على الأرجح أنّكِ لم تسمعي من قبل باسم René Caovilla، لكن ربما رأيتِ حذاء الأفعى المميّز من توقيع مصمّم الأحذية الإيطالي ملتفاً حول كاحل عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد، أو عارضة الأزياء جوان سمولز، أو ريهانا التي تألّقت بحذاء صُمّم خصيصاً لها يصل طوله إلى فخذيها.

 

 

تربّع صندل Nudist من علامة "ستيوارت ويتزمان" Stuart Weitzman على عرش السجادة الحمراء لسنوات، لكن يبدو أنّ حذاء الأفعى، المعروف بـCleo، للمصمّم "كاوڤيلا" سيُطيح به. يلمع نجم الصندل البرّاق، لا بل الصارخ بأحجاره المتلألئة، فيما يخفت نجم أسلوب "المينيمالية"، أي بساطة التصميم، الذي ساد في المواسم الأخيرة. في وقت تشهد فيه دار "غوتشي" Gucci نجاحاً غير مسبوق تحت إشراف المدير الإبداعي "أليساندرو ميشيل"، تجد العلامات شأن "كاوڤيلا" فرصة لتشقّ طريقها نحو النجومية.

 

الملفت في حذاء "كاوڤيلا" الذي يلتفّ حول الساق كالأفعى أنّ النجمة التي تختاره تحرص على أن يظهر على السجادة الحمراء وفي الصور، على عكس العادة، إذ غالباً ما تختفي الأحذية تحت الفساتين. بالفعل، يتمنّى الوكلاء الإعلاميون لدُور الأحذية أن ينهمر المطر على السجادة الحمراء كي تضطر النجمة إلى رفع حافة فستانها عن الأرض لئلا يتبلّل، وبذلك تكشف عن الحذاء الذي ترتديه فيُصبح حديث الناس. المسألة مختلفة مع حذاء Cleo، فالنجمة التي ترتديه تحرص على اختيار فستان مع فتحة جانبية عالية أو فستان قصير كي تتباهى بالحذاء أمام الكاميرات.

 

قد يخال لنا أنّ حذاء Cleo اشتهر بين ليلة وضحاها، لكن الواقع غير ذلك. النجاح لا يأتي وليدة الصدفة. تعمل شركة "رينيه كاوڤيلا" في مجال صناعة الأحذية منذ 100 عام. قصدتُ مصنع "كاوڤيلا" في ضواحي البندقية وتحدّثت إلى "إدواردو كاوڤيلا"، المدير الإبداعي الحالي للعلامة، كي أتعرّف إلى تاريخ هذا الحذاء.

 

 

قصّة نجاح بدأت قبل 100 عام

 

بدأت عائلة "كاوڤيلا" بصناعة الأحذية في بلدة Fiesso D'Artico الصناعية في ضواحي البندقية منذ قرابة المئة عام. يتولّى اليوم "إدواردو كاوڤيلا" الإدارة الإبداعية للعلامة (ويشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي)، فيما لا يزال والده "رينيه كاوڤيلا" رئيس العلامة التي تحمل اسمه. مؤسّس الشركة كان جدّ إدواردو، ولا يزال الأرشيف يتباهى بأحذية تحمل توقيعه.

يضمّ الأرشيف، الذي يظهر من خلف جدار مكسوّ بالمرايا يمكن فتحه بواسطة جهاز تحكّم عن بُعد، أحذية صمّمتها العائلة لـفالنتينو غارافاني وكارل لاغيرفيلد في "شانيل" Chanel. (علماً أنّ الشركة لم تَعُد تُصمّم الأحذية لعلامات أخرى). ويلفت "كاوڤيلا" أيضاً إلى أنّ العلامة كانت أول من صنّع حذاء بنعل أحمر، قبل النعل الذي اشتهرت به علامة "لوبوتان" Louboutin، في الستينيات من القرن الماضي. أمّا اليوم، فتعتمد "كاوڤيلا" نعلاً برّاقاً.

 

 

مصدر الوحي

 

يستمدّ حذاء Cleo الإلهام من التاريخ، إذ صمّمه "رينيه" عام 1969، وتميّز بشريط مميّز حول الكاحل مستوحى من الأساور الرومانية التي تلتفّ حول الذراع كالأفعى والتي سادت في القرن الأول قبل الميلاد.

