يُعدّ تغيّر درجات الحرارة السبب الأساسي وراء الإصابات المفاجئة بالأمراض. إذ تؤثر التغيرات المناخية على استجابة جهاز المناعة للفيروسات الموسمية، حيث أظهرت الدراسات أن انخفاض درجات الحرارة قليلاً يضعف بعض البروتينات الحيوية في جهاز المناعة، ما يسمح للفيروسات بالتكاثر بسرعة داخل الجهاز التنفسي. إضافة إلى ذلك، تعيش فيروسات الإنفلونزا وتنتشر بشكل أسرع خلال الفصول الباردة.
متى يبدأ موسم الإنفلونزا؟
على الرغم من أن فيروس الإنفلونزا موجود طوال العام، هناك فترات يزداد فيها نشاط الفيروس. يبدأ موسم الإنفلونزا غالباً مع انخفاض درجات الحرارة، خصوصاً في بداية فصل الخريف والشتاء. لا توجد تواريخ محدّدة لبدء الموسم، لكنه عادةً يبدأ في أكتوبر ويصل إلى ذروته بين ديسمبر وفبراير.
أسباب زيادة الإصابة بالإنفلونزا عند تبدّل الفصول
مع بداية تغيّر الطقس، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة. هناك عدّة عوامل تؤثر على ذلك:
1-تغيّر الطقس
درجات الحرارة المنخفضة تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة. إذ تنتشر فيروسات مثل فيروس الرينوفيروس والإنفلونزا بسرعة أكبر في الجو البارد والجاف. الهواء البارد والجاف يجفف الأغشية المخاطية في الأنف والفم، والتي تعمل كخط الدفاع الأول ضد الفيروسات، مما يسهل دخولها إلى الجسم. كما أن استنشاق الهواء البارد يسبب تضيّق الأوعية الدموية، فيصبح وصول خلايا الدم البيضاء إلى الأغشية المخاطية أصعب، مما يقلّل قدرة الجسم على مكافحة العدوى.
2- ضعف المناعة
مع انخفاض درجات الحرارة، يقضي الناس وقتاً أطول داخل المنازل، ما يقلّل من قدرة الجسم على إنتاج فيتامين D الضروري لتقوية المناعة، نتيجة انخفاض التعرض لأشعة الشمس. ونقص فيتامين D يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
3- الاختلاط بالآخرين
يجعلنا الطقس البارد نمضي وقتاً أطول في الأماكن المغلقة مع الآخرين، ما يسهل انتشار الفيروسات. كما أن الهواء في الداخل قد يكون جافاً أو سيئ التهوية، مما يوفر بيئة مناسبة لتكاثر الفيروسات.
طريقة الوقاية من الإنفلونزا الموسمية
- الحصول على التطعيم: تعتبر لقاحات الإنفلونزا الطريقة الأكثر فعالية لتقليل شدة المرض. يُنصح بالحصول على اللقاح في بداية الموسم، إذ يحتاج الجسم حوالي أسبوعين ليكتسب المناعة الكافية.
- تقوية جهاز المناعة: الحفاظ على النشاط البدني وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، خصوصاً فيتامين D، يساعد على تعزيز قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات. كما أن النوم الجيد ضروري لتقوية جهاز المناعة.
- الالتزام بالنظافة الشخصية: غسل اليدين باستمرار، تجنّب لمس الوجه، ارتداء الكمامة عند الضرورة، والحفاظ على تهوية المنزل، إضافة إلى استخدام أجهزة ترطيب الهواء أو منقّي هواء مجهز بفلتر HEPA، كلها خطوات تساعد على تقليل خطر الإصابة.