لقاء مع ناقد الموضة أسامة الشابي
أسامة يرتدي معطفاً من Loewe وحقيبة من Chanel

 

أسامة الشابي ليس ناقد أزياء تقليدياً. فقد أصبح مصمّم الأزياء التونسي الفرنسي، المقيم حالياً في دبي، صوتاً بارزاً في عالم نقد الموضة بفضل ذكائه الحاد، ومعرفته العميقة بالصناعة، وموهبته في التواصل مع الجماهير عبر المشهد الرقمي.

بعد أن عمل مع علامات تجارية شهيرة مثل Amina Muaddi، و Chanel، و Prada، و Jacquemus، اكتسب الشابي شهرة واسعة بفضل قدرته على تحويل عروض الأزياء إلى تعليقات ثاقبة وجذّابة. يقول أسامة: "نهجي في الوسائط الرقمية ورواية القصص متجذّر بعمق في ابتكار صيغ تُشرك الجمهور، وتقدّم له تجربة إنسانية حقيقية ـ وهو أمر غالباً ما يفتقر إليه عالم الموضة". ويضيف: "يحتاج البشر إلى بشر، ويستمدّون الإلهام من الذين يتفاعلون معهم".

 

بدأت رحلة الشابي في عالم الموضة عام ٢٠١٨ بعد فترة قصيرة قضاها في العلاقات العامة. وبما أنّه يحمل شهادة في اللغات التطبيقية والجغرافيا السياسية، لم يكن خرّيجاً عادياً من كليات الموضة. ولكن مع بدء تنسيق جلسات التصوير التحريرية والحملات الإعلانية، برزت لديه رؤى تحليلية عميقة، ممّا ساعده على التميّز في هذا المجال.

 

عندما ضربت الجائحة العالم وتحوّل عالم الموضة إلى العالم الرقمي، رأى أسامة فرصة سانحة. يقول: "عندما أصبح كلّ شيء رقمياً، أدركت أنّه لا يمكن لأحد أن يسلب أفكاري. كان الجميع يتابع أسبوع الموضة من نفس المنظور، عبر البثّ المباشر". كان هذا الإدراك محورياً بالنسبة للشابي، ممّا أشعل شرارة خوضه غمار نقد الموضة من خلال منصّة "Review by Osa" على إنستغرام. سرعان ما أصبح هذا النهج مفضّلاً لدى المهتمين بالموضة، ممّا سمح له بمشاركة أفكاره حول مجموعات عروض الأزياء بروح الدّعابة والرؤية الثاقبة والوضوح.

وسرعان ما جذبت مراجعات الشابي وتعليقاته الإلكترونية انتباه دور أزياء كبرى مثل Louis Vuitton و Jacquemus و Chanel. لكنّه لم يتوقّف عند هذا الحدّ. بعد نجاحه في المراجعات، سعى إلى توسيع منصّته لتشمل مجالاً أكثر تفاعلية. أدّى ذلك إلى انطلاقته الأولى: مقابلة شخصية مع Haider Ackermann، المصمّم الضيف آنذاك لأزياء Jean Paul Gaultier Haute Couture. يتذكّر أسامة: "سألني Haider عن وظيفتي. قلت له: أعتقد أنّني أصبحتُ رسمياً صحفي أزياء بعد هذه المقابلة".

كانت تلك المقابلة الأولى مع Ackermann بمثابة بداية سلسلة لقاءاته المؤسّسية Institutional Sit-Downs، حيث يُجري أسامة مقابلات مع شخصيات بارزة في صناعة الأزياء، من بينهم Kris Van Assche، و Amina Muaddi، و Michèle Lamy، و Glenn Martens. هذه الحوارات، التي أشعلها إعجاب الشابي بالحرفيّة واحترامه العميق لتاريخ هذه الصناعة، أتاحت لجمهوره رؤىً نادرة عن عقول أولئك الذين يُشكّلون مستقبل الموضة.

يقول أسامة: "كنت أشاهد عروض الأزياء بدهشة، بإعجاب واحترام مطلقين لهذه الشخصيات ـ لم أتخيّل يوماً أن تُتاح لي فرصة التحدّث معهم، ناهيك عن التحدّث أمام الكاميرا". ويضيف: "هذه الحوارات تُمثّل تكريماً للأصوات المؤسّسية التي شكّلت شغفي بالموضة في طفولتي".

 

لكن رحلة أسامة لم تقتصر على الماضي فحسب، بل امتدّت إلى المستقبل. مشروعه الأخير، "أصدقاء وأصوات"، هو نموذج مبتكر للمقابلات مصمّم للعصر الرقمي. بخلاف جلساته المؤسّسية الأطول والأكثر تعمّقاً، يقدّم "أصدقاء وأصوات" مقابلات سريعة مع ملاحظات صوتية، مُعدّلة إلى مقاطع فيديو إنستغرامية جذّابة بصرياً. يوضح قائلًا: "هذه السلسلة بمثابة تكريم للأصدقاء والأصوات التي تُعرّف هذه الصناعة، إنّها احتفال بهؤلاء الأفراد".

 

استضاف الموسم الأول من "أصدقاء وأصوات" مجموعة رائعة من الشخصيات البارزة في عالم الموضة، من بينهم إيمان همام، وفريدة خلفة، ونورا عتال ويشهد البرنامج نموّاً متزايداً، مع ضيوف قادمين، من بينهم Arnaud Vaillant و Sébastien Meyer من Coperni و Stefano Pilati، ومغنّي الراب الأميركي Kid Cudi.

إلى جانب حضوره الرقمي، يزداد الطلب على أسامة لخبرته في صناعة الأزياء. تولّى أدواراً استشارية مع علامات تجارية مثل The Frankie Shop و Duha، كما اختير لإدارة حوارات في فعاليات متخصّصة، مثل BoF Crossroads في دبي. يقول عن فترة عمله التي استمرّت ثلاث سنوات مع 

Farfetch: "لقد مكّنتني فترة عملي في Farfetch من فهم عالم الأزياء الفاخرة ومنظومة تجارة التجزئة الخاصة به بوتيرة متسارعة. لقد منحتني رؤى ثاقبة حول المنطقة، ونظرتها الخارجية، والجوانب العالمية الخفية التي كانت غائبة هنا".

 

-----------------

تصوير: __Moz @moz

المزيد
back to top button