منذ قرابة قرنين من الزمان، وبدءاً من صانعي العطور وحتى العاملات الحرفيات "دام دو تابل"، ومن كرات ميتيوريت وحتى أحمر الخدود المعطر، تلتزم جيرلان Guerlain بأعلى معايير المهنة لتؤمن بذلك استمرار المهن التي يرجع الفضل إليها في تصنيع منتجات جيرلان الأسطورية.
تحافظ جيرلان على التاريخ والإرث الفرنسي داخل ورش الإنتاج الفرنسية التابعة للدار. فمثلاً يجمع موقعا رامبوييه (أورفين) للعطور وشارتر لمستحضرات الجمال بين الحرفية والتكنولوجيا ويحافظان على تقاليد الصناعة الفرنسية وعلى هيبة عبارة "صنع في فرنسا". كما تحترم هذه المواقع الالتزامات الاجتماعية والبيئية القوية التي تعهدت بها جيرلان وتحافظ عليها منذ 12 عاماً.
لقد كانت تلك إستراتيجية ناجعة، فقد حصلت دار جيرلان للمرة الثالثة على التوالي على وسم "شركة من التراث الحي" تقديراً لمعارفها الاستثنائية والحرفيين الخبراء الذين تعج بهم جيرلان. يمنح هذا الوسم الذي وضعته الدولة عام 2005، للشركات عبر وزارة الاقتصاد ويظل سارياً لمدة خمس سنوات.
لتصميم مجموعات عطور فاخرة تتسم بالأصالة والإبداع وتضم عطوراً لا تنسى ولترك بصمة لا تمحى، أطلقت جيرلان دوماً العنان لصناع العطور المتفانين داخل الدار.
ومنذ عام 1828، ظهرت خمسة أجيال من المبتكرين الذين سار كل منهم على خطا من سبقه. فبعد بيير- فرانسوا-باسكال جيرلان (مبتكر لو دو كولون أمبريال)، وإيميه جيرلان (مبتكر عطر جيكي) وجاك جيرلان (الذي صاغ تركيبة عطور لور بلو وعطر ميتسوكو وعطر شاليمار) وجان بول جيرلان (مبتكر عطر آبي روج وعطر سمسارا) ظهر تييري واسر الذي انضم إلى جيرلان عام 2008. يُعد تييري واسر مستشكفاً حقيقياً للعطور يعشق مشاركة المعرفة وأسرار العطور، وقد تمكن من ابتكار عطور مؤثرة وقوية بمساعدة دلفين جيلك صانعة العطور في جيرلان. يرجع الفضل إليه في ابتكار عطر كولون دو بارفيومر وعطر لا بيتيت روب نوير والعديد من مجموعات عطور أكوا أليجوريا والعطور الفاخرة إلى جانب عطر مون جيرلان ذي الاسم المميز والذي أصبح رمزاً عطرياً للأنوثة.
تتطلب صناعة مثل هذه العطور الأخاذة اختيار أجود المكونات. ولهذا، تتمتع جيرلان بتاريخ طويل من التجول في أقاصي العالم بحثاً عن المكونات. ومثلما ارتحل بيير-فرانسوا-باسكال جيرلان لاستكشاف سيبريا بحثاً عن خلاصة الصفصاف، وارتحل جاك جيرلان ليجلب إلى موطنه البنزوين الإندونيسي، يكشف تييري واسر عن شغفه بالارتحال كأسلافه. يرتحل واسر كل موسم بحثاً عن أفضل المواد الخام وأجودها ليصنع رابطاً عطرياً بين الإنسان والطبيعة.
لكن صانعي العطور لدى جيرلان ليسوا مجرد خبراء بالنبات ومستكشفين فحسب، بل هم أيضاً فنانون يستغلون كل لحظة يعيشونها لحكاية قصة عطرية ساحرة سواء من خلال اجتماع أو مغامرة أو مادة أو عملاً فنياً. وبين لحظة الإلهام والعطر النهائي تأتي مرحلة التنسيق.
يتمكن صانع العطور بفضل خبراته ومعارفه من المزج بين المكونات والتحكم في كمياتها وقوامها لابتكار عطر يعكس طابعاً فريداً وعاطفة جياشة.
تزداد العطور سحراً عندما تتألق في قارورة جميلة. وفي موقع أورفين (بالقرب من رامبوييه)، وهو نفس الموقع الذي تصنع فيه عطور جيرلان، ثمة ست عاملات حرفيات "دام دو تابل" يحافظن على أساليب قديمة قدم الزمان ويستعملنها في تزيين أجمل قوارير عطور جيرلان. وبسرعة فائقة ومهارة مذهلة، يقمن بكل من هذه الأساليب الدقيقة. ففي هذا المكان وهذه الخطوة يتم تزيين القارورة "باربيشاج" وإغلاقها بالخيط "بودروشاج" وأختام الشمع وربط العقد بعناية إذ توضع اللمسات النهائية على قوارير عطور جيرلان المذهلة يدوياً لتتحول إلى قطع فنية فريدة.
تدرب سيلفي روميه التي تحافظ على هذا التقليد العاملات الجديدات وتنقل إليهن بكل أمانة المعارف الكامنة خلف هذه الأساليب الثمينة التي لا غنى عنها.
ولهذا، وبناءً على طلب لجنة كولبير التي تروج للمهارات والحرف التقليدية، حازت روميه على وسام الفنون والآداب برتبة فارس.
ابتكرت جيرلان عام 1987 مستحضر ميتيوريت في محاولة لابتكار شكل جديد للبودرة السائبة ومن ثم ابتكرت أول بودرة مضغوطة على شكل كرات. أصبح مستحضر ميتيوريت الذي يعكس الضوء بشكل مؤقت لإضفاء لمسة مثالية علامة فارقة في مستحضرات الجمال. وفي حين ظهرت تنويعات مختلفة لهذا المستحضر، إلا أن أحداً لم يستطع مضاهاته.
بلمسة واحدة بالفرشاة، تمتزج الألوان المتعددة لهذه الكرات التي تفوح برائحة البنفسج الخلابة لتشكل لوناً واحداً منسجماً وفريداً. صممت هذه الكرات المتعددة الألوان بحيث تعمل في تناغم لتصحح لون البشرة بشكل مثالي، ولكل لون منهم خاصية معينة: اللون الوردي للمسة منعشة، والأخضر لتقليل الاحمرار، والأبيض لتفتيح البشرة، والموف لالتقاط الضوء، واللون الذهبي ولون اللؤلؤ الفاتح لإضفاء لمسة مشرقة على البشرة.