كشف لغز غامض قرب سفينة التايتانيك

بعد محاولات مستمرة فاق عددها ال30، وبعد رحلات متكررة تخللها عمليات غطس حتى حطام سفينة تايتانيك، تمكن الغطاس بول هنري نارجوليه في عام 1998، من سماع صوت سونار غامض رصد بالقرب من موقع الحطام.

 

وفي العقود التي تلت ذلك، لم يتمكن أحد من تحديد ماهية النقطة الضوئية، سواء كانت حطام سفينة أخرى، أو نوعا من السمات الجيولوجية، أو أي شيء جديد تماما لكن في العام 2022 تم حل اللغز الذي بقي يشغل كثر.

 

وفي التفاصيل، ان نارجوليه قام برحلة استكشافية في وقت سابق من العام 2022 إلى حطام سفينة تايتانيك ، نجح خلالها مع زملائه بتوثيق الشعاب المرجانية العميقة المليئة بالحياة البحرية، على عمق حوالي 2900 متر (9514 قدما) تحت السطح.

 

وفي هذا السياق قال نارجوليه: "لم نكن نعرف ما الذي سنكتشفه. على السونار، يمكن أن يكون هذا عددا من الأشياء بما في ذلك احتمال أن تكون حطاما لسفينة أخرى. واضاف: كنت أبحث عن فرصة لاستكشاف هذا الجسم الكبير الذي ظهر على السونار منذ فترة طويلة. كان من الرائع استكشاف هذه المنطقة والعثور على هذا التكوين البركاني الرائع الذي يعج بالكثير من الحياة".

وقد لاحظ الباحثون الإسفنج والشعاب المرجانية والأسماك والكركند، وأكثر من ذلك على قمة سلسلة جبال البازلت، والتي سميت مؤقتا باسم Nargeolet-Fanning Ridge.

 

وفيما سيستغرق الأمر بعض الوقت للبحث في جميع الصور ومقاطع الفيديو من أحدث عملية غوص، فإن الفريق حريص على نشر النتائج التي توصلوا إليها مع علماء آخرين لتحسين معرفتنا بالحياة في أعماق البحار.

وتهدف إحدى طرق التحقيق المثيرة للاهتمام إلى تحديد كيفية اختلاف أنواع الحياة وتركيز الكائنات الحية وتكوين النظام البيئي العام بين Nargeolet-Fanning Ridge وحطام السفينة الشهير الذي يقع بالقرب منه.

 

وفي هذا الاطار قال عالم البحار وكبير علماء الرحلات الاستكشافية ستيف روس من جامعة نورث كارولينا: "ستساعدنا أوجه التشابه والاختلاف في فهم بيئات أعماق البحار لدينا بشكل أفضل".

 

وقد جمع الباحثون أيضا العديد من عينات المياه التي يمكن إجراؤها من خلال عمليات تحليل الحمض النووي البيئية لمعرفة المزيد عن الأنواع التي نتعامل معها على هذه الحافة المكتشفة حديثا.

 

وسيتم أيضا استخدام نماذج الكمبيوتر لمعرفة كيفية بقاء الحياة في مكانها: وهذا يربط بين جهود العلماء المستمرة لمعرفة المزيد حول كيفية تمكن الإسفنج والشعاب المرجانية من الانتشار على نطاق واسع عبر المحيط.

 

ومن شأن كل هذه الامور،ان تلعب دورا في البحث المستمر عن كيفية تأثير تغير المناخ على المحيطات أيضا، وكيف يمكن لهذه النظم البيئية الحساسة أن تتكيف وتكون قادرة على البقاء مع ارتفاع درجة حرارة المياه.

وتعليقا على هذه التطورات قال عالم الأحياء البحرية موراي روبرتس من جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة: "نحتاج إلى تشارك هذه المعلومات مع المجتمع العلمي وصانعي السياسات للتأكد من أن هذه النظم البيئية الضعيفة تحصل على الاهتمام والحماية المناسبين اللذين تستحقهما".

المزيد
back to top button