قهوة أم شاي؟ أيهما أكثر صحة للجسم

 

في حياتنا اليومية، سواء في المنزل أو أثناء العمل، نجد دائماً من يفضل فنجان القهوة وآخرين لا يبدأ يومهم دون كوب من الشاي. ويستمر الجدل منذ سنوات حول أيهما الأكثر انتشاراً في العالم: هل هو الشاي الذي يُقدّم مع وجبات متنوعة في ثقافات عديدة؟ أم القهوة التي أصبحت رمزاً للطاقة والنشاط في مختلف المجتمعات؟

 

مشروبان بفوائد صحية

أظهرت أبحاث متعددة أن محبي الشاي والقهوة قد يتمتعون بفوائد صحية معينة مقارنة بمن لا يستهلكون أيًّا منهما. لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات ذات طبيعة رصدية، أي أنها تُظهر ارتباطاً ولا تثبت سبباً مباشراً. ومع ذلك، يرى العلماء أن مكوّن الكافيين يلعب دوراً رئيسياً في تفسير تلك الفوائد، إذ ركزت معظم الدراسات عليه أكثر من أي عنصر آخر في المشروبين.

 

الكافيين ودوره في التركيز

أثبتت الأبحاث أن الكافيين يساعد على زيادة اليقظة وتحسين الانتباه، كما يساهم في تقليل الشعور بالتعب. ويمكن أن يعزز الأداء البدني أيضاً من خلال رفع مستويات هرمونات الطاقة في الجسم وتحفيز عملية الأيض. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون للكافيين تأثير إيجابي على المزاج العام.

 

القهوة ومحتواها من الكافيين

تحتوي القهوة عادةً كمية أعلى من الكافيين مقارنة بالشاي، ولهذا يلجأ إليها الكثيرون كمشروب صباحي يمنحهم دفعة من النشاط. إذ يحتوي كوب القهوة المتوسط على نحو 80 إلى 100 ملغم من الكافيين.

 

الشاي ومحتواه من الكافيين

تختلف كمية الكافيين في الشاي تبعاً لنوعه. فالشاي الأسود يحتوي على أعلى نسبة تتراوح بين 40 و70 ملغم لكل كوب (8 أونصات)، في حين تقل هذه الكمية في الأنواع الأخرى مثل الشاي الأخضر أو الأبيض، بينما تحتوي معظم أنواع شاي الأعشاب على كميات ضئيلة أو معدومة من الكافيين.

 

عندما يتحول الكافيين إلى عبء

يُعد استهلاك ما يصل إلى 400 ملغم من الكافيين يومياً آمناً لمعظم الأشخاص، وتشير الدراسات إلى أن 300 ملغم يومياً تُعد الكمية المثالية لتحقيق فوائده الصحية. ومع ذلك، يمكن حتى للكميات الصغيرة أن تسبب القلق أو اضطراب النوم لبعض الأفراد الحساسين للكافيين.

 

مضادات الأكسدة في القهوة والشاي

كلا المشروبين غنيّ بمضادات الأكسدة، ولا سيما مركبات البوليفينول التي تعمل على مقاومة الالتهابات وتقليل أضرار الجذور الحرة في الجسم. ويُعرف الشاي الأخضر والأسود باحتوائهما على نسب مرتفعة من هذه المركبات، تكاد تضاهي تلك الموجودة في القهوة، مما يجعل كليهما مشروبين مفيدين للصحة العامة.

 

أبرز الفوائد الصحية

ترتبط القهوة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني وأمراض الكبد والاكتئاب، بل وقد تسهم في إبطاء التدهور الإدراكي مع التقدم في السن. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول القهوة بانتظام قد يرتبط بعمر أطول. أما الشاي، ففوائده تختلف تبعاً لأنواعه، لكن دراسة نُشرت في سبتمبر 2024 في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي أظهرت أن تناول 200 إلى 300 ملغم من القهوة أو الشاي المحتويين على الكافيين يومياً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري وأمراض الشرايين والسكتات الدماغية.

المزيد
back to top button