يقول المثل: «وعاء الزجاج لا يمكن إصلاحه ليعود كما كان، بعد كسره»، وهو يجسّد في العادة الثقة التي تجمع بين اثنيْن، بحيث يستحيل وجودها من جديد في حال حدث ما تسبّب بتدميرها. فإن انكسرت الثقة بين شخصين، سواء بسبب خيانة، أو كذب، أو خذلان، لا يسهل إصلاح الأمر، بل إنّ الشخص الذي انهدمت ثقته بالآخر يشعر بأنّه يعيش صراعًا في عالم كان يعتقد سابقًا أنّه قويّ. وعلى قدر ما يبدو إعادة الثقة صعبًا، يمكنك أن تجعليها غير مستحيلة، وإن ظلّت الشقوق موجودة بين القطع المحطّمة، بحيث إن أتقنت التعامل مع الأمر بذكاء، ستجعلينها تتلاشى مع الوقت، وتعيدي الأمور إلى مجاريها بينك وبين الشخص الذي انكسرت ثقته بك. فكيف تنجحين بذلك؟
1- الاعتراف بالخطأ
قبل أن تبدئي باتّخاذ أي خطوة ضمن محاولاتك لإعادة بناء ثقة شخص ما بك، عليك أن تعترفي له بخطأك، ومن دون أن تكذبي أبدًا، إنّما قولي الحقيقة حتّى ولو كانت قاسية. توقّعي أن يرفض الطرف الآخر سماعك، ولكن لا تنسي أنّ هذا التصرّف متوقّعًا منه، ولذا، الحريّ بك أن تعطيه بعض الوقت في حال رفض سماعك في المرّة الأولى. إنّ الاعتراف بالخطأ هو خطوة مهمّة لإعادة بناء الثقة، ولا يجب أن تتصرّفي وكأنّك تبرّري ما قمت به، فالخطأ يبقى خطأ في النهاية.
2- الشفافية
رغم أن التحدّث بشفافيّة وصراحة يبدو أمرًا صعبًا، إلّا أنّ هذا ما عليك القيام به إن كنت جادّة في إصلاح الأمور. وهذا لا يعني أنّه عليك أن تعيدي ما قلته سابقًا مرارًا، والتكلّم بالتفاصيل عمّا حدث، إنّما اختصار الوضوع، وترك الحريّة للطرف الآهر بتوجيه الأسئلة إليك لتجيبي عليها بكلّ صراحة. هذه الخطوة تُظهر أنّك منفتحة، وتستحقّين أن تعطَي فرصة أخرى لتعيدي بناء ما حطّمته.
3- الصبر والتفاهم
عليك أن تكوني على يقين بأنّ إعادة بناء ثقة شخص ما بكِ لن تتمّ بسرعة، إنّما سيتطلّب الأمر وقتًا عليك أن تكوني خلاله واضحة وصريحة بكلّ ما تقومين به. فالشخص المخدوع يحتاج إلى الوقت للتغلّب على جرحه، وعليك أن تتحلّي بالصبر ليحدث ذلك، حيث ستشعرين في بعض الأيّام أنّ الثقة بدأت تُستعاد، وفي أخرى أنّها انهدمت من جديد. تقبّلي الأمر، ومع الأيّام، تصرّفاتك الواعية وصراحتك هي ما سيساعد الشخص الآخر على استعادة ثقته بك.
4- تقبّل قراره
مع مرور الوقت، سيتّخذ الطرف الآخر قراره بشأن مسامحته لك أم لا، وذلك ينطبق على شخصيّته وطريقة تفكيره. إن قرّر مسامحتك، وأعطاك فرصة أخرى، عليك أن تقدّري ذلك، وتمتنعي عن القيام بأي أمر يزعزع ثقته بك، وإن قرّر العكس، فعليك أن تحترمي قراره، وتنسحبي من حياته بهدوء.
5- بدء حياة جديدة
بعد قرار الطرف الآخر، عليك أن تدركي أن الثقة التي أعطاك إيّاها لن تكون كما كانت في البداية، ولكن هذا لا يعني أنّ العلاقة محكوم عليها بالفشل. بل عليك أن تتعلّمي من الأخطاء التي أودت إلى ذلك، وأن تعيدي قدر الإمكان إصلاحها، حيث ستبدئين رحلة جديدة مع شخص قد تزعزعت ثقته بك سابقًا. وإن كان قراره عدم إعطاءك فرصة أخرى، فسيتوجّب عليك المضي قدمًا.