لانا نصّار: "فلسفتي تقوم على مخاطبة صوت المرأة الداخلي"

من ذكرى يدَي جدّتها المزيّنتين بالخواتم، وولعها بالشعر، إلى ابتكار قطع مجوهرات تنبض بالإحساس والمعنى، تنسج مصمّمة المجوهرات ومؤسسة "أتولييه ليا" لانا نصّار حكايتها الخاصة. مجوهراتها ليست مجرّد إكسسوارات للزينة، بل مرآة لهوية المرأة وامتداد لعلاقتها بذاتها، بجذورها، وبالقصائد التي تُلهمها.
في هذه المقابلة، تكشف لنا لانا عن بدايات الشغف، وعن الفلسفة التي تقف خلف كل قطعة، كما تحدّثنا عن الجذور اللبنانية الراسخة، والخطوات المقبلة نحو العالمية.

 

كان لجدتكِ تأثير كبير على شغفكِ بالمجوهرات. كيف ساهم ذلك في رسم ملامح رحلتكِ؟

كانت جدّتي سيّدة أنيقة وجميلة للغاية، وأكثر ما أذكره هو يداها الناعمتان. كانت أصابعها طويلة وتتميّز بعناية فائقة، وكانت تضع أجمل الخواتم. لم تكن تخرج من منزلها دون أن تتزيّن بالمجوهرات، وكانت تتمتّع برشاقة لا مثيل لها. هذه الصورة تحديداً هي ما يحضر في ذهني كلّما ابتكرتُ قطعة جديدة.

 

"أتولييه ليا" عصري عتيق. ماذا يعني لكِ ذلك، وكيف تمزجين بين سحر الماضي والأسلوب العصري؟

عندما بدأتُ تصميم المجوهرات، كان هدفي ابتكار قطع خالدة يمكن ارتداؤها اليوم، كما كان من الممكن ارتداؤها قبل عقد من الزمن، وستظلّ جميلة وعصرية بعد عشرين عاماً. لهذا السبب أطلقت على علامتي اسم Modern Vintage أو "عصري عتيق". هناك روح في التصاميم تربط المرأة بالقطعة، وفلسفتي في التصميم تقوم على مخاطبة صوت المرأة الداخلي، لا على مجاراة الصيحات. "أتولييه ليا" هي مجوهرات يمكن أن تورثيها لابنتكِ يوماً ما.


بما أن تصاميمكِ مستوحاة من القصائد أو الاقتباسات، كيف تُحوّلين هذه الكلمات إلى قطع مجوهرات؟

أعشق الشعر، ولطالما كتبته بنفسي. عندما يتعلّق الأمر بالربط بين قطعة وقصيدة، تكون التجربة سلسة للغاية. أحياناً أبدأ بالقصيدة ثم أصمّم القطعة بناءً على كلماتها، وأحياناً أخرى تكون صورة التصميم واضحة في ذهني، فأبحث عن قصيدة تُكملها. وشاعري المفضل هو جلال الدين الرومي، فهناك شيء حقيقي وساحر في كلماته يُلهمني دائماً.

 

ما الشعور أو الرسالة التي ترغبين أن تحملها المرأة التي تضع مجوهراتكِ؟

تشعر امرأة "أتولييه ليا" بالتمكين والتواصل والأناقة حين تضع قطعي. كل تصميم يحمل قصة، ويُشكّل رمزاً للمعنى والتمكين، ويشجّع من ترتديه على المضيّ في طريقها بنورها الخاص.

 

لماذا اخترتِ تصميم جميع قطعكِ في لبنان؟ وكيف تؤثر خلفيتكِ اللبنانية على أعمالكِ؟

كوني من أصل لبناني، أعتقد أن قلب علامتي التجارية ينبض في بيروت، حيث تُصنَع جميع قطعي. "الأتولييه" هو مشروع عائلي يضمّ صائغي مجوهرات بارعين من الجيل الثالث، أتقنوا فنّ الحرفة عبر السنين. عملنا معاً منذ طفولتي، وبنينا علاقة متينة قوامها الثقة والاحترام المتبادلين.

 

ما هي مشاريع "أتولييه ليا" المستقبلية؟

أرى أن لا حدود لإبداع "أتولييه ليا". فهو، وإن كان متأصّلاً بعمق في تراثي العربي، أصبح متاحاً عالمياً. هدفي هو مواصلة التوسّع، وتعزيز حضوره في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب خطة نموه العالمية. في سبتمبر المقبل، سأشارك للمرة الخامسة في أسبوع الموضة في باريس، وسأطلق مجموعتي الجديدة "مرايا الروح" وأتشوّق لرؤية تفاعل المشترين والعملاء!

المزيد
back to top button