 

 

عُرض الحذاء عام 1975 في متحف الفنّ الحديث في نيويورك، وبات اليوم من بين الطرازات الأفضل مبيعاً للعلامة.

سرّ المهنة

 

يحبّ "إدواردو كاوڤيلا" أن يُقارن حرفة صناعة الأحذية التي تُمارسها عائلته بنوع آخر من الفنون الإيطالية العريقة، وهي صناعة مشروب العنب، فيقول: "لِنشبّه الحذاء بمشروب العنب الفاخر. يتطلّب تصنيعه الوقت، والحرارة الملائمة، وبعض الأسرار التي تبقى سرّ المهنة".

 

لا يختلف اثنان على عنصر الوقت، فعائلة "كاوڤيلا" تعمل في هذا المجال منذ فترة لا يُستهان بها. المصنع عبارة عن فسحة ناصعة البياض أشبه بخلية النحل حيث يتولّى العمال كافة التفاصيل، من تشغيل الآلات الحديثة لتقطيع المواد بتقنية الليزر، وصولاً إلى لصق أحجار الكريستال يدوياً. بعض العمال يعملون في المصنع منذ أيّام "رينيه" والبعض شباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، وهذا تفصيل يُشدّد عليه "إدواردو" في إطار سعيه إلى تحديث العلامة.

لا تعتمد أحذية "كاوڤيلا" على درز النعال البرّاقة، بل تُلصقها بواسطة تركيبة لاصقة سرية على حرارة معيّنة. يُساهم ذلك في رسم خط أنظف عند الجزء الذي يلتقي فيه النعل بالحذاء.

 

 

الكلفة

 

إذا قارنّنا صناعة الأحذية بصناعة مشروب العنب، فإنّ علامة "كاوڤيلا" تُشبه Chateau Margaux. هذه الأحذية باهظة الثمن، حتّى أنّ سعرها بعيد عن متناول معظم الناس، لكن "كاوڤيلا" يُدافع عن سعرها الغالي. فحذاء Cleo على سبيل المثال يُباع لقاء 1130 دولاراً أميركياً.

 

 

قد تُعجبكِ أحذية Everlane المتوفّرة لقاء 150 دولاراً أميركياً، لكن يعتبر "كاوڤيلا" أنّ كل شيء بثمنه، قائلاً: "في الموضة، الجودة تُكلّف المال. إذا رأيت حذاء سعره أقل من 300 أو 400 يورو، فهناك نقص في الجودة".

 

يستغرق تصنيع كل صندل Cleo تحديداً يومَين من العمل. الجزء الذي يلتفّ حول الساق كالأفعى مصنوع من خليط معدني يُعانق القدم بلطف، من دون أن يقبض عليها ويُسبّب التقرّحات. يدخل 42 عنصراً مختلفاً في تصنيع كل حذاء، ويقول إدواردو أنّ 20 شخصاً يقومون بفحص كل حذاء حرصاً على ضمان الجودة.

 

 

السجادة الحمراء

 

عندما سألت "كاوڤيلا" عن نجمات الصفّ الأول والإنفلونسرز اللواتي ارتدينَ صندل Cleo على السجادة الحمراء، أقسم بأنّ العلامة لا تدفع المال لهنّ للظهور بالحذاء. ويؤكّد قائلاً: "نحن لا دفع المال للإنفلونسرز. تجمعنا علاقات طيّبة بمنسّقي الأزياء ونكتفي بإرسال العيّنات من أحذيتنا إلى المشاهير. نريد أن نكسب الولاء لعلامتنا، ولسنا في عجلة ليرتدي الجميع من تصاميمنا".

 

يتحدّث "كاوڤيلا" بصراحة مُطلقة، من دون لفّ ودوران. لا يودّ أبداً أن ترتدي "كايت موس" تصاميمه، فيما يعتبر الممثّلة "جيسيكا شاستاين" "إنسانة متواضعة تُعبّر عن نفسها بأسلوب جميل". أمّا ريهانا، فمع أنّها غير متواضعة، لكنها تُعبّر عن نفسها بأجمل أسلوب.

 

المزيد
back to top button