوخة الجلد، حيث تظهر الهطوط الدقيقة والتجاعيد في وقت مبكر.
وإن كانت درجة حموضة الماء مختلفة كثيرًا عن تلك الموجودة في الجلد، فهي تترك آثارًا سلبيّة تختلف وفقًا لنوعيّة البشرة. وأمّا العامل الأكثر أهميّة، فهو درجة الحرارة، إذ تتسبّب المياه الساخنة جدًّا بجفاف الجلد وتلفه، لذا، من المهم أن يتمّ استخدام الباردة أو الفاترة جدًّا.
أكثر مكوّنات مياه الصنبور ضررًا بالبشرة
تحتوي مياه الصنبور الكثير من المكوّنات التي تقتل صحّة البشرة، وأهمّها:
- الملوّثات: بما أنّ مياه الصنبور ليست معقّمة، فمن الممكن أن تحتوي الكثير من الملوّثات البكتيريّة، والتي تتسبّب بأضرار عند ملامستها مع الجلد، خصوصًا في حال وجود حبّ الشباب والتي قد تكثُر بسبب ذلك، وتترافق مع التهابات.
- الكلور والكلورامينات: في الكثير من الدول، يتمّ تنظيف الصنابير بمواد معقّمة، والتي قد تحتوي الكلور والكلورامينات، وهما مكوّنيْن يجرّدان البشرة من زيوتها الطبيعيّة، ما يسبّب حساسيّتها واحمرارها، وخصوصًا لدى من يعانون من حالات جلديّة مثل الإكزيما أو الصدفيّة.
- المعادن الثقيلة: تنوجد في مياه الصنابير، أنواعًا مختلفة من المعادن، مثل الرصاص والنحاس والزئبق، وخصوصًا في تلك التي تمرّ عبر أنابيب قديمة، وهي تعدّ خطيرة جدًّا على الجلد.
هل يجب غسل الوجه بمياه الشرب؟
تحتوي مياه الشرب درجة حموضة أقلّ من التي تكون نسبتها عالية في مياه الصنبور، ما يجعلها مناسبة لغسل الوجه، إنّما مع الحرص على مراعاة المعايير البيئيّة مثل الضرر البيئيّ للبلاستيك. ولكن، هذا لا يعني إنّها وحدها المثاليّة، بل يمكن جعل مياه الصنبور خيارًا مناسبًا أيضًا، من خلال وضع فلاتر أو أجهزة لتنقية المياه التي تختلف وفقًا للبيئة التي تعيشين فيها، وإن لاحظت أي تدهور في بشرتك، فالأفضل أن تستخدمي تلك المخصّصة للشرب.